كثيراً ما تسمع من يرد علينا، عندما نشير أن سورية تحتضن المقاومات ونهج المقاومة، ولم تنجر كغيرها للتطبيع مع العدو الصهيوني وعقد المعاهدات معه - ذلك التطبيع وتلك المعاهدات التي اتخذت مشروعية انتخابية وإسلاموية بعد «الربيع العربي» - أن القيادة السورية، على ما زعموا، لم تطلق طلقة واحدة من الجولان عبر أربعين عاماً، وأن جبهة الجولان هي الأهدأ بين جبهات الصراع العربي - الصهيوني، الخ…
لم يكن عمر سليمان محظوظاً حتى في موعد رحيله، فقد غادر مصر والعالم بعد انسحابه من حلبة الصراع على الرئاسة بوقت قصير. وفي ذروة أحداث متوترة سواء في مصر التي أدار أهم جهاز حساس فيها لما يقارب الربع قرن، أو في المنطقة، فقد اقترن اسم سليمان بملفات عدة بالغة الأهمية ومفعمة بالأسرار المخابراتية، منها وربما في مقدمتها، الحوار الفلسطيني الذي أوشك أن يتحول إلى مراوحة سيزيفية في القاهرة وبالتحديد بين «فتح» و«حماس».
عشر سنوات تكتمل اليوم على واحدة من أبشع الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني. واحدة من المجازر التي تسم المجتمع الدولي الرسمي العاجز والصامت والمتآمر، بالخزي والعار. الثالث والعشرون من يوليو/تموز عام 2002، يوم لن ينساه أهل حي الدرج في مدينة غزة. ففي ليلة ذلك اليوم ألقت طائرة «إسرائيلية» من طراز «إف 16» أمريكية الصنع والمنشأ قنبلة تزن طناً على الحي الذي لا تتجاوز مساحته مئتي متر مربّع، بدعوى اغتيال القيادي صلاح شحادة
حلف شمالي الأطلسي يقترب أكثر فأكثر. لم يكن بعيدا في الأصل، كان على مرمى حجر في تركيا. كانت قواعده على الأراضي التركية ولا تزال تحتوي على أسلحة استراتيجية نووية وتقليدية، نصبت مع أزمة الصواريخ الكوبية في ستينيات القرن الماضي ووجهت نحو الشمال، حيث كان الخطر السوفياتي، لكنها ظلت طوال العقود الثلاثة الماضية تبحث عن وجهة جديدة، وعن عدو جديد الى أن وجدت ضالتها في العالم الاسلامي.
رأى الرئيس التركي عبد الله غول أن سوريا تحتاج إلى جهود جدية جدا وجديدة، كي يمكنها الخروج من الوضع الذي هي فيه، بينما رأت صحف تركية ان استخبارات دولية تقف وراء تفجير مقر الأمن القومي في دمشق مؤخرا. وقال غول إن «مثل هذه الجهود لا يمكن أن تمر عبر القوة التي لن تحل شيئا بل وفق ما تريده غالبية الشعب. وهذا ما كنا نقصده من طرح النموذج اليمني في سوريا، كي تخرج البلاد من أزمتها بأقل كلفة».