هذا هو حال الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني المحروم من زيارة مدينته المقدسة أو تأدية الصلاة فيها أو تكحيل عينيه برؤية قبابها ومآذنها وأسواقها وحاراتها وأسوارها العتيقة، خاصة في هذا الشهر الفضيل حيث ترنو القلوب إلى صلاة وشحن روحي في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لكن جدران الاحتلال وحواجزه فصلت بين الفلسطيني ومهجة قلبه رغم أنها لا تبعد عنه سوى كيلومترات معدودة.
أثارت الأنباء «الإسرائيلية» عن رسالة من الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز إرباكاً في القاهرة، قبل ان يخرج المتحدث باسم الرئاسة لنفي مثل هذا الأمر، وهو ما أكدته أيضاً جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها مرسي
رومني يقوم بجولته العالمية الأولى كرئيس محتمل. ووفق التقاليد، تندرج «إسرائيل» على رأس قائمة من تنبغي زيارتهم. هناك، في الأراضي المحتلة، تلاحقت تصريحات المرشح الجمهوري، مشيرة الى القدس كعاصمة لـ«إسرائيل» والى نيته، «لو يَفوز»، نقل سفارة بلاده إليها. وبعدما عبَّر عن تأثره لوجوده في هذا المكان (مدينة القدس) بمواجهة الحائط الغربي حيث كان قد صلَّى قبل قليل، (وهو فرْض عين لم يفلت منه رئيس أو مسؤول)، أعرب عن «تواضعه» إذ ينظر إلى «شعب عظيم أنجز شيئاً عظيماً».
علينا ان نوقف هذا النظام عند حده وان نعلم شبيحة الأسد درساً لا ينسى، وان نكف عن استخدام الأقنعة والمداورة عند الحديث عنه وعن أهدافنا الواضحة وهي إسقاطه ولو بالتدخل العسكري المباشر.. ولم يعد مهماً الاختفاء خلف ذرائع مكشوفة، فمثل هذا التدخل الضروري لا يرتبط بالخوف من سقوطه الوشيك بل بالخوف من تجاوزه لأزمته وتماسكه بعد كل ما واجهه حتى الآن.
يعيش الوطن العربي، مشرقاً ومغرباً، حالة من الاضطراب تقارب الفوضى، فكرياً وسياسياً.. فالكل يحاول أن يغادر الأمس وموروثاته من دون أن يتبين فيحدد الطريق إلى المستقبل وموجباته: القوى السياسية، بالأحزاب والتنظيمات الدينية فيها، والحركات الجديدة التي كانت نواتها قيد التكوين ثم أجبرتها التطورات على تسريع الولادة لتكون «حاضرة» وتتخذ موقعها على الخريطة السياسية الجديدة.