ماذا يعني أن يخرج أبناء غزة مبتهجين رغم الجوع والمرض والحصار وقصف الطائرات الصهيونية وإغلاق المعابر مع بلاد العرب.. ماذا يعني أن يخرج شباب فلسطين في كل مكان حتى في بلاد الغربة يهتفون للجزائر ورايتها المنتصرة وينشدون أغاني الثورة الجزائرية: قسما.. ويعانقون العلم الجزائري بعشق وحب منقطعي النظير.. ماذا يعني أن ينطلق الزجالون الفلسطينيون بأهازيج الفرح فيما يملأ سماء غزة ألوان الفراقيع طربا وفرحا بالجزائر.
وماذا يعني أن يرفع أبناء الجزائر عند كل انتصار ولو في ملاعب كرة القدم أعلام فلسطين ويهتفون لشهدائها بحرارة وإيمان بالغين.. ماذا يعني أن يشعر الجزائريون وهم في قمة انفعالهم ضرورة أن يصوبا مشاعرهم نحو القدس والمسجد الأقصى وشعب فلسطين المشرد المظلوم..؟ وماذا يعني أن تجوب عواصم الغرب وأمريكا اللاتينية مظاهرات الفرح الجزائرية وهي ترفع رايات الجزائر المنتصرة ورايات فلسطين الثائرة؟
إن ذلك يستدعي من مراكز التحليل والبحث طرح الموضوع بجدية وإن كنا نعلم أن مراكز العدو أسرعت في تحليل ذلك واستخلصت الدروس والعبر، كما هو شأن دارسي الرأي العام بأمريكا وأوروبا، وهم لابشك يكونوا قد خلصوا إلى نتيجة خطيرة حاسمة وهي أن فلسطين وديعة محمد وأمانة عمر وذمة أولياء الله الصالحين في أيادي قوية أمينة لن تتركها ولن تخذلها.. والدرس المهم في هذا السياق أن الثورة تصنع ناسا محترمين وأحرارا وثوارا يميزون بدقة بين الحق والباطل ولا يقفون موقف اللمتفرج مما يلحق بالمظلومين لانم يعرفون أن ذلك من سمات الشيطان..
الثورة وحدت الفلسطينيين بالجزائريين والقدس وحدهم كذلك، ولكنه توحيدا فعالا توحيدا يعجن المشاعر ويلهبها لتصبح قاب قوسين أو أدنى من وعد الله بفعل عربي إسلامي مقتدر لتحرير فلسطين.. والثورة معاني وقيم ورسالة وواجب ومسئولية.. أجل هاهم الجزائريون فقط دولة وحكومة وأحزابا ونخب ثقافية وسياسية وشعب عظيم هم من بقي في الوادي المقدس بعد أن جرف السيل الأدعياء وأصحاب المصالح والانتهازيين.. الجزائريون هم من بقي من العرب في خندق فلسطين حكومة وشعبا ذلك لأنهم أبناء ثورة والثورة غرست في كل ناصية وعلى كل هضبة وبين كل زقاقين نبتها الطيب.
الفلسطينيون يحبون إخوانهم الجزائريين بلا تمييز، فكلهم أبناء ثورة وأمناء إرث الشهداء، والجزائريون يحبون إخوانهم الفلسطينيين، فكلهم أبناء قضية وسكان الأرض المباركة .. إنه الحب المقدس عنوان القيم اللرائعة التي على الأمة الانخراط فيها.. تحيا الجزائر وفلسطين وتولانا الله برحمته.