الأحد 11 تموز (يوليو) 2021

نتنياهو تحت مقصلة الليكود

الأحد 11 تموز (يوليو) 2021 par علي بدوان

لم تقف معركة نتنياهو السياسية مع الأطراف التي شكّلت الحكومة الجديدة، بل كانت قد بدأت أصلًا منذ انتهاء الانتخابات الرابعة المُعادة في آذار/مارس 2021، مع مختلف الأطر القيادية داخل حزبه، حزب الليكود. فهناك كتلة كبيرة داخل الحزب ومؤسساته القيادية تعمل على احالة نتنياهو للتقاعد السياسي، بعد نحو 12 عامًا وهو على رأس الحكومة، مع فشله في قيادة حزب الليكود في الانتخابات الأخيرة من خلال تراجعه وحصوله على 30 مقعدًا في الكنيست فقط، خلافًا للمرات السابقة. وفي فشله بالحرب الأخيرة على القطاع، فضلًا عن الإرباك الاقتصادي والركود مع تفشي جائحة كورونا وعجز حكومته عن معالجة الموضوع برمته.
فقدامى قيادات حزب الليكود يعدون بأن نتنياهو ارتكب كافة الأخطاء الممكنة: من الحرب على القطاع دون “تخطيط جيد” وفق رأيهم. ولماذا وافق على إعطاء المنشق عن حزب الليكود وزعيم حزب (الأمل الجديد) جدعون ساعر، ونفتالي بينيت، والجنرال بيني جانتس رئاسة الحكومة حال التفاهم على تشكيلها أثناء محاولاته الفاشلة لبناء الحكومة الجديدة؟ وقد أدَّى فشله لتكليف يائير لبيد بتشكيلها مع نفتالي بينيت وتحالف من ثمانية أحزاب تمتد من اليمين إلى يمين الوسط إلى “اليسار الصهيوني الإسرائيلي” إلى القائمة العربية الموحدة (مجموعة منصور عباس الإسلامية الجنوبية).
وبالنسبة لهم، إن ما زاد “من الطين بلة”، أن نتنياهو ما زال تحت سيف الاتهامات من قبل مختلف الجهات القضائية “الإسرائيلية”، لأسبابٍ تتعلق بملفات الفساد، التي تم تأجيل البت بها باعتبار أن نتنياهو رئيسًا للحكومة، لكنها لم تسقط أو تنتهي على الإطلاق، بل سيتم إعادة “نبشها” مع مغادرته قيادة الحكومة. علمًا أن قضية جديدة نشأت مؤخرًا مع تمويل مصاريف نتنياهو، بعدما أعلنت المستشارة القضائية لمكتب رئيس الحكومة، شلوميت برنياع، أنها قررت إيقاف تمويل مساعدين وعاملين في المسكن الرسمي لرئيس الحكومة، منذ منح الثقة للحكومة الجديدة. ولا يزال نتنياهو وعائلته يقيمون في المسكن الرسمي، وتُطرح أسئلة حول الجهة التي ستمول مصاريفه.
إذًا، يواجه رئيس الحكومة “الإسرائيلي السابق” بنيامين نتنياهو، حالة غليان ضده داخل حزب الليكود الذي يرأسه، في أعقاب انتقال هذا الحزب إلى صفوف المعارضة وابتعاده عن مركز القوة في أجهزة السلطة، بعد 12 عاما في الحكم. وقد قدمت مجموعة من القياديين المعتّقين في حزب الليكود دعوى إلى محكمة الحزب الداخلية، تطالب بعقد اجتماع لسكرتارية الليكود في أقرب وقت من أجل مناقشة وضع الحزب، وفق ما أفاد موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإلكتروني، وموقع (عرب 48) يوم الاثنين 22/6/2021.
إن فشل نتنياهو بتشكيل حكومة ائتلافية، قلب الأوضاع عليه داخل حزب الليكود، لذلك بدأت تتعالى الأصوات داخل حزب الليكود وأعضاء الكنيست من قائمته بضرورة خروجه من موقعه القيادي، مع ترشيح آخرين. مع أن نتنياهو اجتمع مؤخرًا مع قادة معسكر اليمين، وأعلن معهم “أنهم سيبقون موحدين في معارضتهم لـحكومة اليسار” ـ ويقصدون حكومة ملونة من أطياف مختلفة برئاسة يائير لبيد ـ حسب وصفهم لحكومة يُشكِّلها يائير لبيد ونفتالي بينيت ومعهم الأحزاب الثمانية، مع استثناء الأحزاب الحريدية التوراتية التي ترفض أصلًا هكذا حكومة.
وفي هذا السياق، تُشير المعلومات المُتسربة عبر وسائل الإعلام “الإسرائيلية” إلى أن أبرز المرشحين لقيادة حزب الليكود خلفًا لنتنياهو، يأتي وزير الصحة السابق وعضو الكنيست يولي إدلشتاين، وعضو الكنيست عن حزب الليكود، نير بركات الذي كان رئيسًا لبلدية القدس في فترة من الفترات السابقة.
وبالنتيجة، نتنياهو تحت “مقصلة” حزبه، حزب الليكود، وعملية الانقلاب عليه، وإنهائه سياسيًّا تجري بسلاسة، وستنتهي على الأرجح بتقاعده مع بقاء ملاحقته بملفات الفساد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2183440

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع مقالات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2183440 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40