الذي يجري في سورية هذه الأيام حلم صهيوني كامن منذ مطلع القرن الماضي، فمن جابوتنسكي الى بن غوريون، الى بيغن، الى مائير، الى دايان فرابين، فشامير فباراك ثم نتنياهو، وعلى امتداد المؤسسة الأمنية السياسية الصهيونية، كلهم أجمعوا ويجمعون على خريطة تفكيك وتدمير سورية كي تبقى «إسرائيل» لأطول فترة من الزمن..!
بينما كان السوريون يستبعدون وصول الإرهاب التكفيري الى قلب العاصمة السورية، ويتابعون المواجهات في حماه وادلب وريف حلب، فوجئ الجميع بهذا الإرهاب يضرب في قلب دمشق، وجاء على لسان احد قادة هذه الجماعات في مقابلة مع الإذاعة البريطانية، ان أيام الأسد معدودة، وان (تحرير دمشق) قاب قوسين او ادنى، ودعا الأهالي الى الانخراط في الثورة، كما اعلنت وسائل إعلام أخرى ان الأسد نفسه تعرض لمحاولة اغتيال وان شقيقه ووحدات عسكرية معه قد انشقت عليه.
لماذا هذا التأخير والتلكؤ بالبدء بالخطوات العملية التي وافقتم عليها لاستكمال جمع الأدلة، ولماذا لم نسمع صوت اللجنة المركزية لحركة «فتح» أو نلاحظ تحركاً يليق بحجم قضية اغتيال «الختيار»؛ أين دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها حول القضية؟ وهل يتم اقتصار الموضوع في الرئاسة والسلطة واللجنة؟! ولماذا تم اختصار الرد من أبو مازن على تصريح من المصرحين باسم الرئاسة؟
لا أجد مبرراً للمبالغة في الحديث عن دور اللواء عمر سليمان وتبييض صفحته بعد وفاته، ذلك أن الرجل كان أحد أركان نظام يسجل إحدى مراحل الانحطاط في التاريخ المصري. وأخشى أن تؤدي المبالغة الإعلامية في الإشادة بدوره «الوطني» إلى تزييف التاريخ، ومن ثم إثارة البلبلة والحيرة في أوساط الأجيال الجديدة التي شوهت ذاكرتها، بحيث ما عاد البعض يميزون بين من خدم الوطن وخدم الحاكم وخدم نفسه أو خدم العدو.
يتعاظم الحديث الأمريكي - «الإسرائيلي» في الأيام الأخيرة عن أسلحة سورية الكيماوية واحتمالية نقلها الى «حزب الله»، او سيطرة عصابات مسلحة عليها، كما تتصاعد بالتوازي التهديدات المشتركة بشن حملة - حرب عسكرية على سورية، بذريعة - او تحت بند - السيطرة على الأسلحة الكيماوية، قبل ان يتم نقلها الى «حزب الله»، والمصادر الإعلامية المختلفة أخذت تتحدث عن اتصالات وتنسيق ما بين الدولتين لوضع خطة في هذا الاتجاه - والتقديرات ان مثل هذه الخطة جاهزة منذ زمن.