الجمعة 12 حزيران (يونيو) 2015

تركيا تكبح نشاطات «حماس» على أراضيها

الجمعة 12 حزيران (يونيو) 2015 par حلمي موسى

كشف المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، النقاب عن طلب الحكومة التركية، مرات عدة مؤخراً، من بعض قادة «حماس» المقيمين في تركيا، التقليل من نشاطاتهم ضدّ إسرائيل.
وكتب المراسل أنَّ الحكومة التركية وجَّهت هذا الطلب، بشكل أساسي، إلى أحد عناصر الذراع العسكري لـ «حماس» في تركيا، صالح العاروري، الذي تتهمه إسرائيل بتوجيه عمليات لـ «حماس» من مقر إقامته في اسطنبول. وأشارت «هآرتس» إلى أنَّ الطلبات وجهت عبر أجهزة الاستخبارات التركية «المطلعة جيداً على نشاطات العاروري في الدولة»، موضحةً أنَّ الطلب جاء على خلفية خشية تركيا من انتقادات أميركية لها واتهامات بمساعدة الإرهاب.
وأضافت «هآرتس» أنَّ العاروري هو أحد قدامى نشطاء «حماس» من رام الله، وسبق لإسرائيل أن أبعدته عن الضفة الغربية قبل خمس سنوات بعد اعتقال إداري طويل. ويعمل العاروري حالياً، وفق الصحيفة، من مقر إقامته في تركيا كمسؤول عن منطقة الضفة الغربية في «حماس». غير أنَّ العاروري ليس وحده في تركيا، إذ يتواجد في جواره عدد آخر من النشطاء من الضفة الغربية. ومؤخراً، اتَّهمت إسرائيل العاروري والنشطاء بتفعيل معسكرات تدريب لرجال «حماس» في تركيا، بعدما غضّت الأجهزة الأمنية هناك النظر عن المسألة. وتدعي إسرائيل أنَّ في معسكرات التدريب هذه، تجري عمليات تأهيل لنشطاء «حماس» بما في ذلك تدريبات على إطلاق النار. وسبق لنشر تقارير كهذه أن أثارت ارباكاً كبيراً في تركيا، وربَّما قادت إلى استفسارات أميركية وطلبات توضيح، والتي بسببها طلب الأتراك من العاروري كبح نشاطاته.
وتفترض إسرائيل أنَّ العاروري يقيم اتصالات مع نشطاء «حماس» المقيمين في كل من قطر والسعودية بصفته المسؤول عن بناء شبكات وخلايا عسكرية في الضفة الغربية عن طريق تجنيد أفراد، وتحويل أموال وإصدار توجيهات عمومية بالعمل. وكان جهاز «الشاباك» الإسرائيلي قد أعلن في أيار العام 2014 أنَّه نجح في الكشف عن شبكة واسعة لـ «حماس» في الضفة الغربية، تلقَّت، بحسب قوله، تعليمات من العاروري وركَّزت على الاستعداد لتنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل وفي حالة الضرورة ضدّ السلطة الفلسطينية. وفي حينه، تمّ اعتقال العشرات ممَّن تم اتهامهم بعضوية هذه الشبكة.
ومعروف أنَّه عقب كشف النقاب عن هذه الشبكة، تفاقمت الأزمة بين رئيس السلطة الفلسطينية وحركة «حماس». واتهمت السلطة حينها «حماس» بالتنكّر لاتفاقية المصالحة وحكومة التوافق الوطني التي كانت قد تشكلت. وأحد أسباب تأزّم الموقف كان قيام رئيس «الشاباك» يورام كوهين بعرض تفاصيل من التحقيقات التي أجريت مع أفراد الشبكة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي غضب على «حماس» وطالبها بتوضيحات. ولم يخفف من حدة الأزمة الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة والتي ألحقت دماراً كبيراً بالقطاع وأودت بحياة أكثر من ألفين من أبنائه.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإنَّ العاروري لا يخضع لقيادة «حماس» في القطاع ولا يتلقَّى التعليمات من القائد العام لكتائب «عز الدين القسام» في غزة، محمد الضيف. وهو يقدِّم تقاريره لقيادة «حماس» ومجلس الشورى، كما أنّه مقرَّب من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. ويرأس العاروري، أيضاً بحسب الصحيفة، طاقماً مسؤولاً عن الضفة الغربية، يتكوَّن من عدد من قدامى نشطاء «حماس» ممَّن طردتهم إسرائيل إلى القطاع بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل (صفقة شاليط) العام 2011. ويضم هذا الطاقم أسرى سابقين مثل عبد الرحمن غنيمات ومازن فقها.
وأشارت «هآرتس» إلى أنَّ طاقم الضفة، والقيادة العسكرية في غزة، يجريان اتصالات مع نشطاء «حماس» العسكريين في أرجاء الضفة، الذين يحاولون إنشاء تنظيمات محلية. وأضافت أنه بقدر ما هو معروف، لا تملك «حماس» قيادة مركزية لذراعها العسكري في الضفة الغربية. وقالت إنَّ سبب ذلك يعود لكثافة الضغط الذي تمارسه إسرائيل والسلطة الفلسطينية على هذه الخلايا في العقد الأخير. وأشارت إلى أنَّه منذ اعتقال إبراهيم حامد، الذي كان مسؤولا عن «حماس» في منطقة رام الله في العام 2006، لم يبرز لـ «حماس» في الضفة قائد بوزنه.
وخلصت «هآرتس» إلى القول إنَّ أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، مجتمعة وعلى انفراد، أفلحت في إحباط العشرات من خطط العمليات التي تمّ توجيهها من قيادة «حماس» في تركيا وغزة. والنجاح الأساسي الوحيد للحركة في السنوات الأخيرة، تمثَّل في اختطاف وقتل الشبان الثلاثة في «غوش عتسيون» قبل عام، وقد تمت على أيدي خلية تابعة لـ «حماس» من الخليل تزعم إسرائيل أنَّها تلقَّت تمويلها من غزة، لكنَّها لم تعمل بأوامر تفصيلية من أحد.
وتواجه حماس، حالياً، بحسب الصحيفة، مشكلة في تأهيل «مهندسين» في إعداد العبوات الناسفة شديدة الانفجار وفي تجنيد مقاتلين لتنفيذ عمليات انتحارية. لذلك، فإنَّ معظم الجهد يتجه نحو تنفيذ عمليات إطلاق نار والتخطيط لعمليات اختطاف جنود أو مدنيين إسرائيليين لإجبار إسرائيل على صفقة تبادل أسرى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2182928

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2182928 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40