الجمعة 16 أيلول (سبتمبر) 2016

سقط القناع عن القناع..

الجمعة 16 أيلول (سبتمبر) 2016 par صالح عوض

هكذا سقط القناع.. كان لابد من تزويد المشهد بعنصر جديد واضح ليكتشف من شقت عليه الرؤية حقيقة التصارع على أرض سورية وطبيعته وأطرافه وغايته.. كان لابد من إضافة مادة لتحليل الموقف كله فكانت اللحظة المحسوبة بدقة في نزع الوجه المزيف لمجموعات القتل والتدمير في سورية المجلوبة من تسعين بلدا مزودة بأحدث أنواع الأسلحة وبأبشع مشاعر العنف والإبادة..

قوات الدولة السورية تطلق صواريخها تجاه طائرات صهيونية كانت تحمي تحركات جبهة النصرة في هجومها “قادسية الجنوب” المنطلق من القنيطرة مستهدفا القوات السورية رغم ما تم الإعلان عنه من إيقاف الأعمال العدائية برعاية روسية وأمريكية.. الصواريخ السورية تقول بوضوح: لن نسمح للكيان الصهيوني بإقامة منطقة أمنية عازلة على الحدود مع فلسطين وستظل الحدود مفتوحة على كل الاحتمالات.. ووجهت الدولة السورية بذلك رسالة إلى العالم بأنها لا تزال صاحبة السيادة والولاية على كل التراب السوري حتى الذي لا يزال مختطَفا بيد مجموعات القتل والتطرف وأنه ليس مسموحا لأي جهة التدخل في الشأن السوري دون إذن منها.

من المعروف أن الكيان الصهيوني كان طيلة مرحلة الحرب العدوانية على سورية يتابع ويتدخل بالمؤن والعلاج والمعلومات لصالح تنظيمات مسلحة لم تتردد في أن تعلن من حين إلى آخر أنها جاهزة للتطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، وذهب بعض قادتها إلى مؤتمرات صهيونية في “هرتسيليا” للمشاركة في التخطيط والتدبير لمواجهة الأخطار الحقيقية على الكيان الصهيوني.. لم يكن الصهاينة يطمعون كثيرا في تطبيع تلك المجموعات ولم يكونوا حريصين على مودتهم إنما كانوا يدفعون بالأمور إلى تقسيم سورية وتشتيتها والانتهاء الموضوعي من الخطر المحتمل القادم من الجبهة الشمالية.

تتوزع المجموعات المسلحة في سورية على صنفين: الأول تريد له الإدارة الأمريكية أن يكون شريكا في الحكم وتوفر له الإمكانيات ليكون الوريث الحاكم في سورية كما فعلت للمليشيات العراقية الموالية التي سلمتها الحكم في العراق على أنقاض الدولة العراقية، ولكن في سورية تزيد محددات هذه المليشيات بأنها مرتبطة بشرط الاعتراف بإسرائيل لأن التغيير هنا ليس كما هو في العراق فمعطيات الجغرافيا هنا ليست كتلك، وصنف آخر هي المجموعات عابرة القارات وبنادق للإيجار وهؤلاء هم فقط لتسعير الحروب والمساهمة في تحطيم البلدان ومن ثم يتم نقلهم إلى ساحات أخرى ومواقع أخرى يُعدّ لها مسبقا أو يجلبوا إلى غوانتنامو وهكذا؟

الدولة السورية تستعيد أراضيها وتبدو حيوية هجومها الأمني والسياسي هي العامل الأكثر بروزا ومضاء واستمرارية فيما يتلعثم الجميع ويتناقض البعض ويتراجع آخرون.. ويأتي الاشتباك في القنيطرة ليقول إن مستقبلا مختلفا عن الماضي القريب ستعيشه المنطقة.. وإن المقاومة الشعبية التي تتحرك ببناء المواقع وبحشد عسكري قبالة القوات الصهيونية تشير إلى طبيعة المرحلة القادمة الأمر الذي يدفع القيادة الصهيونية إلى انشغال وقلق وجودي لا يترددون في الإفصاح عنه.

ومن هنا تأتي تهديدات الكيان الصهيوني وتحذيراته، وإخلاؤه مستوطنات من الجليل، وتحسّبه من عمليات قد تقوم بها المقاومة اللبنانية والسورية والفلسطينية من الجنوب السوري.. وتصريحات قادة العدو الصهيوني تتوالى في كل وسائل الإعلام.. وهكذا تتلاشى السحب عن سماء صافية تبرز فيها الرايات وتبرز فيها المعالم.. فإما سورية الواحدة الموحدة أرضا وشعبا وإلا فانتصار إسرائيل وهيمنتها على كل بلاد الشام فلسطين ولبنان وسورية كمقدمة حقيقية لتدمير محاولات النهضة والأمن والاستقرار في المنطقة كلها.. أجل سقط القناع عن القناع.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165261

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165261 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010