تؤكد بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة أن صافي ثروات الأميركيين تراجع بنسبة 40% منذ العام 2007، عائداً إلى مستواه في عام 1992. وسوف يكون التقدم نحو التعافي بطيئاً وصعباً، وسوف يكون اقتصاد الولايات المتحدة ضعيفاً خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية. فهل يستطيع أي شاغل منصب حالي ـ وبخاصة الرئيس باراك أوباما ـ أن يفوز بإعادة انتخابه في مثل هذه الظروف؟
لا نقاش حول أهمية سوريا بموقعها الحاكم ودورها الريادي، تاريخياً، في محيطها، سواء على مستوى «الدعوة» فكرياً وسياسياً، أو على مستوى تقدم الصفوف إلى مواجهة مختلف محاولات الاحتواء أو الاستقطاب أو الحصار. ولا نقاش في تصدّر سوريا قضية العروبة، والنضال من أجل «الوحدة» أو «الاتحاد» أو أي شكل من أشكال العمل العربي المشترك في مواجهة الخطر «الإسرائيلي» المعزّز بالدعم الاستعماري المفتوح، بريطانياً في البدايات، ثم غربياً بالقيادة الأميركية مع «تعاطف» سوفياتي تجلى في الاعتراف بالدولة ـ العدو قبل استكمال موجبات «زرعها» على الأرض الفلسطينية.
في ثمانينات القرن الماضي، لم يبق بيت فلسطيني إلا ودخله كتيّب يحوي قصة عميل للاحتلال اسمه مازن الفحماوي، من لحظة الارتباط حتى إعدامه في سجن الرملة. قصّة ذلك العميل تلخّص حالة الصراع المحتدم والاشتباك الدائم بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الذي لا تقتصر حربه ضد الفلسطينيين على الرصاصة والقذيفة وزنازين التحقيق وقضبان السجن.
المؤسسة الصهيونية في سباق مرعب مع الوقت، وهي تحرص على عدم إضاعة دقيقة واحدة من الوقت بلا عمل صهيوني، إن على صعيد الأرض العربية المحتلة، او على صعيد البناء العسكري الأمني، او على صعيد البناء العلمي والثقافي، او على المستوى الاقتصادي، أو على مستوى بناء العلاقات والتحالفات في كافة القارات!
بعد «حرب الأيام الستة» في حزيران 1967 بشهور قليلة، ضمت الحكومة «الإسرائيلية» في حينه القدس الشرقية، وأعلنت القدس «عاصمة أبدية»، وباشرت تهويد المدينة المقدسة ومصادرة الأرض في محيطها، وإقامة المستوطنات عليها، وكذلك بدأت الحفريات تحت المسجد الأقصى بحثاً عن «الهيكل» المزعوم. بعبارة أخرى، قبل انقشاع غبار «المعارك»، بدأ تنفيذ مخطط هدم المسجد الأقصى