كل عام وأنتم بخير، يا بقية الجهاد، أيها الرجال الرجال في ارض الثورة الجزائر، كل عام وانتم بخير يا ابناء الشهداء، واخواتهم، وبناتهم، وذويهم الاقربين، كل عام وانتم بخير يا شعبا احتضن الثورة وزف اليها خيرة بنيه ليحقق السيادة والكرامة والعزة.. ويثبت للعالمين ان سطوة الجلاد وعتو الطغاة ليست قدرا، وانه بالامكان التصدي لها والانتصار عليها.
وكل عام وانتم بخير يا ابناء الامة في كل مكان، وانتم تثبتون انتماءكم لمنهج الكرامة والانسانية والخير والرحمة والعدل.. كل عام وانتم بخير يا امتنا في مشارق الارض ومغاربها .. كل عام وانت بخير يا غزة، وقد ارتفعت راياتك في الخافقين، كل عام وانت بخير يا قدس، ويا كل فلسطين، كل عام وانتم بخير يا اسرى فلسطين ..
غدا عيد الاضحى .. تمتد الايادي بالسكاكين لنحر الاضاحي .. سنة الاولين في هذه الامة التي استمر تدفقها في اللاحقين، ومع نحر الاضاحي ننحر كل المشاعر السيئة ونستنهض المشاعر الايجابية، مستذكرين قيمة هذا اليوم الاستثناء في السنة، وما له من اثر بالغ على وجدان الامة ومشاعرها، وهي تستذكر خطوات ابراهيم عليه السلام، وهو يتم كلمات الله عليه، وينتقل من انتصار الى انتصار.
وفي هذا اليوم، تندفع جموع الموحدين الى عرفات تجأر بالدعاء لرب العباد، ان يغفر الذنب ويقبل الثوب ويتفضل بالعفو، ويكرم بالفوز يوم المشهد العظيم.. في هذا اليوم يولد الحجاج من جديد كيوم ولدتهم امهاتهم، ذلك من فضل الله.
ولا داعيَ في مثل هذا اليوم إلا لفتح مساحات الفرح التفاؤل والابتسامات لابناء الامة، لانه يوم للانتصار، ينبغي ان نعطيه كامل يقيننا باننا على تواصل مع الله، وانه يرضيه الاشارات منا الدالة على فرحنا به، والميقنة بانه على كل شيء قدير.
صحيح ان لنا جراحا تنزف في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا، وصحيح ان امتنا في ارتباك عظيم تواجه فتنا كقطع الليل المظلم، ولكننا على ثقة بأمتنا انها قادرة على تجاوز المرحلة المعقدة هذه، وتسجيل انتصارات عظيمة، كما كان لها ذلك اكثر من مرة قديما وحديثا، ولم تتردد في التقدم بكل عزيمتها عندما تواجه التحدي.
غدا عيد للامة بعد ان وقفت طلائعها اليوم على صعيد عرفات، تعلن التوبة الى الله وتسأله الغفران.. فحق لنا ان يكون اليوم التالي يوم عيد وفرح.. يتهادى الناس ويلتقون مكبرين ربهم .. انه يوم الفرح .. يوم العيد بالانتصار على النفس واهوائها .. فهنيئا لأمة محمد بهذا اليوم .. تولانا الله برحمته.