الجمعة 22 تموز (يوليو) 2016

قمّة عادية في مرحلة غير عادية

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2016 par صالح عوض

العاصمة الموريتانية نواكشوط تتزين لاستقبال الوفود العربية على مستوى القمة، والإجراءات الأمنية والتحسينية على قدم وساق إلى درجة إغلاق الأسواق الكبيرة في نواكشوط، ويبدي الموريتانيون اهتماما بالغا وابتهاجا في استقبال الصحفيين والزوار، وتفيد الأخبار بأن هناك ارتفاعا ملحوظا في كراء العقارات السكنية.

قمّة عادية في وقتها وفي الدولة المعيَّنة لها حسب جدول متفق عليه في 25 يوليو الحالي، ولكن الموضوعات خطيرة وغير عادية.. ولأنها جامعة الدول العربية فلا بدّ من الحديث عن مصالح الدول العربية والأخطار التي تتهددها، وهنا يجب إدراك حجم المخاوف التي تنتاب الدولة العربية وهي تشاهد كيف أن الدول العربية تنهار دولة بعد أختها من الصومال والعراق وسوريا وليبيا واليمن، كما أن خطر الانهيار يلاحق بعضها الآخر كتونس ولبنان وسواهما..

اذن نحن امام اخطار حقيقية تهدد الأمن القومي العربي والدولة العربية مباشرة؛ فمن مجموع الدول العربية الاثنين والعشرين، اكثر من خمس دول عربية مهمة ومعتبرة تعاني التفكك والانهيار.. فالموضوع اذن يمثل خطرا حقيقيا ماثلا، ونعتقد ان هذا الخطر لا يمكن تأجيل مواجهته او التهاون في صدِّه، إذ اصبح بمثابة كرة النار التي تزداد اتساعا.. ولسوء الطالع ان يبدأ أمين عام جامعة الدول العربية الاستعدادات بأنه يرفض التحاق الوفد السوري بالمؤتمر أو أن يعود المندوب السوري إلى موقعه في جامعة الدول العربية.

فما الذي يهدد الدولة العربية؟ ما الذي اصبح اكثر من كونه هاجسا في العقل السياسي العربي؟ انه باختصار التمزق الطائفي والعرقي والجهوي والشحن على أسُسها، كما هو حاصل في اكثر من مكان.. انه خطر واقعي، حيث يجد مادة تأهيله في كل بلد عربي ويجد حواضنه بفعل التراكمات الجاهلية اختزانا للأحقاد والضغائن من قبل دعاة الشر والتفرقة وإفساد ذات البين.

ان القول بأن “الأمن القومي العربي مهدد اليوم” اصبح غير لائق ومتخلف.. ان الأمن العربي متهتك، والحديث هنا ليس في مواجهة العدو الخارجي، بل من داخل الحصون والقلاع، حيث تنبعث قطاعات من ابناء الأمة بكل بأس شديد لتدمير تقاليد الأمة وعاداتها في التراحم والتسامح ويفجّرون القلاع من الداخل.. الحديث عن الأمن القومي العربي اليوم يتجاوز الحديث عن الشعوب ومصالحها المباشرة، بل يركز عناصره على الدولة والنظام وملحقاته من مؤسساتٍ سيادية.

هم أحرار اولئك المجتمعون تحت قبة مؤتمر القمة، لأن قراراتهم ستكون إما عليهم او لهم.. وان كانت الأمة تنتظر منهم الكثير على سبيل محاربة كل أدوات التفسيخ والتهتك في المجتمع والدولة وإجماع الموقف حول قمع الفتن المهلكة..

مؤتمر قمة عربية في نواكشوط ماذا سيخرح منه إزاء القدس والشعب الفلسطيني المشرد والشعب السوري والعراقي والليبي الذي يتعرض لأبشع حالات القتل والإبادة والتشتيت؟ وماذا سيفعل إزاء الأمن القومي العربي والتهديدات الخطيرة التي تلاحقه؟ ام ان بعض ممثلي دول عربية سيقترحون تطبيعا وعلاقات مع اسرائيل؟ تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 80 / 2177445

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2177445 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40