ثورة 23 يوليو 1952 جاءت من رحم الطبقة الوسطى المصرية التي كان لديها مطالب خلال فترات ما قبل الثورة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهذه المطالب بلورتها ثورة يوليو بلا شك وتبنتها، ولعل المبادئ الستة لثورة يوليو تلخص تلك المطالب، ومن ثم استجابت الثورة سريعاً لتلك المطالب والمبادئ، بما نقل مصر نقلة نوعية، فعشية الثورة كان يطلق على المجتمع المصري مجتمع النصف في المئة، تغيب عنه الطبقة الوسطى ويقع تحت الفرز «الإقصاء» الاجتماعي
منذ أن انتهى حكم الفراعنة القدماء استقبل المصريون حكاما وفدوا إليهم من مختلف بلاد الدنيا، ودخلوا البلاد بالقوة ابتداء من الفرس (340 ق.م)، ثم الإسكندر الأكبر المقدوني الذي ترك البطالمة في مصر (322 ق.م)، وتلاهم الرومان (30 ق.م)، ثم عرب الجزيرة مع الإسلام (640 ميلادية) حيث أصبحت مصر ولاية إسلامية تولى حكمها عناصر مختلفة حسب مركز الحكم، من المدينة (الخلفاء الراشدون)، إلى دمشق (الأمويون)، إلى بغداد (العباسيون). وبعد انهيار الخلافة العباسية (1258) توالى على حكم مصر بعض الأسر من هنا وهناك
«دقت ساعة العمل الثوري لكفاح الأحرار/ تعلن زحف الوطن العربي بطريقه الجبار/ والثوار هم الشعب والأحرار هم الشعب عارفين المشوار/ هي إرادة شعب إتحرر يوم تلاتة وعشرين/ طلع الفجر عليه كان عارف هو طريقه منين». كلمات تغنى بها موسيقار الشرق محمد عبد الوهاب ومن بعده المصريون تعبيراً عن امتنانهم لثورة 23 يوليو/ تموز التي أزاحت عنهم رق الاستعمار وجلبت لهم نهضة اجتماعية وزراعية وصناعية.
حرصت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على زيارة العاصمة المصرية بُعيد نجاح محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة. زيارة الوزيرة الأمريكية جاءت من أجل أهداف عدة، أولها: الاطمئنان إلى سريان معاهدة كامب ديفيد بين مصر و«إسرائيل»، وعن هذه النقطة كان الرئيس المصري واضحاً في خطاباته التي ألقاها بعد فوزه: «إن مصر تحمل رسالة السلام وستحافظ على جميع المعاهدات الموقعة بينها وبين دول العالم»، بما يعنيه ذلك ضمنياً من الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد مع «إسرائيل».
كل الطرق تؤدي اليوم الى أمريكا وواشنطن على ما يبدو بعد ان قررت العاصمة الأمريكية إما ان تخوض آخر حروبها من اجل ان تستعيد السيطرة على العالم الذي يتفلت من بين يديها على ما يبدو في أكثر من ساحة وعلى أكثر من مستوى، من بطانات احتلالها في العراق وأفغانستان الى صعود قوى عظمى سبق لها ان رضخت لموازين قوى مؤقتة كانت تمنح الغلبة للأمريكيين حتى الآن!