عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وهو مركز بحثي متخصص في شؤون القضية الفلسطينية، حلقة نقاش تحت عنوان “أزمة المشروع الوطني الفلسطيني.. والآفاق المحتملة”، نهاية الأسبوع الماضي في بيروت.وعلى أهمية العنوان الذي طرحته الندوة للنقاش، فقد برز تساؤل لدى العديد من المشاركين، ومنذ اللحظة الأولى، عما إذا كان من الأوجب تحديد ماهية المشروع الوطني المقصود، والتوضيح في ما إذا كان هذا المشروع موجوداً أصلاً؟
جاءت الهبة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية التي قام بها نشطاء فلسطينيون من كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح، والتي أسهمت بتعطيل زيارة الجنرال الفاشي الصهيوني شاؤول موفاز لمدينة رام الله، جاءت في وقتها تماماً، وقد أدت مفعولها السريع باستصدار قرار فلسطيني رسمي بالغاء اللقاء مع موفاز، وتفويت الفرصة على المحاولة
في لحظة أرادها لنا الزمن أصبح لدينا أمم متحدة، ومجلس أمن، وخمسة كبار والباقي صغار، هذا هو القانون والعرف الدولي الذي جاء بعد حربين عالميتين، وبموجب التاريخ الماضي فقد تواجد بين الخمسة عملاقان هما الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وكانا يتنازعان على كل صغيرة وكبيرة وحجتهم في ذلك ضبط التوازن والاستقرار الدولي والعالمي
تختلف طبيعة الثورات العربية التي شهدناها حتى الآن، عن تلك الثورات التي مرت على مدار السنوات والعقود في القرون الماضية، ذلك أن طبيعة التطورات التكنولوجية والتقنية قد اختلفت، ومن الطبيعي أن تختلف تلك الطبيعة ما بين زمن وآخر. ولا يعود الاختلاف الذي نعنيه هنا ما بين تكتيكات وتقنيات الثورة وأساليبها من زمن إلى آخر، بل ولكون الاختلاف يشمل تركيب القوى وأطيافها المشاركة.
في السنوات الأولى بعد استكمال اغتصاب فلسطين سنة 1967، كان هناك أسرى في سجون الاحتلال، لكن لم تكن هناك حركة أسيرة، أي أن الأسرى كانوا فرادى وكانت إدارات سجون الاحتلال تستعبدهم وتستخدم معهم أنواعاً شتى من أساليب القهر والإذلال. كانت تتعمّد تشغيلهم في تصليح مستلزمات تستخدم لدى جيش الاحتلال مثل أغطية الدبابات، وذلك لتحطيم معنوياتهم وتحويلهم إلى مجرد كم لا حول له ولا قوة.