الثلاثاء 31 آذار (مارس) 2015

على هذه الأرض ما يستحق القوات المشتركة

الثلاثاء 31 آذار (مارس) 2015 par صالح عوض

على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. على هذه الأرض سيدة الأرض.. كانت تسمى فلسطين.. وصارت تسمى فلسطين.. على هذه الأرض المسجد الأقصى والأرض المباركة والأرض التي “باركنا حوله”.. وفي هذه الأرض شعب المرابطين إلى يوم الدين لا يضرهم من خالفهم وهم لعدوهم قاهرون.. هنا خطوات محمد وعيسى وموسى وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم الصلاة والسلام.. وهنا حمحمة جند الفاتحين من صحابة رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.. هنا وقف عمر وأبوعبيدة يتسلمان مفاتيح صعود الأمة الى العالمية..

هذه هي الأرض المباركة تاج نصر الأمة وعزها ورمز سيادتها وكرامتها.. وهي منذ قرن من الزمن تواجه قوى الشر العالمي من الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني العنصري وغطرسة أمريكا وطائرات فرنسا والمفاعل النووي الفرنسي في “ديمونا”.. وانحياز الاستعماريين الغربيين الطاغي.. ولم تتوقف المواجهات لحظة ولم يتردد الفلسطينيون المرابطون في أكناف بيت المقدس في استخدام كل الوسائل الممكنة حتى تفجير أجسادهم في وجه المحتلين ولم تبخل الأمة بجماهيرها وطلائعها الثورية عن إسناد مقاومة شعبها بما تستطيع من دعوات ودموع وقليل المساعدات.. أما الأحرار والشرفاء في العالم فكان موقفهم انحيازا نبيلا لفلسطين وضد العنصرية الصهيونية.. لقد وقف مع فلسطين قسساوسة وحاخامات غربيون وشرقيون ووقف مع فلسطين أوربيون كتاب وصحفيون وساسة وفنانون.. فكانت هي قضية الإنسان الأولى التي استطاعت أن تخترق الحصار الإمبريالي وتفتك من مجلس الأمن والأمم المتحدة مئات القارات الدولية ضد جرائم الحرب والاستعمار.

هذه فلسطين التي ترتبط بعقيدة الأمة وتاريخها وسيادتها ومستقبلها.. وهي فلسطين التي تتعرض لصلف غربي وعدوان صهيوني منذ قرن من الزمان.. ألا تستحق أن تجهز من أجلها الجيوش والقوات المشتركة؟ ومن سواها أحق منها بذلك؟.. إنها الراية والعنوان والبوصلة وهي تتويج الانتصارات، فمن ينتصر لها فهو في طريق الصواب، ومن يتخلى عنها تأتيه المصائب من كل مكان.. ولا نصر لمنتصر بدونها ولا هزيمة لمقاتل أن انتصر فيها.

اليوم يوم الأرض.. وأي أرض إنها سيدة الأرض.. وإن أي تغيير للراية والعنوان وأرض المعركة لن يكون محكوما إلا بالفشل لأنه لا يستند لتاريخ ولا عقيدة ولا مصلحة.. إن تغيير الراية يعني أن الشيطان يلعب بالعقول لصرف أهل الحق عن حقهم نحو معارك هامشية ثانوية تعمق المأساة والفشل الذاتي لمصلحة العدو.

في يوم الأرض المباركة والمقدسة نكتشف كم جرفتنا الدعايات الفاشلة والأفكار البائسة والعصبيات الجاهلية بعيدا عن الصواب والرشاد والاقتراب من المسجد الأقصى والقدس الشريف والأرض المباركة.. في يوم الأرض نكتشف أن الجنون وليس سواه هو من يوجّه تصرفاتنا ويحوّل الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق.

كل المعارك في خارج سياقها ستنتهي إلى الفشل والمهلكة.. وكل الذين يدخلون معارك جانبية لن يجنوا سوى الدماء والخيبة والحسرة.. وكل الذين انشغلوا عن القدس ومعركتها وفلسطين وقضيتها بمعارك داخل الأمة فلن يكتب لهم إلا الندم والخسران.. فهنا، وليس سوى هنا، يجب أن تتشكل القوات المشتركة.. هنا، وليس سوى هنا، نصبّ كل قوتنا وحقدنا المقدس ضد العنصرية والجريمة.. هنا، وليس سوى هنا، تلتقي جيوشنا وعقولنا وخططنا وتسمو أرواحنا.. أما داخلنا فليس سوى الحوار ثم الحوار ثم الحوار والسلام ثم السلام ثم السلام.. إنه سبيل الراشدين الناجحين فليختر كل طرف ما يختار.. إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165603

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165603 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010