الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019

فصائل فلسطينية في موسكو

الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019 par علي قباجة

اجتمعت 10 فصائل فلسطينية في موسكو، بهدف بحث المصالحة وإنهاء الانقسام، ومواجهة التفرد الأمريكي بالقضية الفلسطينية، وصد أطروحات واشنطن عبر ما يسمى «صفقة القرن»، والتي تطمح إدارة ترامب إلى تلبيسها للفلسطينيين بعدما فصلت «إسرائيلياً» ما يخدم مشاريعها التهويدية والتوسعية في المنطقة والأراضي المحتلة. وهذا الاجتماع له رمزية خاصة، ويؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها إنشاء جبهة جديدة تواجه أمريكا ومشاريعها، وتتصدر هذه الجبهة روسيا. وحديث وزير خارجية روسيا لافروف يعزز هذا الأمر.
ومن المعلوم أن موسكو تقيم علاقات جيدة مع «إسرائيل»، ولكنها تندرج في إطار المصالح المتبادلة، فروسيا لم تخضع لسطوة اللوبي الصهيوني، الذي ما أن يمكن من دولة حتى يتغلغل في أركانها ويسيطر على مفاصلها كافة كالولايات المتحدة الأمريكية، ولذا فإن لروسيا هامش مناورة تستطيع من خلاله التدخل في الصراع بشيء من الحيادية، وأيضاً لها مآرب أخرى بالتدخل، من خلال سحب البساط من تحت واشنطن، وتوجيه ضربة لها من خلال تبني الرؤى الفلسطينية، المناقضة تماماً لرؤى إدارة البيت الأبيض.
وكان للافروف حديث يمكن البناء عليه، إذ إن طرحه كان صلباً وشديداً وواضحاً، حيث إنه رفض الخطوات الأمريكية، أحادية الجانب، المنحازة ل»إسرائيل»، والتي تهدف إلى تدمير كل القرارات والأسس، التي تم تحقيقها سابقاً، كما أنه انتقد الانقسام الفلسطيني المستمر، لأنه يعطي ذريعة للترويج لنهج الإدارة الأمريكية لممارسة سطوتها على القيادة الفلسطينية، وطالب الفلسطينيين بتسوية أوضاعهم الداخلية لإفشال المؤامرات التي تحاك ضدهم.
الكرملين دخل على خط التسوية، ولذا فإن على الفلسطينيين استغلال هذا الأمر، والبناء عليه، وإيجاد حائط صد من خلال موسكو لمواجهة القرارات الأمريكية المجحفة، فتاريخياً وقف الاتحاد السوفييتي قبل انهياره مع منظمة التحرير الفلسطينية، ودعمها بالسلاح، كما رفد الدول العربية بكل عناصر المواجهة العسكرية للتصدي لكيان الاحتلال، والآن تحمل روسيا نهجاً مشابهاً، فهل تستغل قيادات الفصائل الدعم الروسي «المحدود» لإفشال مشاريع التصفية المحدقة بالقضية الفلسطينية؟
ويقع على عاتق الفصائل الفلسطينية الإدراك أن استمرار حالة التشظي البينية، ستضعف مواقفها على الصعيد الدبلوماسي الدولي، لذا فمن الأولوية الآن نبذ الخلافات غير المجدية، والتكاتف في بوتقة واحدة، واستغلال ما تبقى من الدعم العالمي، لرد الضربات الأمريكية - «الإسرائيلية»، وإبطال مفعولها، وفي حال أصرت على استمرار الانقسام، فإن القضية ستبقى تنتقل من تيه إلى تيه، حتى تُنهى بالمخططات التدميرية التي تحاك لها من كل صعيد.
التواجد الفصائلي في موسكو، فرصة ثمينة، لحشد الدعم، ووضع برنامج وطني شامل يواجه الاحتلال، والاتفاق على صيغة مصالحة ترضي الشعب الفلسطيني، وتوجه صفعة لحكومة نتنياهو، التي طالما راهنت على هذا الانقسام البغيض لتمرير مخططاتها، وخنق الفلسطينيين في الضفة وغزة. أن تعمل الفصائل على الاحتكام إلى مناقضي أمريكا ورافضي سياساتها هو الطريقة الأنجع، لرد ما يأتي منها من صفقات مشبوهة لا تخدم سوى تمدد «إسرائيل» وتوسعها. فهل يستغل الفلسطينيون بعض الدعم المقدم دولياً لرص صفوفهم ورد الاعتداءات المتفاقمة ضدهم، أم سيبقون رهينة المناكفات حتى يبتلع الاحتلال الأرض عن بكرتها؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 76 / 2183358

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2183358 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40