العالم العربي ليس معتادًا أن يرى أطرافًا تدخل إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، ومع كيانها التابع. ليس من “عاداتنا” أن نبادر إلى عمل مشترك وواسع وكبير، وليس من مناهجنا أن نستمر بكلّ هذه الروحية العالية والاندفاع والثبات والتصميم لمدة تتجاوز 194 يومًا في كلّ جبهات القتال. لكن كلّ ما جرى منذ “طوفان الأقصى” في جانب، وما جرى في يوم السابع عشر من نيسان/ابريل بعملية عرب العرامشة المباركة سيبقى في جانب آخر.
لندع نتنياهو يذهب بتصريحاته العنترية إلى حيث شاء. فالحرب لا تتقرّر بالرغبات والأهواء، وإنما بموازين القوى في الميدان، كما بموازين القوى العامة التي تحسب عالمياً وإقليمياً، وميدانياً فلسطينياً- صهيونياً. (وذلك ما دام الأمر متعلقاً بالحرب العدوانية ضد قطاع غزة- مقاومةً وشعباً).
مثّلت ليلة الجمعة/ السبت، من نوفمبر الجاري في قطاع غزة، ما تتّسم به كل من الحربين من حيث طبيعتيهما، واتجاه كل منهما المستقبلي، بل المستقبل، لما ستسفر عنه كل منهما. وجاء يوم السبت استمراراً لتلك الليلة، وبتصعيد ملحوظ.
قرار سلطات الاحتلال باستدعاء 360 ألف من جنود الاحتياط لنشرهم على حدود الجبهة مع قطاع غزة وعلى الحدود الفلسطينية الشمالية مع لبنان، وتكليف سلاح الجو بنقل مئات الجنود النظاميين والاحتياطيين من جميع أنجاء أوروبا إلى فلسطين، لا يندرج في إطار الخطوات الطبيعية التي اعتادت “إسرائيل” على القيام بها في إطار الأعمال الحربية، وهي تأتي فقط في الحالات التي يحتاج فيها جيش الاحتلال إلى تلبية اتّساع دائرة انتشار الجبهات العسكرية
من الشواهد الراهنة تتدرج الاحتمالات وفقا لتدحرج الأمور حيث تبدأ من نهاية حتمية لمستقبل نتنياهو السياسي وحكومته في المدى المنظور وتصل لتدحرجات أكبر لا يستبعد معها ولا يعد بعيدا، زوال هذا الكيان، حيث بثت الشاشات الكثير من المشاهد التي تعد تجارب “بروفات” من مشهد الانهيار والزوال...
عندما انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوبي لبنان ومنطقة البقاع الغربي في أيار/مايو 2000، لم يكن حديث أهل المقاومة عمّا إذا كان دورها انتهى أم لا، بل تركّز بشكلٍ أساسي على قدرتها في حفظ هذا الإنجاز وتثبيته والبناء عليه لمرحلة مقبلة.
لكن ما كان بارزًا إلى حد كبير هو الموقف السعودي، حيث كانت السعودية في غنى عن بيانها الذي ساوى بين عملية القدس ومجزرة العدو، خاصة وأن السعودية لم تعلن رسميًا بعد عملية التطبيع وتحرص دوما على النفي الرسمي لكل ما يرشح من لقاءات مع العدو، كما أنها لا تتعرض لضغوط من مؤسسات دولية، مما يجعل من البيان السعودي تقاربا مجانيا مع العدو ومغازلة مكشوفة.
كل السيناريوهات بما فيها الأكثر حماقة، تستعد لها المقاومة ومحورها، والعدو الصهيو - أمريكي قد أيقن أن المحور لن يتنازل عن ثوابته، ويدرك أن الحرب ليست نزهة، ولو أراد التجربة العملية كخيار يائس، فليجرب ولسان حال المقاومة هو أننا جاهزون.
مع الإطلالة العامة على ساحة الصراع الدولي، نجد دوما ساحات فرعية يتم تسخينها لتصفية الحسابات عوضا عن المواجهة الكارثية المباشرة بين القوى العظمى، وهذه الساحات الفرعية يتم الصراع فيبها إما عبر الوكلاء نيابة عن الأصلاء، وإما بتشغيل وكيل لاستنزاف واستهلاك قوة كبرى بعينها نيابة عن القوى الاخرى المقابلة.
كثرت التعليقات والتحليلات على ما تضمنه الفيديو، وفي نص منقول من صفحة العميد في الجيش اللبناني، اللواء مصطفى مسلماني، يخلص إلى عدة أمور، منها أن عملية تصوير الهدف وتحديد إحداثياته تمت على ما يبين الفيديو من منصة إطلاق صواريخ ذات دقة عالية وليس من طائرات درونز أو كما يطلق عليها “المسيرات”.
ar المرصد تقدير موقف ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
17 من الزوار الآن
2183416 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 14