الجمعة 25 نيسان (أبريل) 2014

قرار فلسطيني تاريخي

الجمعة 25 نيسان (أبريل) 2014 par صالح عوض

عندما يخير بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية بين المصالحة مع حماس أو السلام مع إسرائيل نكتشف كم هو عظيم إنجاز ما حصل بين فتح وحماس بالأمس عندما تم الإعلان عن البدء في تشكيل حكومة فلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني..

وعندما يخرج أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يحيطون الوفدين المجتمعين في مشهد له دلالته بضرورة الخروج باتفاق لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فإن ذلك يعني بوضوح أن الأمر بلغ ذروته ولا متسع للوقت بعيدا عن العمل المشترك الواحد.

بين نتنياهو والشعب الفلسطيني صدام الحياة مع الموت والوجود مع النفي.. بينهما الإرادة الوطنية ضد الإرادة الاستعمارية. وبينهما يجب أن يتم الاختيار بفحص عميق لمن هو مع الوطنية الصادقة ومن هو مع المصلحة الحزبية الشخصية، فكان قرار الفلسطينيين في هذه المرحلة التاريخية الصعبة أنه لا بد من إغلاق ملف الانقسام البغيض والتوجه فورا نحو برنامج عمل مشترك لممصلحة الشعب والقضية.

لا بد من تأمل الحدث خلال سياق يمارس على الساحة وفي الإقليم منذ فترة ليست قصيرة.. فلقد انتقل الرئيس الفلسطيني من كونه رئيسا للسلطة وقائدا لحركة فتح ورئيسا لمنظمة التحرير، أي بمعنى أنه يترأس المؤسسة الفلسطينية إلى أن يصبح زعيما مقتدرا للشعب الفلسطيني.. ولقد أنجز أبومازن هذه المسيرة من خلال تعارضه الواضح مع السياسة الأمريكية والصهيونية في ما يمس المصلحة الوطنية في ظل ظروف قاسية عربية ودولية.. فلقد قال: “لا!” كبيرة في وجه أمريكا عندما ذهب إلى الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف دولي بفلسطين دولة تحت الاحتلال.. وقال: “لا!” كبيرة تماما عندما وقع على وثيقة الالتحاق بالمنظمات الدولية.. وقال: “لا!” كبيرة وهو يعلن إنهاء الانقسام وطي صفحته وتقديم كل ما يطمئن حماس بعدم إقصائها من المشهد السياسي.

الآن يتطلع الفلسطينيون إلى إعلان فتح معبر رفح فورا كحق فلسطيني تقره القوانين والأعراف الدولية كما توجبه علاقات الدول المتجاورة، فضلا عن واجبات الأخوة وحقوقها.. كما أن كهرباء غزة ستعود قريبا لتضيء ظلام غزة ويتدفق الوقود لتحريك مركبات غزة المتعطلة والتي أنهكها استخدام زيت القلي.. كما أن الفلسطينيين يتطلعون الآن إلى بناء مؤسسات قوية تصعب على الانشطار والتفسخ والتحرك نحو تكريس الدولة على الأرض بدستور وانتخابات وملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية التيأصبحت فلسطين عضوا كامل العضوية فيها.

إن الضمانة الحقيقية للوحدة الفلسطينية تنبع من إرادة الشعب الواحد ومن حرص الأمة والأحرار والشرفاء في العالم أن تكون أدوات الفلسطينيين في نضالهم متناسقة متكاملة تسير في اتجاه محصلته التحرير والسيادة..

الآن تقترب القدس ببهائها وجمالها وروعتها.. الآن تقترب الأرض المباركة من لحظة الانتصار العظيم.. الآن يكون الفلسطينيون قد خطوا خطوة أكيدة نحو القدس وفلسطين دولة مستقلة وعودة اللاجئين إلى بيوتهم.. مباركة خطوتكم أيها الفلسطينيون. فإلى الأمام.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2166099

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2166099 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010