شاهدت صورة فوتوغرافية ، مشغولة بعناية فائقة على نظام “فوتو شوب” ، يقف في إطارها السيد ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية وهو يرفع يده ويحي أنصاره في رام الله . وقد حجب ساعده شعارات ثلاث كانت في الماضي تدل على منظمة التحرير الفلسطينية ، تقول : وحدة وطنية ، تعبئة قومية ، تحرير. وهذه الشعارات الثلاث غيبتها الصورة تماما ، بقصد او بدونه ، لا اعرف ، وليس مهما ، المهم انه لم يبقى من ذاك الشعار ، في الواقع ، او في الصورة ، غير اليافطة البائسة التي لا يكترث أحد لوجودها.
تهديده تعبير عن مأزق، وهو تورط وربما لن يتمكن من التراجع عن هذا الإعلان. هنالك محاولات أوروبية خجولة لإنزاله عن هذا السقف، لكن لا توجد محاولات أميركية، فالأميركيون لا يريدون أن يدفعوا له ثمناً سياسياً كي يتراجع عن هذا الإعلان. من الواضح أنه فشل، لكنه لا يريد أن يستخلص النتائج. وإذا لم تنفع المفاوضات، فالمطلوب هو مزيد من المفاوضات، غير أنه يأمل بأن مكانته واستراتيجيا التسوية المثابرة التي اتبعها ستدفعان العالم إلى أن يهب لنصرته، وأن يضغط على نتنياهو بحيث لا يذهب ما فعله مع أولمرت هباء منثوراً
هل هي مبالغة اسرائيلية بشأن القوة الحقيقية التي يمتلكها حزب الله اللبناني..؟
هنالك من بين المراقبين من يعتقد ذلك، بهدف تضليل الإدارة الأميركية، التي تبذل جهودا كبيرة، خاصة اردنية، وعلى يدي الملك عبد الله الثاني لإقناع واشنطن بأن عدم تحقق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية من شأنه التسبب بحرب جديدة في المنطقة.
ثمة شيء مبهم وغير مفهوم في قضية الأسرى الفلسطينيين، الذين تسابق الجميع لإظهار تضامنه معهم يوم 17 أبريل.. أثارني كم النفاق والتضليل الذي تنتهجه “النخب” الفلسطينية في قضية أسرى الحرية.. قد أكون وحيدا في عالم تأملي الخاص بمشهد لا يعبر عن “الحقيقة.. كل الحقيقة للجماهير”، وقد يكون آلاف الفلسطينيين والمتضامنون معهم حول العالم يناقشون هذا الأمر..
المسؤولية متفاوتة وعلى درجات . فالقيادات مسؤولة قبل الشعوب ، ومسؤولية القيادات على درجات ، إذ تمتد من الإهمال والتقصير حتى تصل الى الإجرام والتدمير. كذلك حال المسؤولية لدى الغير من عرب وعجم ، ومسلمين وغير مسلمين ، ودول غربية مستعمِرة ومستغِلة ومضطهِدة للشعوب ، وأمم غربية ساكتة عن جرائم حكوماتها وعن انتهاكاتها المنهجية والمزمنة لحقوق الانسان .