السبت 3 تموز (يوليو) 2010

القائد الفلسطيني أبو داوود في ذمة الله

السبت 3 تموز (يوليو) 2010

توفي اليوم السبت في دمشق عن 73 عاماً القائد الفلسطيني في منظمة “ايلول الأسود” محمد داوود عودة المعروف بـ “أبو داوود”.

وكان ابو داود مطلوباً من قبل اسرائيل لإشرافه على عملية ميونخ التي أودت بحياة أحد عشر رياضياً اسرائيلياً خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ العام 1972. إلا انه لم يشارك فعلياً في تلك العملية.

ونقلت وكالة “اسوشييتيدبريس” عن هناء ابنة ابو داوود قولها إن والدها كان يعاني من عجز الكلى، وانه ادخل مستشفى الأندلس بالعاصمة السورية بعد تفاقم المرض.

ومن المقرر أن يشيع جثمان أبو داوود بعد ظهر السبت الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء الفلسطينيين قرب مخيم اليرموك بحضور قيادات فلسطينية.

وكان ابو داود احد زعماء حركة ايلول الأسود التي انبثقت عن حركة «فتح» عام 1970، والتي كان هدف تأسيسها الثأر لطرد المقاتلين الفلسطينيين من الأردن في تلك السنة.

محمد داود عودة

ولد محمد داود عودة (أبو داوود) عضو المجلس الوطني الفلسطيني، والعضو السابق في المجلس الثوري لحركة فتح, في التاسع عشر من آيار/مايو عام 1937 في بلدة سلوان القريبة من القدس. كان أحد قادة منظمة ايلول الاسود، بالإضافة إلى أبو اياد مؤسس هذه المنظمة وأبو محمد العمري المسؤول عن عملية اغتيال وصفي التل في القاهرة و علي حسن سلامة (أبو حسن سلامة) واخرين غيرهم، حيث تم إيفاده للمشاركة في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح منتصف العام 68 ضمت عشرة من الرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية التي ستبهر العالم فيما بعد وستضع القضية الفلسطينية، وتحولها من قضية اللاجئين إلى قضية شعب وهوية، وقد شارك في هذه الدورة فخري العمري، علي حسن سلامة، مجيد الاغا، غازي الحسيني، مهدي بسيسو، نزار عمار، شوقي المباشر، ومريد الدجانى، حيث تم توزيع عمل هؤلاء القادة الأمنيين فيما بعد تحت مسؤولية كل من الشهيد أبو عمار والشهيد أبو جهاد، والشهيد أبو إياد، و من المعروف أن هذه الدورة تمت في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمخابرات العامة المصرية والمتخصص في تخريج قادة العمل الامنى والعسكري.

عمل ابو داود مدرسا للفيزياء والرياضيات في إحدى مدارس اريحا قبل أن ينتقل للعمل في الكويت، وتولى أبو داود قيادة مليشيات حركة “فتح” في الأردن أواخر الستينيات التي كانت تضم أربعة عشر ألف مسلح، وشارك في أحداث أيلول التي عُرفت بإسم أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970.

شارك في التخطيط وأشرف على التنفيذ في الهجوم الذي استهدف الفريق الإسرائيلي في دورة ميونيخ الأوليمبية عام1972,التي سميت بعملية ميونخ فيما بعد.

قاد في عام 1973 فريقاً من الفدائيين الفلسطينيين للقيام بعمليات في عمّان تهدف إلى السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية في عمان بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن، إلا أن العملية كُشفت، وحُكم على أبو داود ومرافقيه بالإعدام، إلا أن الحكم خُفِّف بعد ذلك وأُفرج عن أبو داود بعد عدة أشهر، بعد زيارة قام بها الملك حسين إليه في سجنه.

انتقل أبو داود بعد ذلك إلى بيروت، وعُيِّن قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية، وخاض حرب العامين 1975 و 76 التي وقعت في لبنان.

اختلف أبو داود مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات عام 78، وذلك بسبب قبول عرفات وقف إطلاق النار أو باتفاق وقف إطلاق النار مع الإسرائيليين آنذاك.

تعرض أبو داود لمحاولة اغتيال في وارسو عام على يدي أحد رجال صبري البنا (أبو نضال) 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، إلا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق. حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبو داود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلته سيارة الإسعاف.

عايش أبو داود الخروج الفلسطيني من بيروت عام 82، كما كان وسيطاً رئيسياً في الخلاف الذي دب داخل حركة فتح عام 83 بين أبو موسى و ياسر عرفات، وانتهى بخروج عرفات من طرابلس عام 84.

كان صديقاً لأبو نضال ثم خصماً له، وكان صديقا حميما لأبو إياد منذ بداية انتمائه لحركة فتح وحتى استشهاد أبو إياد بعد ذلك في تونس.

في صيف 1999م ، فجّر القائد العسكري الفلسطيني السابق محمد داود عودة (أبو داود) قنبلة غير عسكرية هذه المرة، و هو المسؤول عن تفجيرات عسكرية كثيرة، حين نشر كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونخ) الذي يتحدّث فيه للصحافي الفرنسي جيل دو جونشية، عن رحلته من مسقط رأسه في سلوان بالقرب من القدس إلى تخطيطه لعملية ميونخ، واعترافه بمسئوليته المباشرة عن تلك العملية، التي أودت بحياة 11 رياضياً صهيونياً ورجل شرطة وطيارين ألمانيين، نافياً أي علاقة لآخرين ارتبطت أسماؤهم بمنظمة أيلول الأسود أو ميونخ بتلك المنظمة أو العملية أمثال أبو حسن سلامة الذي اغتيل في بيروت عام 1978م رغم أنه أصدر بياناً بمسؤولية المنظمة عن إحدى العمليات التي قام بها، و كذلك أبو يوسف النجار الذي اغتيل في عملية فردان في بيروت 1972م والذي أصدر بياناً أعلن مسؤولية منظمة أيلول الأسود عن اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن، وحتى خليل الوزير الرجل الثاني في فتح الذي اغتالته المخابرات الصهيونية عام 1988 في تونس لم يكن له علاقة بمنظمة أيلول الأسود أو عملية ميونخ، رغم أنه أصدر في إحدى المرات بياناً أعلن فيه مسؤولية أيلول الأسود عن عملية نفّذها رجال أبو جهاد في بانكوك، و هذا كله على مسؤولية أبو داود، بعد سنوات طويلة من الصمت، ويشار هنا الي أن جهات عديدة في منظمة التحرير ساءها نشر هذا الكتاب، واتهمته بأنه يزيف التاريخ بنسب مسؤولية عملية ميونخ لنفسه مثله مثل الآخرين الذين ذكرهم!!حيث أن المسؤول المباشر عن العملية كان أبو محمد العمري (طلال) الذي درب الشباب وأوصلهم ثم ذهب الي تونس ليدير العملية من هناك حسب ماذكر أبو إياد بنفسه في كتابه فلسطينيي بلا هوية عام1987.

ولدى الإعلان عن نشر الكتاب بالفرنسية، وإعطاء أبو داود أحاديث عديدة للصحافة عن حقيقة ما حدث في ميونخ بالأسماء و المعلومات، أعلنت (إسرائيل) عن عدم سماحها لأبي داود بالعودة إلى فلسطين، والتي كان دخلها في ظروف سمحت فيها (إسرائيل) لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني بالدخول إلى غزة لعقد اجتماع حضر جلسته الافتتاحية الرئيس الأميركي بيل كلينتون وقرر المجلس إلغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني كانت (إسرائيل) تشترط إلغاءها. و لم تكن (إسرائيل) وحدها التي أثارها ما قاله أبو داود من معلومات جديدة عن عملية ميونخ، فالأرجح أنها كانت تعرف الكثير من الحقائق عن تلك العملية وعن مسؤولية صلاح خلف (أبو أياد) و أبو داود عنها، بل أعلنت فرنسا مثلاً بأن أبو داود شخص غير مرغوب فيه و منعته من دخول البلاد عندما دعته دار النشر (أن كاري ير) التي أصدرت كتابه (فلسطين: من القدس إلى ميونخ) للحضور إلى فرنسا احتفالاً بصدور الكتاب.

وأصدرت ألمانيا مذكرة توقيف بحق أبو داود لاعترافه بمسئوليته عن العملية التي جرت فصولها الرئيسية على أرضها. والمذكرة أصدرها المدعي العام في جمهورية بافاريا ألفريد فيك، و لم تكن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، ففي عام 1977م أوقف أبو داود في باريس، بموجب طلب تسليم من محكمة بافاريا، و لكن السلطات الألمانية الفدرالية أبطلت ذلك الطلب في حينه وأبلغت فرنسا بذلك، و حظي أبو داود بتكريم بعض الجهات، فمنح جائزة (فلسطين - محمود الهمشري) الذي كان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس حيث اغتيل على ايدي الموساد سنة 1973م ، وقد تلقى أبو داود الجائزة سنة 1999م ، تكريماً له بعد نشر كتابه، وأنشأت الجائزة جمعية التضامن العربية - الفرنسية و مجلة فرنسا - البلاد العربية، بعد اغتيال الهمشري.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2184582

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184582 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40