ما زالت الدولة العبرية عبر إعلامها ومراكز أبحاثها ومخابراتها تُراقب عن كثب المعركة الانتخابية الرئاسية في مصر، بعد اعتراف المؤسسة «الإسرائيلية» بأنها أصيبت بهلع شديد بسبب المتغيرات المتسارعة على الأرض في العالم العربي بفعل استمرار الثورات العربية، فمن جهة برز عامل جديد في الواقع العربي يتمثل في الشعب العربي الذي يتطلع إلى مستقبل واعد ينسجم مع حجم تضحياته خلال فترة العقود الماضية من الاحتلال «الإسرائيلي».
ذات يوم، في مطلع عقد السبعينيات، ولم يكن قد مرّ بعد على الاحتلال «الإسرائيلي» لبقية أجزاء فلسطين العربية سوى سنوات قليلة، تصدّر عنوان عريض صدر الصفحة الأولى لإحدى الصحف الصادرة في بيروت، يتحدث عن واقعة للاحتلال «الإسرائيلي» في مدينة «حبرون». ولم تكن «حبرون» تلك لمن حيّره الاسم وراح يسأل عن مدلوله، سوى الاسم العبري لمدينة الخليل العربية
حصرت نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية التنافس في الجولة الثانية بين مرشح «الإخوان»، محمد مرسي، والمرشح المحسوب على النظام السابق، أحمد شفيق، وصار بذلك على الناخب أن يمنح صوته لأحدهما، أو أن يمتنع عن التصويت، وتلك معادلة صعبة بالنسبة إلى أكثر من نصف الناخبين الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى لأي من هذين المرشحين، فضلاً عن أنها الأصعب بالنسبة إلى القوى السياسية التي ترى في نفسها قطباً أو بديلاً ثالثاً.
كُشف النقاب الجمعة في «تل أبيب» عن أن كبار صناع القرار في الدولة العبرية من المستويين السياسي والعسكري يأخذون على محمل الجد التهديدات التي أطلقها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني للغرب من مغبة أي تدخل عسكري في سورية لأن النيران التي ستشتعل في سورية ستحرق أيضاً الكيان الصهيوني
بعد إعلان نتائج الدورة الأولى من الانتخابات، لم يرَ معظم الصحافيين الأميركيين والبريطانيين «فسحة أمل»، ولو صغيرة، يطلّون منها على مستقبل مصر السياسي. بين محمد مرسي «الإسلامي» وأحمد شفيق «الفلول»، احتار المحللون في رسم المشهد السياسي لمصر في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، وتراوح الخيار بين «الأسوأ والأسوأ»