كاتب وأكاديمي فلسطيني
بعد كل إجراء، كان “ترامب” على عكس ما توفره الطبيعة لكل نفس، من الالتزام بالصبر بعد كل حادثة، حيث أصبح مستمراً في اتخاذ المزيد من الإجراءات وسواء المحاذية لإسرائيل، أو المتنافرة مع الفلسطينيين على نحوٍ خاص، والتي كان آخرها إغلاق الممثلية الفلسطينية في واشنطن، وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، حتى تلك الموجهة إلى مجالي التنسيق الأمني والتطبيع.
منذ قيامها عام 1948، أفادت« إسرائيل»، أكثر من أي دولة، إزاء كميّة المهاجرين اليهود الذين وفدوا إليها، فعلاوةً على أنها سياسة استفزازية تهدف العرب والفلسطينيين والدول الغربية أحياناً، فقد ساهمت وبقوة في كل المجالات التي تحتاجها الدولة، وسواء كان على المجال الديمغرافي بخاصة، أو المجالات الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية الأخرى
الولايات المتحدة، في حال تنفيذها لقرار تقليص حصتها المدفوعة لصندوق الوكالة، والبالغة بـ 125 مليون دولار، فإنها تثبت بأنها غير طاهرة باتجاه الفلسطينيين، وذلك بسبب عدم قيامها بالمساس بالدعم المقدّم لهم، والذي يخدم مصالحها ومصلحة إسرائيل، فهي ستستمر في تقديم الأموال، باتجاه مؤسسات السلطة الفلسطينية، والتي تهتم بالجوانب الأمنية على نحوٍ خاص.
وإذا كان “الأحمد” يريد تثبيت اعتقاده، بأن الزّمان قد تغير عن السابق، فنحن نُشاركه في حقيقة هذا التغيّر، ولكن إلى الأسوأ، وسواء بخصوص المجلس الذي أصبح مجرد هيئة لاستخراج فقرات هابطة، أو بالنسبة لتغيرات واشنطن الإيجابية، خاصة وأن إدارة أمريكية جديدة، معادية للفلسطينيين والقضية الفلسطينية عموماً، ستصل إلى الحكم في اليوم التالي، ما يعني أن الحياة التي بعدها الموت، هي ليست بحياة، وإن كان من بيننا من يعتبرها كذلك، فهي مجحفة وكئيبة أيضاً....
كانت المبادرة متساهلة جدّاً بالنسبة للإسرائيليين، ففي حين تقدّم “أبومازن” باتجاهها، كان “نتانياهو” اكثر حرصاً على رفضها، وبحجة أن لا بديل عن المفاوضات المباشرة باعتبارها الطريقة المثلى في تحقيق متطلبات السلام، ومن جهة ثانية، لمحاولته في انتزاع ما أمكن من المكاسب قبل إبداء قبوله بها، ومن ثم يعود إلى النقطة (ضفر)، أي بدء المفاوضات من جديد، وبما يسمح لإسرائيل تذويب المطالبات الفلسطينية الضرورية، والقضاء على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية...
لى أي حال، فإن التوجه الإسرائيلي في هذا المجال، وبشكلٍ اندفاعي، يعني المضي قدماً في التخليص على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ومن غير حساب لأحدٍ، وقد كان المتشدد وزعيم حزب (إسرائيل بيتنا) “أفيغدزر ليبرمان” أقل قسوة من رئيس الوزراء “بنيامين نتانياهو” الذي بدا أكثر حمائمية بخصوص قضايا مهمّة وخاصة بشأن تقنين المسألة الاستيطانية...
شكّل الأمن ومجموعة القضايا المتصلة به، السبب الحقيقي الذي شجّع زعماء إسرائيل وبالاستناد إلى أطرافٍ خارجية غربيّة، على العمل بشكل مصمم ودون عاطفة، ومع التحرر من التمسك بنظريات أمنية قائمة، على خلق وتطوير نظريات أمنيّة خاصّة بها، والتي لا تهدف إلى درء أيّ أخطار عدائية محتملة، أو للحفاظ على استمرار وجودها، وضمان سلامتها ونموّها فقط، بل للاستفادة منها في الانخراط بمبادرات هجوميّة أيضاً.
جملة الشعارات المختلفة التي يسوقها المرشحون ضمن حملاتهم الانتخابية، للمنافسة على رئاسة دولة أو احتلال منصب ما، هي شعارات تتغيّر تلقائياً، وتحت أي حجة فور فوزهم بالمنصب، ولكن يبقى عدداً قليلاً منها يتم البدء في تحقيقها، باعتبارها عصب الحملة، والتي لا بد من الوفاء بها، وخاصةً عندما تتعلق بالأمور الداخلية، أو الخارجية الكبرى...
مع انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة 1988- 1989، تشكلت ملامح الهيمنة الأمريكية، وبرزت على التلّة كقطبية واحدة، وخاصة بعد تفكك المنظومة السوفياتيّة، إلى جانب استفادتها من تراجعات قوى دولية – أوروبية وآسيوية-، حيث تمكنت منذ تلك الفترة من فرض نفسها على العالم، وسواء كان عن طريق التدخل في شؤونه الداخلية والخارجية، أو بطريق إقامة الحرب تحت عناوين دفاعية
في كل مرّة كانت تضطر الحكومة الإسرائيلية، إلى صرف نظرها عن إجراءات ذات صبغة عمليّة، وبخاصة التي تعتبر خارقة لحُرمة السبت بحسب الديانة اليهودية، باعتبار أن للسبت قدسية خاصة، لا توجد في أي دين سماوي كان أو دنيوي تاريخي، حيث يُحظر خلاله – من غياب شمس الجمعة إلى غيابها عن نهار السبت - القيام بأيّة أعمال تخِل بقدسيّته، والتي يتم التشديد عليها
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين عادل الاسطل ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
7 من الزوار الآن
2183589 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 8