كاتب عربي
قامت نظرية الأمن (الإسرائيلي) على قاعدة رسم مجال حيويّ واسع لنشاطها، واعتبرت أن عليها أن تكون القوة الأولى في هذا المجال الواسع وأن تكون ذراعُها الطويلة والقويّة قادرة على ضرب أي تهديد لها في هذا الحيّز.
منذ ساعات الحرب الأولى في السابع من تشرين الأول الماضي حرص الإسرائيلي على دفع مجموعات السكان في غزة على الهجرة جنوباً مرحلة إثر مرحلة. وبعضهم هاجر داخل فلسطين للمرة الخامسة أو السادسة وصولاً إلى أدنى نقطة في جنوب القطاع وهي مدينة رفح التي لا يوجد بعدها من مفر أو مكان للهجرة إلا ساحل البحر الضيق أو صحراء سيناء
بالعودة إلى حالات الصمت، حالة الصمت الأولى هي تجاه ما يجري في القدس والضفة الغربية من تغول (إسرائيلي)، فلا تخرج السلطة ووزارة الخارجية عن بيانات متباعدة مدينة او مستنكرة او محملة (إسرائيل) مسؤولية لا تبدو (إسرائيل) منزعجة من حمل أثقالها، فخططها تسير باتجاه القدس و المسجد الأقصى
تكثفت الاتصالات والوساطات: مصرية وتركية وعمادية قطرية، لكن الرأي كان يذهب باتجاه ان حكومة الاحتلال التي نشرت ما يزيد عن ثلاثة آلاف رجل شرطة ستكون حريصة على إجراء المسيرة بانضباط وبأقل قدر من الاستفزاز، وأن ما أطلق من تهديدات وصل الى مرحلة من الصعب العودة عنها إن وصلت الحشود للحرم القدسي.
لحوالي ربع قرن من الزمان عرف الفلسطيني ومعه العالم تلك الفتاة الطيبة والصحافية الجريئة، ذات الخفر والحياء وشيء من الملامح الطفولية البريئة، والتي شكلت جزء مهم من وعي جيل ربي معها ومع تقاريرها ومطاردتها للاحتلال وعساكره و مستوطنيه ، هذا الجيل الذي يقاوم في عملياته الفدائية
عمل الجنرال دايتون على صناعة عقيدة أمنية جديدة للأمن الفلسطيني، حيث تتمّ تعبئة رجال الأمن بأنّ مشروعهم وعملهم لا علاقة له بالعودة والتحرير وحق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وإنما بالدفاع عن اتفاق أوسلو ووليدته السلطة الفلسطينية بكامل التزاماتها
قبيل الحرب على غزة، وفيما تهبّ القدس وكلّ فلسطين متحدية الاحتلال، وموحّدة الشعب الفلسطيني، اشتكى عضو في لجنة فتح المركزية لقناة فلسطين الفضائية الرسمية، أن ليس للرئيس أبو مازن مَن يهاتفه – كما في رواية غابريال غارسيا ماركيز الشهيرة: ليس للكولونيل مَن يكاتبه – لا من القادة العرب ولا من الأجانب، وفي ظني أنّ المشتكي يعرف أنّ السبب هو أنّ السلطة وملحقاتها لم تكن لها مشاركة حقيقية في الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه في القدس
أثار حادث جنوح الباخرة «إيفر غيفن» ( ever given) منذ أيام وسدّها مجرى الملاحة في قناة السويس، تسونامي من الأخبار والتعليقات والتحليلات، اعتمد كثير منها على نظرية المؤامرة، التي وإنْ كانت غالباً على خطأ، إلا أنها قد تصيب أحياناً، ومما لا شك فيه، أنّ تأثيرات هذا الحدث ولا بد، استراتيجية بامتياز
تجاهل البيان الختاميّ كثيراً مما لا يجوز تجاهله، والأهمّ أنه قفز عن حقائق موجودة على واقع السياسة، أهمّها الاحتلال الجاثم على الأرض، والذي هو صاحب الكلمة الأخيرة في السماح بإجراء الانتخابات، وتبدي حكومة الاحتلال ومنسّقها في الضفة الغربية حتى الآن تجاهلاً وصمتاً مريبيْن في عدم التعليق لا إيجاباً ولا سلباً إنْ كانت تؤيد أو تعارض الانتخابات، وكأنّ الأمر لا يعنيهم.
ما هي الأسباب التي قد تدفع (بالإسرائيلي) للموافقة على إجراء الانتخابات في أيار المقبل؟ في ظني أنّ العامل الأميركي الديمقراطي مهمّ، ولكنه غير كافٍ، (الإسرائيلي) قد أخذ القدس وكلّ ما يريد من الضفة الغربية، يريد اليوم طيّ صفحة الماضي المتمثل في منظمة التحرير، باعتبارها حمولة زائدة على ضعفها وهوانها، وأن تصبح السلطة هي ما تبقى من المشروع الفلسطيني وعلى ما تبقى من أرض.
ar أقلام الموقف سعادة ارشيد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
33 من الزوار الآن
2183362 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 30