كاتب وسياسي فلسطيني
ما زالت حكومة الكيان الصهيوني رغم كل ما قامت به ترغي وتزبد، وتهدد وتتوعد الفلسطينيين في غزة باجتياح قطاعهم، وتدمير بنيانهم، وتخريب أرضهم، وتعطيل مرافقهم وتغيير معالم مناطقهم، ثأراً وانتقاماً من حركة حماس، التي باغتتهم ونالت منهم، وصدمتهم وروعتهم، وألحقت بهم خسائر ما كانوا يتوقعون يوماً دفعها
ما زال العدو الإسرائيلي يصعد في خطابه ضد الفلسطينيين مهدداً باجتياح محافظة رفح، والدخول البري إليها بعد أن قصفها بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية على مدى الأشهر الأربعة الماضية، وحشر فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، ودفعهم إليها من الشمال والوسط دفعاً بحجة أنها منطقة آمنة
اليوم هو الثاني والستين للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، وما زالت الصورة التي بدأ بها العدو عدوانه الغاشم كما هي لم تتغير ولم تتبدل، تتنوع أشكالها وتتعدد مظاهرها وتتعمق آثارها ولكنها تعيد نفسها وتكرر صورها، غاراتٌ متواليةٌ وقصفٌ مستمرٌ، وقتلٌ للمدنيين وتدميرٌ للبيوت
تناقضٌ عجيبٌ في المشهد الفلسطيني، وصورةٌ غريبةٌ غير مفهومة ولا مبررة، بل مدانة ومستنكرة، ومؤلمةٌ ومحزنة، ومخزيةٌ ومخجلةٌ، فبينما يرسم أهلنا الصابرون المرابطون، القابضون على الجمر، والمكتوون بنار العدو، والثابتون في الوطن، والمتجذرون في الأرض، والمتمسكون بالحقوق، المقاومون بالسكين والحجر، وبالسلاح الذي يشترونه بقوت أطفالهم
حاول الكيان الصهيوني في الذكرى الخامسة والسبعين لما يسمى بـــ“يوم الاستقلال” استعراض قوته، وإبراز تفوقه، والكشف عن أسلحته، وإظهار قدراته القتالية العالية وإمكانياته الهجومية المتطورة، في ظل أجواء عصيبة لا تقوى على إخفاء القلق، وتبديد الخوف، وطمس الحقائق الجديدة، وإلغاء التحديات المتزايدة
تنظر سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» إلى العام 2022 بقلقٍ شديدٍ، وترى أنه عامٌ متفجرٌ ملتهبٌ، صاخبٌ مضطربٌ، وأنّ أحداثه ساخنة وعملياته مستمرة، وأنّ مشاهده متعدّدة وأطواره متغيّرة، وأنّ فصوله تتوالى تباعاً، وتتواصل أحداثاً ولا تتوقف عنفاً، مما ينذر بخروج الأوضاع العامة عن السيطرة
أثبت الأسير خليل العواودة من جديد، كما كل إخوانه الأسرى والمعتقلين، الذين سبقوه بالإضراب عن الطعام، والإصرار على مواصلته، والثبات أمام أوجاعه، والصبر على آلامه، والمضي فيه حتى نهايته، شهادةً أو نصراً، وحريةً أو قيداً، أن الحق أقوى، وأن الإرادة أجدى، وأن السجان أوهى، وأن الاحتلال أقنى، وأن الفجر مهما تأخر نوره فسيطلع
لم يكن يائير لابيد الزاحف إلى رئاسة الحكومة “الإسرائيلية”، وتصريف أعمالها وتسيير ملفاتها، حتى تمام الانتخابات التشريعية المبكرة الخامسة وظهور نتائجها، وتكليف الأقوى فيها بتشكيل الحكومة الجديدة، يحلم أن يرتفع رصيده في الشارع الإسرائيلي، وأن ينال نسبةً أعلى من أصوات المؤيدين له والراضين عن سياسته
لم يستدرجوه إلى سفارةٍ أجنبيةٍ ليقتلوه، ولم يوهموه بالأمان ليخدعوه، ولكنهم داهموا بيته وفيه ضربوه، وأمام زوجته وأطفاله سحلوه، وبشهادة شهود العيان انهالوا على رأسه ضرباً بعتلاتٍ حديديةٍ، وبأعقاب البنادق والمسدسات الثقيلة
سقط الفيل الجمهوري وجذع خرطومه، وفقأ الحمار الديمقراطي عينيه فعمي، وضرب بالولايات المتأرجحة رجليه فترنح فاقداً اتزانه خائر القوى، ثم سقط على الأرض صريعاً وقد خسر، يتخبط وقد صدم، إلا أنه لم يسلم بالهزيمة ولم يقبل بالخسارة، فعلا صوته وصخب صراخه، وهدد بكلماته وتوعد بسلطاته، وداس بأقدامه الثقيلة القيم الأمريكية والأعراف
ar أقلام الموقف د.مصطفى اللداوي ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
27 من الزوار الآن
2183342 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 24