هذه الخيمة التضامنية الرمضانية التي انتصبت في قلب بيروت هي اكثر من فعل تضامني مع الاسير المجاهد الشيخ خضر عدنان لا تنتهي مهمتها بانتصار ارادة المجاهد الذي لم يُشهر امعاؤه الخاوية في وجه جلاديه الصهاينة فحسب، بل اشهرها بوجه كل تخاذل أو تؤاطؤ أو تآمر على قضية فلسطين أو بوجه كل محاولة لصرف الانظار والجهود والطاقات عن مركزيتها في حياة الأمة واحرار العالم.
فهذه الخيمة االمتألقة في بساطتها، والمشعة في تواضعها ، التي اقامها تكتل الجمعيات والروابط والهيئات الاهلية اللبنانية مع بداية شهر رمضان المبارك تحمل جملة رموز ودلالات لا بد من الوقوف عندها.
فهذه الخيمة المنتصبة في وسط العاصمة التي طالما انتصرت للقضايا العادلة في الأمة والعالم ولا سيما في فلسطين، كما كل اللقاءات والمسيرات والمبادرات المتواصلة في بيروت وكل لبنان، انما هي بذار خيرة لثمار طيبة تستعيد لبيروت وجهها العربي الاصيل المتجاوز لعصبيات مريضة، وانقسامات مرفوضة، كما تستعيد للبنان دوره التاريخي كمنبر لقضايا الأمة وكرئة تتنفس منها كل حركات النضال والمقاومة على امتداد الوطن العربي الكبير، بل كخندق من خنادق المقاومة المنتصرة على الاحتلال والعدوان.
وهذه الخيمة التضامنية مع الشيخ خضر عدنان، وسائر المبادرات التضامنية المماثلة، هي رسالة للعدو الصهيوني بأنه مهما افتعل من فتن وحاك من مؤامرات خبيثة تستهدف وحدة الأمة ونسيج مجتمعاتها الوطني القومي، بغرض طمس قضية العدل في فلسطين، فان هذه القضية ستبقى متوقدة وحاضرة بفضل مجاهدين كخضر عدنان، وبفعل شهداء كالفتى محمد ابو خضير الذي نحيي هذه الايام الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده حرقاً على يد النازيين الجدد، وكالفتى محمد سامي كسبة الذي اطلق الرصاص عليه بالامس جنرال صهيوني لم يحترم يوماً حق الانسان في الحياة ناهيك عن حقه في الحرية، كما بفضل متضامنين على امتداد الأمة والعالم كابطال اسطول الحرية (3)، وكراشيل كوري وغيرها من المتضامنين بوجه الاستيطان والجدار وكالطيار الايطالي الذي اعلن لحظة هبوط طائرته في مطار تل ابيب “اهلاً وسهلاً في فلسطين”، وكمئات الالاف من المتدفقين إلى المسجد الاقصى في صلاة الجمعة الرمضانية ، وكالمطران عطا الله حنا الذي اعتقلته لساعات اجهزة الامن الصهيونية لانه يمثل رمزاً اصيلاً لعروبة فلسطين، ومدافعا شجاعا عن مساجد القدس وكنائسها، ومعبرا صادقا عن وحدة الشعب الفلسطيني لكل مكوناته.
فمثل هذه المبادرات المضيئة تتكامل مع مبادرات وحدوية رائعة كما في صلاة الجمعة المشتركة في الكويت والبحرين، وفي اصرار شعب الجزائر على انقاذ الموسم السياحي في تونس، وفي صمود الدولة والجيش والشعب في سوريا ومصر بوجه محاولات تدمير الامن القومي العربي عبر تدمير ركائزه في الاقطار المركزية للأمة وهو تدمير بدأ مع الاحتلال الامريكي للعراق، وما زالت تداعياته مستمرة كما في الانتصار لشعب اليمن العزيز بوجه القصف والعدوان والاحتراب، وفي الانتصار لشعب ليبيا على مشروع تمزيق وحدته الذي بدأت ملامحه تطل علينا مع عدوان الناتو على بلد عربي وسط ” تواطؤ” اشقاء ظنوا انهم يسترضون الأمة عبر تدمير بلادهم.
لقد قمتم بنصب خيمة الانتصار لخضر عدنان في قلب المدينة التي حيث تقلّب صفحات تاريخها تجدها مليئة بمبادرات مضيئة وخالدة ، فلنُقم اليوم في كل حي من احياء مدننا اللبنانية والعربية ، وفي كل دسكرة من دساكرنا، وحاضرة من حواضرنا، قلاعا للكرامة الوطنية والعزة القومية، وللمخزون الروحي والحضاري والسلم الاهلي، والوحدة المجتمعية والمقاومة الحقيقية لثلاثية الاحتلال الصهيوني والغلو المتوحش والتغول القمعي.
الأحد 5 تموز (يوليو) 2015
انها اكثر من خيمة تضامن
الأحد 5 تموز (يوليو) 2015
par
معن بشور
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
25 /
2184635
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف معن بشور ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2184635 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20