كاتب فلسطيني
أربعة وسبعون عاماً نكباوياً تتقاسم سنيها عذابات التشرُّد، وتضحيات الصمود، وضرائب الرباط، وقرابين الحفاظ على البقاء، ورُقى حلم العودة.. كنَّا فيها وحدنا، ليس معنا سوى وجدان أمتنا المقهورة والمغيَّبة، وهم لم يكونوا وحدهم.
لم تنم تل أبيب البارحة، ومعها كانت الثكنة الصهيونية الاستعمارية بكافة مكوّناتها الأمنية، والتي هي تعني كل من يعيشون فيها، كانت ساهرة، مذعورة، ومستنفرة…. الأسابيع الأربعة الأخيرة أذَّنت ببدء مستجد موسمٍ فدائي فلسطيني مختلف، ومتوالية عملياتٍ بطوليةٍ غير مسبوقة، هم يصفونها بالنوعية، وبمقاييس واقعنا النضالي وظروف شعبنا المستفرد به خارقة وواعدة.
لولا اللغة لصعب على المشاهد التفريق بين فضائية الجزيرة في تغطيتها للحدث الأوكراني وشقيقتها الC.N.N إبان الغزو الأميركي للعراق. الفارق فحسب، لجهة الأمركة، هو ذاك الذي بين لغة الضاد والرطانة الإنكليزية
فلسطين ليست جنوب أفريقيا، وعدونا ليس مجرَّد نظام فصل عنصري، على ما يجمع بين عدويهما.. هنا، جاءوا ليحلوا مكاننا، الأمر، الذي هو وفق استراتيجيتهم، والتي لم ولن تتبدل منذ أن وضعت في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، لا يتحقق دون نفي وجودنا مادياً ومعنوياً، وهذا هو ما استوجب عندهم كل هذا السطو الفاجر على التاريخ ومصادرة الجغرافيا وخلع الزيتون وسرقة الثوب الكنعاني والمقلوبة والحمُّص والفلافل، بل وتعدّوا مطبخنا إلى حيث صادروا الشكشوكة اليمنية!
في لبنان، أو سواه في أربع جهات الأرض، لم يعثروا على فلسطيني واحد أراد توطيناً، أو يقبل عن فلسطينه بديلا، أو يقايضها ولو بجنة الخلد.. الأخيرة يعرف طريقه إليها أكثر من غيره، الاستشهاد من أجل تحرير الأولى والعودة إليها..
على مدى أيام ما بين الرابع والسادس من تشرين ثاني/ نوفمبر العام 2007 عقد في دمشق “ملتقى المثقفين العرب والفلسطينيين”، وكمشارك كانت لي مداخلة لو أنها قيلت اليوم وليس الأمس، لأعدتها حرفياً، ولما وجدت ما أضيفه إليها، وعليه، وأزاء هذا الملتقى القاهري الأخير إعيد نشر تلك المداخلة
يبالغ من يصف موضة الفجور التطبيعي لدى متصهيني الأنظمة العربية والصهاينة تحالفاً، وبعضهم وصفه بالاستراتيجي! الصهاينة لا يرون في “غوييم” العمالة حلفاء، بل مثلهم مثل الغرب الاستعماري الذي اختلقهم، وجاء بهم، وجاءونا منه، وثبَّتهم في بلادنا، لا يرون في المتصهينين العرب إلا محض أدوات لتنفيذ استراتيجياتهم
صادقت كامب ديفيد على وعد بلفور، ما تلاها من نسلها، وادي عربة، أوسلو، وقابلتهن مدريد.. من بركاتها كل ما شهدته وتشهده الإمة من بعدها، في العراق، لبنان، سورية، ليبيا، اليمن، وفلسطين.. ضمنت أمن ووجود الكيان الصهيوني عربياً، وتكفَّلت به أوسلو فلسطينياً.
تقول تسريباتهم، يتعرَّض مشروع “المصالحة” الفلسطينية، أو وثيقة منتج حوار رجوب السلطة والفصائل، لمباغت “إنزالٍ خلف خطوطها”، شعاره “تصويب مسارها”، وهدفه “إعادة إنتاجها” لدواعٍ تنظيمية، جنرالاته، صائب عريقات، حسين الشيخ، وماجد فرج، وعزَّام الأحمد..
يحظى جناح المصوّبون، بدعم أردني، مصري، إماراتي، بحيث أن أبي مازنهم فقد حماسه لوثيقة رجوبه وبات المترددً ازاء توقيعها.
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف عبداللطيف مهنا ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
41 من الزوار الآن
2183604 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 39