بالرغم من الإغلاق التام، والحصار المضروب منذ نحو (13) عاما على قطاع غزة، إلا أن جائحة (كوفيد 19) تسربت إلى القطاع ولو بشكل متأخر، وقد أصابت أعدادا متزايدة من عامة المواطنين الفلسطينيين. وقد يكون تسربها جاء في البداية بفعل وجود جنود الاحتلال على الحواجز، وخصوصا حاجز (بيت حانون)، واحتكاكهم مع الناس من مواطني القطاع، وكذلك عن طريق الموظفين الدوليين الذين يدخلون ويخرجون من القطاع. فــ”إسرائيل” من أكثر دول العالم التي تعاني من انتشار تلك الجائحة، وقد سجلت أعداد الإصابات فيها أرقاما كبيرة، بما في ذلك في صفوف الجيش.
إن انتشار تلك الجائحة، حتى لو كان بحدود معينة قياسا للضفة الغربية وتجمعات الشتات الفلسطيني في دول الطوق، إن انتشار تلك الجائحة في قطاع غزة المُكتظ بالسكان (مليوني مواطن على الأقل)، وعلى مساحة أرضية تبلغ (366 كيلومترا مربعا)، يعني نشوء صعوبات كبيرة تعاني منها الجهات الرسمية الفلسطينية، وحتى الجهات الدولية المعنية، ونعني بها وكالة الأونروا، في مواجهة ومكافحة تلك الجائحة، وفي توفير المستلزمات الضرورية من أجل رعاية حالات المصابين، في المشافي التي لا قدرة لها على استيعاب كل تلك الإصابات.
إن جائحة (كوفيد19) تعمل حقيقة على إشعال المزيد من الصعوبات في أوساط مليوني شخص يسكنون في قطاع غزة، وخصوصا الآلاف من الأطفال من اللاجئين الأيتام ممن يعيشون في هذا الجيب الساحلي ويتلقون مساعدة قيمة من وكالة الأونروا، مساعدات متعددة الأوجه من غذائية وصحية وإغاثية.
وقبل أيام خلت، وبتبرع خالص من منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك من خلال منحة سخية قدمتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) لتعزيز دور الوكالة ومساعدة الفلسطينيين في القطاع، الواقع تحت حالة العسر الشديد. وهذا التبرع كما أفادت وكالة الأونروا تبلغ قيمته نحو 2,440,000 دولار سيمكنها من تقديم مساعدة مالية وعينية لما مجموعه 2,873 فتاة وفتى من اللاجئين الفلسطينيين، لمواجهة الجائحة، وخصوصا لمن يعيشون في حالة فقر في قطاع غزة، وتقدم لهم معونة مالية شهرية ومؤونة سخية من الملابس والتدريب وبناء القدرات والتداخلات النفسية الاجتماعية المصممة لحماية رفاه وتنمية المنتفعين المسجلين.
وللأسف، ترافق انتشار جائحة (كوفيد 19) مع حالة العسر الشديد في قطاع غزة، الحالة المسيطرة على أحوال الناس، وكما أفادت التقارير التي وزعتها وكالة الأونروا بأن أكثر من 68% من الأسر في القطاع تعاني من مستويات حادة أو معتدلة من انعدام الأمن الغذائي. وفي عام 2020، فإن أكثر من 1,1 مليون لاجئ من فلسطين في القطاع يعتمدون على الوكالة من أجل تلقي المعونة الغذائية. ومنذ إعلان انتشار جائحة (كوفيد 19) في آذار/مارس 2020، أفاد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين بزيادة المصاعب المالية بسبب الإغلاقات الحكومية التي تحد من الوصول إلى الوظائف.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 73% من أصحاب الدخول الرئيسيين في غزة قد عانوا من انخفاض في حجم العمل، وأن 39% من دخول الأسر في أوساط لاجئي فلسطين قد انخفضت إلى النصف أو أكثر خلال فترة الإغلاق مقارنة بشهر شباط/ فبراير 2020.
في هذا السياق، يعاني لاجئو فلسطين في لبنان، معاناة كبيرة تتشابه مع الوضع في قطاع غزة، حيث تنتشر جائحة (كوفيد 19)، وخصوصا في مخيمي الشمال في لبنان: مخيم البداوي، ومخيم نهر البارد. قرب مدينة طرابلس. فيما تتراجع مستويات العلاجات المطلوبة لأسباب مادية بالدرجة الأولى، بالرغم من قيام وكالة الأونروا ببذل جهودها الكبيرة في هذا الميدان، إلا أن شح الأموال اللازمة لا يساعد كثيرا على توسيع تلك المعالجات.
وبالنتيجة، إن المهمة القصوى والأساسية لعمل الوكالة في مكافحة (كوفيد 19) وحث الناس على اتخاذ الخطوات الاحتياطية، والإجراءات الضرورية للوقاية، يتركز الآن على القطاع، وعلى مخيمات وتجمعات الشعب الفلسطيني في لبنان. وهو ما يتطلب من الدول العربية التأثير على المجتمع الدولي لرفع مستوى المساعدات المالية والعينية للوكالة من أجل القيام بدورها بهذا الشأن.
الأحد 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020
قطاع غزة يقاوم (كوفيد 19)
الأحد 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
10 /
2190936
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف علي بدوان ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
8 من الزوار الآن
2190936 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 8