تعلن الإدارة الأمريكية عن تزويدها للمعارضة السورية المعتدلة بأسلحة فتاكة.. ماذا يعني هذا؟ من منهما الإرهابي: نظام بشار الأسد، أم الإدارة الأمريكية..؟ عندما يعلن بشار الأسد دفاعه عن وحدة بلاده ووحدة شعبه، أم عندما تعلن الإدارة الأمريكية عن تزويدها للمعارضة السورية بالسلاح الفتاك، من هو الإرهابي؟
لا نريد ان يتماحك البعض بالحديث عن ديكتاتورية الأسد وقمعه للحريات السياسية وسوى ذلك من ممارسات لا يدافع عنها أحد، فالموضوع اكبر من ذلك بكثير، ولعله اصبح جليا لذي عينين ان المسألة متعلقة بالاستعمار الأمريكي والغربي في طبعته الجديدة..
نحن ندرك تماما ان الإدارة الأمريكية بصدد تغييرات عميقة في المشرق العربي كله، بل وفي الوطن العربي لإرساء اوضاع جديدة تضمن لها تحقيق مصالحها الجوهرية وعلى رأسها منع الأمة من النهوض.. لذا فمن العبث الاطمئنان ولو لثانية واحدة للموقف الأمريكي او التوجه لطلب ود امريكا او حمل موقفها على حسن الظن.
أعلنت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أن الولايات المتحدة تقدم “دعما فتاكا وغير فتاك” إلى المعارضة السورية المعتدلة، وأضافت رايس “نحن لسنا الآن في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، ولكن وكما قلنا بشكل واضح، فإننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية إلى المعارضة السورية”.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن في نهاية ايار(مايو) الماضي زيادة المساعدة الأمريكية إلى المعارضة السورية، كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس أوباما يستعد للسماح للبنتاغون بتدريب معارضين مسلحين من المعتدلين.
صحيح ان النظام السوري بممارساته المبالغ فيها والمتعسفة يقلل إمكانية الفرصة للمنصفين كي يتصدوا للمخطط الأمريكي ويفضحوا أهدافه.. ولكن رغم ذلك فإن المسألة في غاية الوضوح: من هو مع وحدة سوريا أرضا وشعبا حتى لو صمت عن ممارسات النظام الأمنية المرفوضة، ومن هو مع المخطط الأمريكي وقوى الظلام في الأنظمة المتطوعة لتدمير سوريا حتى لو كانت ترفع شعارات الحرية والحقوق السياسية؟
هكذا بكل وضوح نسير لتحديد الموقف ونحن ندرك ان هناك من الطيبين والمخلصين في الأمة من يغرق في التفصيلات ويسوءه العنف الميداني فيتخذ الموقف وهو تحت وطأة الواقع فيقبل دعم الأمريكان والأجانب ظنا بأنه السبيل للتخلص من طغيان الحاكم، الا انه يهرب من الرمضاء إلى جهتم.. انه بهذا يقدم بلده وأرضه لسكاكين العدو وأنيابه الفتاكة.
الذي لاشك فيه ان الإدارة الأمريكية ترعى الإرهاب الدولي، وهي من أسس منظمات الإرهاب تحت العناوين المتنوعة والمختلفة، وهي تنتقل من المتطرفين إلى المعتدلين وان التصدي للإرهاب الأمريكي بالدعوة إلى تماسك الموقف الوطني والقومي والاسلامي هو السبيل الوحيد.. وان رفض المعونات الأمريكية سبيل للرشاد والخروج من الوهم.. كما ان على الحكام ان يتقوا الله في الشعوب وأحرارها فلا يضططروها تحت وابل قهرهم وفجورهم إلى الارتماء في أحضان المستعمرين.. وفي كل الأحوال ومهما كان ظلم الحكام لن ترضى لنا عقيدتنا ولا وعينا ان نقبل التحالف مع المستعمرين ضد بلادنا وشعوبنا.. تولانا الله برحمته.