الأسرى الفلسطينيون، الآن، يخوضون ملاحم البطولة والفداء، بأمعاء خاوية، ورؤوس حليقة، متحدين صلف السجان الصهيوني، الذي استنفر واتخذ كل ما بوسعه من إجراءات قمعية وعنصرية بحقهم، من نقل وعزل وتعذيب وحرمان، ومصادرة لأدوات معيشتهم اليومية..، بينما أخرج قادة الاحتلال ووزراؤه حقد قلوبهم الدفين، بتهديدهم الأسرى بالقتل والإعدام، وتركهم يموتون جوعاً، واعتبروا أن منحهم حقوقهم هو ضرب من الخيال، ولا يمكن أن يتم.
المعتقلون يخوضون معركة «الحرية والكرامة»، وقد صفدوا بأغلال الاحتلال، الذي يحاول طمس نضالهم، وإخضاع صمودهم وأنفتهم. هذه المعركة، يقوم بها الأسرى نيابة عن الأمة، ودفاعاً عنها. إضراب الأسرى ليس مطلبياً بقدر ما هو ردع لإسفاف الكيان في المقام الأول، وتوجيه رسالة ونداء للداخل الفلسطيني، أولاً، ثم للعالم بضرورة التوحد والالتفاف حول قضيتهم العادلة.
هي ليست المرة الأولى، التي يُعلن فيها عن «إضراب عام»، فقد سبقته عشرات الإضرابات، التي حققت مطالب جزئية، والأسرى اليوم يطمحون إلى أن يرضخ الاحتلال لمطالبهم، لكن هل يستطيع الأسرى الوقوف وحدهم أمام أعتى كيان عنصري؟
بالتأكيد لا، وهنا يأتي دور الفلسطينيين في تبيان وطرح قضيتهم بقوة أمام العالم، وخلق الأفعال التي من الممكن أن تحررهم، وتخرجهم من خلف الأسوار العالية، لا الاقتصار على اللطم، وإظهار المظلوميات. فالفعاليات الجماهيرية الاستعطافية مطلوبة، لكن الأهم منها هو محاولة إيجاد طرق وأدوات دعم حقيقية لهم، ومساندتهم فيها بكل قوة، بينما يقع على عاتق القيادة الفلسطينية اتخاذ إجراءات صارمة تواجه بها المحتل، وتكفر عن خطيئة «أوسلو»، التي وقعت دون تبييض السجون من المعتقلين، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب وحدها، التي لا تحقق أي نتيجة، ولا تخفف القيود عن الأسرى.
يتطلع الأسرى أيضاً إلى ظهير عربي، يدعمهم ويشد أزرهم ويستخدم دبلوماسيته للضغط على الصعد كافة. فالأمة هي امتداد طبيعي ومهم للقضية المركزية؛ لذا يقع على عاتقهم الكثير ليقدموه ولينصروا الأصوات الصارخة القابعة في معتقلات الموت والاضطهاد.
أمّا المستوى الرسمي العالمي، فقد أغمض عينيه، ولم يحرك ساكناً، وهو غير آبه بالمعتقلين، بل إنه شريك بالتضييق عليهم، من خلال دعمه للاحتلال، وعدم اتخاذ خطوات فاعلة، تنهي إجحافه على الكل الفلسطيني. وهنا يأتي دور الإعلام العربي، لإظهار الحقائق لشعوب العالم، والضغط على الكيان إعلامياً، فهذا كفيل بمساعدة الأسرى على تحقيق أهداف معركتهم.
جذوة النضال لن تهدأ، وستتواصل إلى أن يرتدع الكيان، ويسلم الحقوق لمستحقيها، والإفراج عن كل الأسرى، فالتدافع لن يتوقف حتى تحقيق طموحات الحرية والاستقلال.
الجمعة 21 نيسان (أبريل) 2017
«الحرية» ومتطلبات المرحلة
الجمعة 21 نيسان (أبريل) 2017
par
علي قباجة
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
50 /
2186949
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين علي قباجة ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
26 من الزوار الآن
2186949 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 27