أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية ان شركة إماراتية تقدمت بعرض لمناقصة مشروع استيطاني على أرض مقبرة “مأمن الله” الإسلامية التاريخية في مدينة القدس المحتلة. المقبرة التي تقع غرب القدس القديمة تقدر مساحتها بـ2000 دونم (هكتارين).. ومقبرة - مأمن الله - تحتضن في ثرى جنباتها رفات الصحابة أمثال “عبادة بن الصامت” وهي تضم رفات كثير من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين شاركوا فى فتح القدس، وأكثر من 70 ألفامن مسلمي المدينة ماتوا على يد الصليبيين، وكثير من فقهاء وعلماء فلسطين.. هذا وقد حوّلت بلدية الاحتلال الصهيونى جزءًا كبيرًا منها إلى مراكز سياحية وحدائق عامة ومواقف لسيارات وحديقة لترفيه الكلاب ومطعم، ولم يتبق منها سوى 19 دونمًا،
وتفيد وسائل الاعلام الصهيونية ان الشركة تقدمت بالعرض إلى بلدية الاحتلال في القدس، ولم تذكر القناة السابعة اسم الشركة، لكنها أشارت إلى أنها شركة تنتج مجسمات عملاقة في العديد من دول العالم من بينها هونغ كونغ وتايلندا وفرنسا وقبرص ولبنان، ومقرها الرسمي دبي في الإمارات العربية المتحدة.
وقالت القناة السابعة في التلفزيون الصهيوني، إن الشركة المسجلة في دبي ويملكها رجل أعمال لبناني تقدّمت بواسطة وكيلها في تل أبيب بطلب المشاركة في تنفيذ مشروع إقامة مدينة ألعاب ترفيهية للكلاب وحديقة لليهود تحمل اسم “حديقة الاستقلال” على أراضي مقبرة “مأمن الله”، قبل التعجل في الرد على ما نشرته وسائل الاعلام الصهيونية ينبغي التثبت من صحة الخبر، لأننا ندرك ان هناك جانبا نفسيا من نشر كل خبر في الاعلام الصهيوني،ونعرف ان الاسرائيليين يخفون في كثير من الأحيان تورط عملائهم واصدقائهم ولا ينشرون منها الا ما يكون له وظيفة معوية ضد الفلسطينيين والعرب لإحداث مزيد من إحباطهم وتيئيسهم.
ومن هنا بالضبط تتحمل الإمارات العربية المسئولية في الرد على ما تم نشره لاسيما والموضوع حساس للغاية فلسطينيا وعربيا واسلاميا وانسانيا.. وكذا على مكاتب المقاطعة العربية وعلى كل المهتمين بمواجهة الاستيطان مقاطعة هذه الشركة وإدانتها كما ينبغي استمرار محاصرة الاستيطان في المنظمات الدولية والإقليمية.. و يمكن ان يكون للاستيطان قيمة اذا نشطت المؤسسات الدولية والإقليمية في محاصرته وتجريمه وملاحقة مشجعيه علىاعتبار انهم يقومون بأعمال ضد الإنسانية.
ولكننا ايضا فوجئنا بتصريحات على مستوى رفيع جاءت على لسان تسيبي ليفني أفادت بأنها التقت بزعماء ومسئولين في منطقة الخليج طلبت منهم عدم الاعتراض على الاستيطان حتى ذلك الذي يطال مدينة القدس..
ان الفلسطينيين وهم يخوضون معركة الوجود بخصوص طرد الاحتلال فضلا عن التصدي لمحاولات الاستيطان لا ينتظرون من العرب الا الدعم، ومن هنا كان لا بد من تكذيب هذه الأخبار وتأكيد مجدد من قبل الأنظمة العربية على الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه.