لا تكفّ فلسطين عن إدهاشنا. كلّما اعتقدْنا أنها تعبت أو يئست أو استكانت أو أطفأت نائرة الأمل أو قرّرت إدارة ظهرها أو أشاحت بوجهها عنّا، عادت لتَبهتنا وتُحيّرنا وتُلقي بنا في مهاوي العجز عن ردّ الجميل. في «هذه الدنيا شديدة الاعوجاج»، كما يصفها «مولانا» جلال الدين الرومي، ليس لدينا إلّا فلسطين لنطفئ بها أحزاننا العميقة، ونسدّ ثقوباً لا قرار لها في أرواحنا
افتتحت إسرائيل، بانتهاء يومها الانتخابي الحافل والطويل والمثير أوّل من أمس، مرحلة جديدة عنوانها صعود صاروخي لليمين، وعودة مظفّرة لبنيامين نتنياهو، الذي يُرجَّح تكليفه بتشكيل الحكومة، بعد حصول معسكره على 65 مقعداً في «الكنيست» الجديد
فجر الخميس الماضي، أغارت طائرات العدوّ الإسرائيلي على مساحة مفتوحة غير مأهولة، قرب بلدة المحمودية (بين أقضية جزين ومرجعيون والنبطية)، وهو ما قالت تل أبيب إنه ردّ على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة. بتلك الغارة، تجاوز العدو خطوطاً حمراء وخرق قواعد اشتباك مرسّخة منذ عام 2006. كانت إسرائيل تعوّل على عدم رد المقاومة على الغارة
وفي ختام تحليله، الذي اعتمد على محافل أمنيّةٍ رفيعةٍ في الكيان، لفتت المُحلِّل الإسرائيليّ فيشمان إلى أنّ “كلّ شيءٍ مشروع الآن، وبإمكان واشنطن مواصلة التشاور مع تل أبيب وإعلامها بما يحدث من تقدم في المفاوضات مع إيران وبإمكانها ألّا تفعل”، مؤكِّدًا أنّ “إسرائيل لن تُفاجأ من إعلان إدارة بايدن خلال أسابيع عن التوقيع على الاتفاق، وفي المقابل تبدي إسرائيل موقفًا شفافًا وواضحًا تمامًا، فهي لا تخفي تحضيراتها العسكرية لضرب إيران عن الأمريكيين”، قالت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب
كان علينا أن نعاين أحد المرابض الصاروخية التي طاولها القصف الإسرائيلي، كي نقترب أكثر من الوحدة التي صنعت المقاومة بينها وبين الكاميرا خصومة لم نستطع خلال إعداد هذا الملفّ تجاوزها بأيّ من السبل. رافقَنا أحد المقاومين إلى النقطة التي أحدثت فيها غارات الطائرات حفرة بعمق يتجاوز عشرة أمتار وبقطر يقارب 15 متراً. في الطريق، لم يَفُت الرجلَ أن ينبّه مراراً إلى أن هذه المهمّة ليست رسمية.
ar ملفات «ملف في الأخبار» ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
33 من الزوار الآن
2184344 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 21