مَنَحَت نتائج زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو الأخيرة لواشنطن جرعاتٍ جديدة من الدَفعِ لقوى التطرف والتوسع في «إسرائيل».. فقد صَدَرَت عن الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه قبل أيام في واشنطن بنيامين نتانياهو، تصريحات مؤذية، حَمَلَ فيها على الهبة الشعبية الفلسطينية في وجه قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين..
وذهب في تصريحاته إلى حد وصف ردود الأفعال الفلسطينية الطبيعية ضد الاعتداءات الإسرائيلية بـ«الإرهاب الفلسطيني»، في حين لم يأتِ على ذِكر كلمة واحدة عن إرهاب المستوطنين ولا عن المستوطنات التي تستشري في الأرض الفلسطينية كالسرطان، وأكد في المقابل على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، بينما لخص نتانياهو ونتائج اللقاء، الذي جمعه على مدى أكثر من ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس أوباما، بأنه «أكثر اللقاءات نجاحاً»، وقد ظهر ذلك جليًا في لقاءاته المُتلفزة مع الإعلام الأميركي الذي منح نتانياهو منبراً مريحاً ليرسل رسائله ويبث تحريضه وليستكمل حربه الإعلامية الدعائية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
الولايات المتحدة الأميركية، بإداراتها المُتعاقبة، وهذه الإدارة تحديداً، هي الداعم والحامي المطلق للاحتلال «الإسرائيلي»، وليست في وارد ممارسة أدنى ضغط على دولة الاحتلال لتنفيذ ما عليها من استحقاقات من أجل تحقيق مبدأ حل الدولتين المُتوافق عليه دولياً، وهو الحل الذي تُجهز عليه الدولة العبرية الصهيونية يومياً تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والإدارة الأميركية وبما تقدمه الأخيرة لها سنوياً من دعم مالي وعسكري لـ«إسرائيل».
مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة أثناء لقائه مع بنيامين نتانياهو جَعَلَ من قوى اليمين في «إسرائيل» تتطاير في دعواتها لرفع مستوى ومنسوب القمع الموجه ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 التي تَشهَدُ هباتٍ شعبية مُتتالية، إن زيارة بنيامين نتانياهو الأخيرة لواشنطن، جاءت بعد أن بات واضحاً لصناع القرار في «إسرائيل» أن الإجراءات القمعية التي تم اعتمادها غير مُجدية في ردع الشبان الفلسطينيين. وبما أنها - أي إسرائيل- غير مُستعدة لخيارات أكثر دراماتيكية تؤدي إلى انفجار شعبي فلسطيني واسع، ولا هي في الوقت نفسه قادرة على التكيّف مع الواقع الذي فرضه الشبان الفلسطينيون وترك آثاره وتداعياته على المجال الأمني والاقتصادي والاجتماعي، كان لا بد من مخرج دولي بالعمل مع الولايات المتحدة لاجتراح حل احتوائي يلبّي المطالب الصهيونية المرحلية، ولا يعالج الأمور من جذورها، بل حتى يقطع الطريق على أي توظيف يُمكن أن تستفيد منه الحالة الوطنية الفلسطينية.