الجمعة 22 آذار (مارس) 2019

نجوم ترتقي

الجمعة 22 آذار (مارس) 2019 par علي قباجة

ثلاثة شهداء ارتقوا إلى بارئهم، في ليلة حزينة تخضبت بها أرض الضفة الغربية المحتلة بدمائهم. وعلى مرمى حجر من القدس، في مدينة رام الله المجاورة وبقرية عبوين، حاصر الاحتلال عمر أبو ليلى، الذي قض مضاجعهم قبل يومين من استشهاده بقتله جندياً وحاخاماً متطرفاً، ليسطر مجداً، وليؤكد أن جذوة مقاومة العدو حاضرة، مهما حيكت المؤامرات، ورغم العواصف التي تحيط بالقضية، وتراجع القوى والفصائل الفلسطينية، التي عجزت حتى عن توفير مأوى يحميه من غدر جنود الحرب، وبينما كانت المعركة مندلعة في رام الله، كانت نابلس على موعد لتوديع نجمين استشهدا رمياً برصاص الاحتلال، الذي اقتحم برفقة سوائب المستوطنين «قبر يوسف» في المدينة.
انتصار فلسطيني جديد سطر في صفحات المجد وخلد في ذاكرة الأحرار رغم الدماء النازفة، فقد هزت عملية الشاب اليافع عمر الذي لم يتجاوز عمره ال19 عاماً أركان المحتل، الذي حشد لقتله جيش يصف نفسه بأنه «لا يقهر»، وتفرغ آلاف الجنود لملاحقته، ووقفت «دولة» كاملة على أقدامها مرتجفة من صنيعه، وجن جنون قادة التطرف في «إسرائيل»، ولكن بعدما ترجل هذا الفارس، عقدت الأفراح في هذا الاحتلال المسخ، وبارك نتنياهو عملية قتله، وانتشى وتخيل نفسه أنه بلغ الجبال طولاً. ومع ردة فعل «إسرائيل» هذه، فإن حجمها الحقيقي يظهر، ويتضح أنها مجرد «دولة» مهزوزة لا تقوى على مواجهة أشخاص فرادى، فالشهيد عمر، نفذ عمليات مزدوجة، قتل وأصاب فيها المحتلين، وكل سلاحه هو سكين طعن به جندياً ثم خطف سلاحه وحارب به، وهو لم يدرب أو حتى يستخدم سلاحاً في حياته، ولكن حبه لأرضه جعله مقاتلاً متمرساً، يواجه أعتى عصابات الإجرام والتطرف.
وفي جبل النار نابلس، صب الاحتلال جام حقده على شابين، فهما كانا عابري سبيل بسيارتهما ليفاجآ بجنود الحرب أمامهما، فتوقفت سيارتهما تماماً، ولم يصدر أي منهما أدنى فعل، وبعد لحظات أطلق الجنود مئة رصاصة باتجاههما، ثم جاءت جرافة عسكرية ودهستهما مرات عدة وهما داخل السيارة، وبعدها منع الإسعاف من الاقتراب منهما، ليتجلى الحقد «الإسرائيلي» على فلسطين وأبنائها.
ومع حجم هذا الإجرام تجاه الشعب الأعزل الذي يقاوم بكل ما يملك حتى بأظافره، فإن ردات فعل الفصائل الفلسطينية ضعيفة وشبه ميتة، فقد تسابقت على تبني المقاتل عمر، لكنها لم تحمه ولو بالنزر اليسير، والمعيب أن اغتياله جاء على بعد كيلو مترات قليلة من مقرات السلطة الأمنية، هذه السلطة التي تمتلك 70 ألف عنصر على الأقل، لم يقدموا الحماية المطلوبة لابن شعبهم، بل إنهم مصرون على مواصلة التنسيق الأمني، في حين أن التراشقات الحزبية على أشدها بين «فتح» و«حماس» على فتات سلطوي، بينما الاحتلال يسرح ويمرح ويستبيح كل شيء.
فلسطين، وإن قتل بعض شبابها إلا أنها ولاّدة أبطال، ولا يمكن للاحتلال اقتلاع جذوة نضالهم مهما فعل، فالكبار رحلوا ولكن الصغار لم ينسوا حقوقهم، فجيل الألفية الثالثة هو من يتصدر الدفاع والمقاومة.. ولكن ينبغي على القيادة الفلسطينية احتضانهم وتوجيههم، واستغلال طاقاتهم بما يجعل النكاية ب«إسرائيل» أشد وأعمق.. فهل هم فاعلون أم أن التقاتل الحزبي سيبقى مسيطراً؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 72 / 2183518

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2183518 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40