كاتب فلسطيني
أنهى “الجيش” الإسرائيلي عمليته العسكرية الواسعة في مخيم جنين، التي أطلق عليها بعض قادته عملية “المنزل والحديقة”، والتي جنّد لها أكثر من ألف جندي من ألوية النخبة، في مقدمتهم لواء “الكوماندوز” الأكثر نخبوية، وقدم سلاح الجو الإسرائيلي غطاء جوياً لقوات النخبة البرية في هذه العملية التي لم تصل مساحة عملياتها العسكرية إلى نصف كيلومتر مربع.
أنتجت الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حكومة صهيونية ذات أجندة سياسية جادة جداً في تنفيذ كل مرتكزاتها الائتلافية السياسية المبنية على الاستيطان والتهويد والتهجير ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية بكل مستوياتها، للوصول إلى تحويل كامل الأراضي الفلسطينية إلى ما يطلق عليه اليمين الديني والقومي الإسرائيلي “أرض إسرائيل”.
قد لا تكون “إسرائيل” السبب المباشر فيما يحدث في الأردن، ولكن بالتأكيد لا يمكن لها أن تقف متفرجة على ما يحدث في أهم دولة تؤثر على “أمنها القومي”، فبالتأكيد ستعمل “إسرائيل” على استغلال ما يحدث في الأردن لتحقيق مصالحها، فقد لا تكون لها مصلحة بهدم النظام الحاكم في الأردن، ولكن من الممكن جداً أن تكون لها مصلحة بإعادة هندسته من جديد.
بقراءةٍ كلية للمعطيات السابقة، نجد أن “إسرائيل” أقرب إلى التهديد والمناورة من خلال سياسة الذهاب إلى الهاوية، ولكن من دون إمكانية السقوط فيها
نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وشكل الحكومة المقبلة بقيادة الرباعي بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وأريه درعي أوضحا عمق التأثيرات السلبية في وحدة المجتمع الصهيوني، والصراع على طبيعة “هُوية إسرائيل”، وما يواكبها من إعادة تعريف اليهودي والعديد من القضايا الأمنية الإستراتيجية
معركة الانتخابات في “إسرائيل” تحكمها أعراف وقواعد تختلف بالمطلق عن معركة تشكيل الائتلاف الحكومي؛ ففي معركة تأليف الحكومة من العادي جداً عدم الإيفاء بالوعود الانتخابية التي نادت بها الكتل الانتخابية في برنامجها الانتخابي، وسرعان ما تتمّ الصفقات السياسية والمصلحية بين قادة الأحزاب السياسية في غرف الفنادق البعيدة من أعين الإعلام.
ستجرى انتخابات الكنيست الـ25 في “إسرائيل” في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر القادم، بحيث ستتنافس 40 قائمة انتخابية على 120 مقعداً. ورغم تكرار العملية الانتخابية في “إسرائيل” للمرة الخامسة في أقل من 4 سنوات، فإنَّ هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها بشكل كبير، فللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، يقود بنيامين نتنياهو حزب الليكود
من الواضح أن جميع الخيارات الإسرائيلية معقدة، وصعبة، وتحمل معها العديد من الحسابات على الأمن القومي الإسرائيلي، ولكن في المقابل، “إسرائيل” لا يمكنها تحمل استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه، لذلك نعتقد أن التفكير الإسرائيلي سينصبّ على محاولة زيادة وتيرة عمليات “كاسر الأمواج” العسكرية حتى الوصول إلى اللحظة المواتية للبدء بعملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية.
تعتري “إسرائيل” حالة من التوتر، على وقع الأخبار التي تؤكد اقتراب توقيع إيران والولايات المتحدة الأميركية اتفاقاً نووياً جديداً، الأمر الذي أنتج دبلوماسية أمنية نشطة باتجاه واشنطن، إذ زار كل من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ايال حولاتا، ووزير الأمن، بني غانتس، واشنطن تباعاً.
في المحصّلة، نعتقد أن الثلاثي لابيد وغانتس وكوخافي، مع أول عملية فدائية تخرج من الضفة الغربية أو القدس أو مناطق الـ48، سيدركون مدى فشل رهاناتهم السياسية الداخلية على تحويل حربهم على الجهاد الإسلامي إلى أوراق انتخابية في بازار الانتخابات الإسرائيلية، فهذه الحرب لم تنتج وضعاً جديداً غير الذي كان قبل اندلاعها
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف حسن لافي ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2183528 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20