الجمعة 21 كانون الأول (ديسمبر) 2018

النائبة الأمريكية كورتيز والاحتلال “الإسرائيلي”

الجمعة 21 كانون الأول (ديسمبر) 2018 par محمد الصياد

أليكساندرا أوكاسيو كورتيز، هي أحد أوجه موجات الارتداد المضادة نوعياً، لتيار الغلوّ اليميني الذي صارت تقدم به الولايات المتحدة نفسها، للعالم بصورة صريحة لا لبس فيها، منذ أن نجحت القاعدة الاجتماعية لهذا التيار في تصعيد الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة. فهذه المرأة الشابة ذات الأصول اللاتينية التي لا تتجاوز 29 ربيعاً، راحت تتخطى العقبات وتصنع المفاجآت، الواحدة تلو الأخرى، بدءاً بالمفاجأة المدوية التي أحدثتها بفوزها كمرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية للحزب لشَغل مقعد مجلس النواب عن الدائرة ال 14 في ولاية نيويورك، أطاحت خلالها بالنائب المخضرم في المجلس جو كراولي، الذي يعتبر أعلى شخصية ديمقراطية تخسر سباقاً تمهيدياً هذا الموسم، والشخصية الرابعة في الحزب بمجلس النواب، ومرشح الحزب لخلافة زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي، فيما لو كان فاز في الجولتين، التمهيدية التي جرت في 26 يونيو 2018، والنصفية التي جرت في 6 نوفمبر 2018، لتتبعها بالمفاجأة الثانية بتغلبها على منافسها الجمهوري أنتوني باباس.

وُلدت أوكاسيو كورتيز في برونكس بمدينة نيويورك، ودرست في ثانوية يوركتاون، حيث حصلت على الجائزة الثانية في مسابقة إنتل الدولية في العلوم والهندسة بمشروع بحثي حول علم الأحياء الدقيقة، ما حدا بمعمل لنكولن في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لأن يُطلق اسمها على كويكب صغير أُعطي له الرمز: 23238 أوكاسيو كورتيز. وقد درست في جامعة بوسطن وتخرجت فيها في عام 2011 بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلاقات الدولية. بعد تخرجها، عادت إلى برونكس حيث عملت في وظيفتين، عاملة ونادلة في مطعم وجبات جاهزة، لتساعد والدتها في تسديد رهن منزلهما بعد وفاة والدها بالسرطان. كما عملت كمعلمة في المعهد الهيسباني الوطني، وشرعت في تأسيس دار نشر «بروك أفينو برس» لنشر الكتب التي تلقي الضوء على الناحية الإيجابية لبرونكس. وقد عملت ضمن حملة المرشح الرئاسي بيرني ساندرز في عام 2016، وبعد هذه الانتخابات، زارت بسيارتها العديد من الولايات والمدن وتحدثت مع العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان.

كورتيز تصف نفسها بأنها اشتراكية ديمقراطية، وأنها تدعم السياسات التقدمية مثل الرعاية الطبية لكل المواطنين، وتأمين الوظائف للعاطلين، وإلغاء الرسوم الطلابية في الكليات العامة، وإنهاء خصخصة السجون، وسنّ تشريعات للحد من انتشار السلاح. كما عُرفت بانتقاداتها ل«إسرائيل»، ووصفها قتل الفلسطينيين في 14 مايو(أيار) الماضي خلال احتجاجات حدود قطاع غزة المحاصر، بأنها مجزرة للفلسطينيين. وهذا ما دفع مختلف المنظمات السياسية التقدمية الأمريكية لدعمها في الانتخابات الأخيرة. لكنها تراجعت، بعض الشيء، عن هذا التصريح في 15 يوليو(تموز) الماضي، حين ظهرت لثلاث دقائق في برنامج «فايرينج لاين شو» على محطة PBS التلفزيونية الحكومية، وقالت: «كلامي كناشطة، عن القضية الفلسطينية، سيختلف عن كلامي كسياسية».

ولكأن مقدمة البرنامج، كانت من حيث تعلم أو لا تعلم، تتحدث على لسان «إيباك» (لجنة الشؤون السياسية الأمريكية «الإسرائيلية»)، التي لم تحتمل خسارة «زبونها» السابق جوزيف كراولي الذي خدمها في مجلس النواب لعشرة أعوام، وهي ما تصوّرت قط، أن يأتي من بين صفوف الحزب الديمقراطي من يكسر تابو الدعم اللامشروط لدولة الفصل العنصري، ولا اليوم الذي تشهد فيه هذه المنظمة الشيطانية، التصدعات التي بدأت تظهر في البناء الحزبي والمؤسسي الذي شيّدته «إيباك» منذ حوالي 67 عاماً (في 1951). فقد انصب إلحاح المذيعة على كورتيز لتفسير ما تعنيه بالاحتلال، في هذا السياق. وفي حين أن كورتيز ناورت (كسياسية هذه المرة وليست كناشطة حقوقية، كما قالت) في الشق الأول من السؤال بالقول: «أنا لست خبيرة في الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة»، فإنها أجابت بوضوح على الشطر الثاني من السؤال بالقول «إن «إسرائيل» تحتل فلسطين، وإن المستوطنات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية والقدس غير شرعية، وأعتقد أيضاً أن ما بدأ الناس يرونه على الأقل مع احتلال فلسطين، هو الأزمة الإنسانية المتزايدة. وهذا بالنسبة لي هو أميل إلى أن ألتف حول هذه القضية». وفي مقابلة مع المحامي والصحافي الأمريكي البارز «غلين غرينوالد»، قالت كورتيز «إن السكوت عن القضية الفلسطينية كان أمراً مزعجاً بالنسبة لي، وإن جذوري البورتوريكية لها علاقة بالمحتجين الفلسطينيين».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12534 / 2183440

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع محمد الصيّاد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2183440 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40