الجمعة 28 شباط (فبراير) 2014

المسجد الأقصى يتهاوى!!

الجمعة 28 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

تخطئ قيادة الكيان الصهيوني وهي تحاول هدم المسجد الأقصى وتغيير معالمه.. فالمسجد الأقصى ليس حجارة وأعوادا من الخشب وزخرفة الأقصى مكان مبارك وسيجد الفلسطينيون والعرب والمسلمون كيف يعيدون بناءه من جديد وبأجمل مما كان عليه.. ولكن عندما يذهب الكيان الصهيوني لن يعود أبدا إلى حياة..

جدار في المسجد الأقصى يتهاوى، والحفريات من تحته تكاد تسقطه، وعلى أطرافه مستوطنات، وفي باحته تقام صلوات يهود، ويعتزم المتطرفون الصهاينة بناء الهيكل في داخله، وبناء معبد بجانب حائط البراق.. والاجتياحات والاقتحامات تنتهك حرمته بين حين وآخر..

إن المسجد الأقصى- كما هي القدس- كله أصبح مهددا بشكل عملي ورسمي.. وتسير الأمور بتناغم بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وبخطوات متكاملة.. ففي حين توضع قيد البحث في الكنيست ورقة السيادة الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية في القدس بما فيها الأقصى الشريف، يتقدم وزير خارجية أمريكا بمقترح: أن تكون بيت حنين عاصمة دولة فلسطين.

إنهم يتقدمون بكل قوة ووقاحة هذه الأثناء، ليقفلوا مرحلة من الصراع، تنتهي بإلغاء إمكانية أن تكون هناك دولة فلسطينية قائمة قابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف، وهم في ذلك يستغلون الانشغال العربي بمشكلات داخلية، ترهق النظام والشعوب العربية سواء.. ولكنهم بصورة من الصور يبعثون كل عناصر الصراع من جديد، ويفتحون أبوابا للحرب المستمرة بينهم وبين الشعوب العربية والإسلامية.

لقد بذل الفلسطينيون قصارى جهدهم في مفاوضات مضنية، وكلما توصلوا من خلال دأبهم إلى مرحلة متقدمة تقترب من الحد الأدنى لنيل بعض حقوقهم تتغير الحكومة الإسرائيلية، فيعود الفلسطينيون من جديد إلى مفاوضات شاقة.. ولقد أثبت السياسيون الفلسطينيون صبرهم على خيار المفاوضات كخيار استراتيجي، وتمسكوا به رغم الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة التي كانت تريد أن تلقي بهم بعيدا عن مربع المفاوضات..

لقد عرى المفاوض الفلسطيني بمزيد من إصراره على مواصلة التفاوض رغم منغصات المنطق الإسرائيلي، وكشف زيف حججه، وادعاءاته، وأظهر بما لا يتحمل لبوسا من تغطية: أن الكيان الصهيوني غير جاهز للتسوية وغير ناضج للسلام حتى لو استولى على كل فلسطين وحول مقدساتها واستوطن كل أرضها..

الكيان الصهيوني مصاب بعقدة الاستعمار القديم.. وهو فاقد القدرة واللياقة على التقاط فرصة تاريخية تديم بقاءه سنوات قادمة.. وقد وضع نفسه رهينة للتطورات المفاجئة في المنطقة.. حيث ستكون الاحتمالات التي يفرزها تطور الأوضاع في مصر، وسورية، والعراق، ولبنان، من شأنها أن تعيد تركيب المنطقة.. حتى لو لم تستقر الأوضاع في بلاد الشام، والرافدين، ووادي النيل، فإن حراكها الآخذ في العنف سيطال بلا شك الكيان الصهيوني، الأمر الذي سيجعله في دائرة النار وهو ما لن تحتمله التجمعات اليهودية في فلسطين.

إن اسرائيل في مثل ما هي الآن تشبه الاستعمار في آخر مراحله، حيث يصيبه العمى وتستبد به الحماقة فلا يترك للمقهورين سبيلا ولا متنفسا، الأمر الذي يضطرهم إلى سلوك دروب القطيعة النهائية والفعل الصفري مع الوجود الاستعماري فيسير حينذاك إلى حتفه بعد أن يكون سقط حتى ركبتيه في مستنقع الدم والعنف والفوضى.

إن قطاعا كبيرا من اليهود ارتكبوا جهالة حمقاء، وهم يقفون خلف الحركة الصهيونية، تقودهم إلى الغيتو، والموت والخوف والقلق والاضطراب وانتظار المجهول المرعب.. ولكن المشكلة أن هناك إغراء مرحليا يعزز هذا الغلو الإسرائيلي متمثلا في حالة الوضع العربي والإسلامي إلا أن هذا رهان قاتل.. لقد فقدت قيادة الكيان الصهيوني فرصة ثمينة إن هي أدارت وجهها للمفاوض الفلسطيني.. ومن غير المعلوم بالضبط ماذا تنوي أن تفعل بعد ذلك، ولكنها حتما لن يستقر لها حال وسيقضي الله فينا وفيها أمره.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2180736

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180736 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40