صحفية فلسطينية
الشاشة غير واضحة أمامي، غيمة من الدموع تحجب عني تفاصيل الخبر الذي عزمتُ أن أكتبه كي أقتنع بفكرة استشهاد باسل الأعرج، أنا التي لم تنبش يوما ذكرى الشهداء وهي رطبة كي لا تنزف وجعهم، فجأة أقرر أن أكتب خبر استشهاده كي أقنِع نفسي بكل ما حصل، ذلك أننا نكتب حين عندما نعجز عن الكلام والصراخ، وحين نكون بعيدين جدا، تصبح الكتابة المفر الوحيد لنا. لكنني لم أنشر هذا الخبر كي يأخذ حيزا في وسائل الإعلام، بل كتبت لأنني أريد أن أصدق بأن مصير الفلسطيني واضح، فقط هناك اختلاف بسيط في حيثيات موته.
أبكتني نظراته، تلكَ التي التقطتها له خلال تغطيتي لأحد المؤتمرات في تركيا. ما زالت تلك النظرة عالقة بذاكرتي كمصباح وحيد في شارع مهجور، أوجعتني حد البكاء. أذكر أنني وقتها تركتُ المؤتمر وهرعتُ للخارج أبكي بحرقة، ليس شفقة عليه، بل اشمئزازا ممن كانوا حوله، أولئك الذين يهرعون لأخذ صور تذكارية معه وهم لا يدركون أنهم يأخذون صورا بجانب رماد كرامتهم....
لا أحد منا يختار الميتة التي يشتهيها، لكن البعض يجعلون من الموت الخيار الأكثر أناقة عندما لا تعود الحياة لائقة بمبادئهم وكرامتهم. الشيخ الأسير المضرب عن الطعام للمرة الرابعة في سجون الاحتلال الإسرائيلي خضر عدنان هو أحد هؤلاء الذين يمضون نحو موتهم بعزة.لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي قتل الشيخ خضر عدنان في المرات الأولى التي أضرب فيها، لأنه وبكل بساطة كان مستعدا للموت “ومن الصعب قتل شخص على استعداد لأن يموت، ذلك أن قتله سيكون بلا معنى”.
عندما انشغلوا هم بأبنائنا في سجون الاحتلال، يسعون لتحريرهم عن طريق خطف المستوطنين، خرجنا “بخجل” نتضامن مع غزة التي اشتعلت بحرب دموية إثر هذا الخطف. بدأنا نُبرِز مواهبنا ومراجلنا على الفيسبوك، ولم نخرج لنشاركهم بالقضاء على احتلال أثبتت الحرب هشاشته. ومن ثم تشرد عامر ومروان، ولم نفكر بطريقة لحمايتهم، حتى لو بشكل فردي...
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين مجدولين حسونة ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
7 من الزوار الآن
2183589 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 9