السبت 2 تموز (يوليو) 2022

سياسات الصمت و الإنتظار

السبت 2 تموز (يوليو) 2022 par سعادة ارشيد

تسود رام الله حالة من الصمت العميق تجاه أحداث مهمة تمسها بالعمق او تدور من حولها دوران الالكترونات حول نواة الذرة، وذلك لحساب نقاشات وإشاعات و( خبريات ) يتم تداولها على نحو واسع ومتلاحق و كأن جهة منظمة تقف وراءها، منها ما يتعلق بصحة الرئيس ابو مازن وصولا إلى وفاته، و منها ما يسلط الضوء على الصراعات حول خلافته وحظوظ هذا القائد او ذاك، فيما يظهر الرئيس ليكذب كل تلك الأخبار، فيرأس الاجتماعات القيادية لفتح و يقوم بزيارات خارجية كان آخرها لقبرص، وإطلالات أخرى في أكثر من مناسبة يبدو خلالها ممسكا بزمام الأمور الداخلية، اقوى من ان يستسلم ويسلم وإنما منسجما مع فريقه غير آبه بمن يناوئه و بصحة جيدة بالنسبة لرجل اقترب من عقده العاشر.

بالعودة إلى حالات الصمت، حالة الصمت الأولى هي تجاه ما يجري في القدس والضفة الغربية من تغول (إسرائيلي)، فلا تخرج السلطة ووزارة الخارجية عن بيانات متباعدة مدينة او مستنكرة او محملة (إسرائيل) مسؤولية لا تبدو (إسرائيل) منزعجة من حمل أثقالها، فخططها تسير باتجاه القدس و المسجد الأقصى الذي يدخله المستوطنون يوميا وبأعداد كبيرة لإقامة صلواتهم وشعائرهم التلمودية وممارسة استفزازاتهم تجاه بضعة من الماجدات الفلسطينيات والشبان الذين يعتقلون ويبعدون عن المكان المقدس، لدرجة نستطيع الزعم بها أن المسجد الأقصى قد تم تقسيمه زمانيا و مكانيا ولا ينقص ذلك إلا الإعلان الرسمي، بقية الضفة وخاصة شمالها مستباح من الجيش (الإسرائيلي) بالاجتياحات اليومية و الاعتقالات الليلية والقتل المتعمد شبه اليومي. أما حالة الصمت الثانية فتتعلق بالساحة المجاورة وشديدة التداخل مع الساحة الفلسطينية، (فإسرائيل) مقبلة على إجراء انتخاباتها البرلمانية الخامسة خلال اقل من اربع سنوات، حيث أن الانقسام حاد داخل مجتمعهم السياسي اليميني، ولكنه يبدي حيوية بقدرته على الذهاب الدائم لانتخابات بالمقارنة مع ساحتنا، فآخر انتخابات جرت في ساحتنا كانت قبل ستة عشر عاما، ولا يبدو اننا ذاهبون في المنظور نحو انتخابات تتجدد بها الشرعية ويرمم بها نظامنا السياسي المتهالك. حالة الصمت الثالثة هي حول زيارة الرئيس الأميركي لفلسطين، ومروره على بعض مؤسسات القدس الشرقية الفلسطينية وذلك بترتيبات أجرتها السفارة الأميركية مع القائمين على تلك المؤسسات ومنها مستشفى المقاصد، وبعيدا عن أي تنسيق مع رام الله، بالطبع بحراسة الشرطة والأمن (الإسرائيلي)، فالقدس أميركيا موحدة وعاصمة (لإسرائيل)، سيجرى الرئيس الأميركي لقاء في بيت لحم مع الرئيس الفلسطيني سيكون في غالب الأمر بروتوكوليا واحسانيا خال من أي مضمون سياسي، ربما سيطلب بايدن من السلطة دعم خصوم بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، وسيذكر في سياق كلامه العبارات المعهودة حول السلام وأهميته ومكافحة التطرف والإرهاب وإيمانه الكلامي بحل الدولتين، فيما العمل (الإسرائيلي) المدعوم من إدارته لم يبق مكانا لدولة ثانية غرب النهر، فهل ستكون الدولتان إحداهما غرب النهر والأخرى شرقه؟، لا بد ان تشمل الزيارة شيئا من المساعدات المالية التي تبقي السلطة على قيد الحياة، أما إمكانية أن يبحث بايدن مع أبي مازن ترتيبات السلطة والخلافة وما الى ذلك فهي غير واردة، إذ أن المسألة اصغر من أن يتحدث بها الرئيس الأميركي وسيتركها لموظفي الخارجية والأمن. حالة الصمت الرابعة هي تجاه قمة جدة في منتصف الشهر القادم، والتي سيحضرها الرئيس الأميركي ويشارك بها ملوك وأمراء ورؤساء مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى العراق والأردن ومصر، والحاضر الأكبر ظاهرا كان أم شبه ظاهر ( الإسرائيلي)، كما أن قد أصبح معروفا إن أهداف القمة هي سعوديا : إثبات زعامة ولي العهد محمد بن سلمان على الحضور العربي ومصالحته مع الإدارة الديمقراطية وطي صفحة الخلافات السابقة و التي كان من أدواتها مقتل الصحفي الخاشقجي، أما أميركيا و(إسرائيليا) فهي تهدف إلى إدماج ( إسرائيل ) في المجموعة العربية ان لم نقل تسيدها على تلك المجموعة في مجالات السياسة والعسكر والاقتصاد، وبناء تحالف ضد محور المقاومة، ولا يغيب عن البال أبدا مسالة تخفيض سعر النفط والغاز الذي استفادت من ارتفاع أسعاره مؤخرا كل من إيران وروسيا، ومسائل لوجستية إقليمية ترتبط بالاقتصاد والأمن كحق الطيران (الإسرائيلي ) بالمرور من الأجواء العربية للدول المشاركة بالقمة و بناء شبكة قطارات عابرة للاقليم، كما لم تدع السلطة الفلسطينية حتى الساعة لهذه القمة، وبالتالي لن تنال من مكاسبها ونثرياتها، والقمة لن تناقش الشأن الفلسطيني لا من قريب أو بعيد، ولن تتحدث عن الاحتلال وجرائمه أو القدس وما يجري بها، ولكن ذلك لا يمنع أن يرد في البيان الختامي للقمة – أو قد يرد- ذكر القدس والوصاية الهاشمية وحل الدولتين في محاولة بائسة لتضليل من سمعوا هذه العبارة آلاف المرات عبر عشرات السنين ولم يعودوا يصدقوها .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2184560

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع سعادة ارشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184560 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40