السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2022

في ذكرى انطلاقة (فتح) رصاصات وانتفاضات!

السبت 31 كانون الأول (ديسمبر) 2022 par معن بشور

لا يمكن ان نحتفل بالذكرى 58 لميلاد الثورة الفلسطينية المعاصرة على يدّ ثوار فتح في 1/1/1965، دون ان نذكر أن من أبرز تلك الإنجازات معركة الكرامة في ربيع عام 1968 التي اعادت بناء ثقة الامة العربية بنفسها بعد نكسة حزيران/يونيو 1967، والتي أدّت الى اسقاط كل محاولات تشويه صورة (فتح) والصاق أقسى التهم بها بعد انطلاقتها.

كما لا يمكن ان نحتفل بهذه الذكرى دون ان نتذّكر ملحمة بيروت عام 1982، حيث صمد ثوار فلسطين ووطنيو لبنان وبواسل الجيش العربي السوري في معركة استمرت ثلاثة اشهر تقريباً لم يترك العدو سلاحاً إلاّ واستخدمه، ولم يترك نوعاً من أنواع الحصار إلاّ واعتمده ومع ذلك حين خرجت قوات المقاومة الفلسطينية من لبنان فإن روح المقاومة ما زالت مستمرة فيه، والعديد من مقاومي اليوم في العديد من فصائل العمل الوطني اللبناني عاشوا جزءاً من حياتهم في صفوف المقاومة الفلسطينية.

كما لا يمكن ان نحتفل بذكرى انطلاقة ثورة الفاتح من يناير الفلسطينية إلاّ ونذكر انتفاضة الحجارة عام 1987 ومهندسها القائد الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، وذكرى انتفاضة الأقصى عام 2000 ومفجّرها الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) بعد مفاوضات قاسية في “كمب ديفيد” الثانية، والانتفاضة المتجددة والمتصاعدة اليوم وفيها عملية “سيف القدس” و “وحدة الساحات” والعديد من شهداء (فتح) ورفاقهم من شهداء فلسطين.

فالثورة التي انطلقت عام 1965 استمراراً لثورات 1929 و 1936، وحرب 1948، هي تأكيد على ان شعباً يقدّم هذه التضحيات كلهّا لم يكن يقاتل دفاعاً عن فلسطين وحدها بل عن الامة كلها، وأن هذه الدماء التي سالت والعذابات التي تحمّلها هذا الشعب ومعه العديد من أبناء أمّته لا يمكن ان تذهب هدراً.

واذا حالت ظروف هذه الجهة الفلسطينية أو تلك من السير سريعاً في مشروع الوحدة السياسية لهذا السبب او ذاك، فالجميع في فلسطين والشتات مدعو للسير في مشروع الوحدة الميدانية حيث لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، وحيث نرى المقاومون من كافة الفصائل يقاتلون جنباً إلى جنب.

ثورة لا تموت

من يريد أن يتعرّف على البعد العربي والدولي للثورة الفلسطينية التي اطلقت قوات العاصفة في حركة (فتح) رصاصاتها الأولى في 1/1/1965، وقاتلت في إطار تلك الثورة مختلف الفصائل والمنظمات الفلسطينية المتعددة، عليه أن يزور مدافن شهداء فلسطين في مستديرة شاتيلا في العاصمة اللبنانية.

هناك سيجد أضرحة عليها أسماء شهداء فلسطينيين ولبنانيين وسوريين ومصريين وعراقيين ومناضلين من المحيط الى الخليج ، وسيجد أضرحة شهداء امميين من قارات الدنيا الخمس ادركوا مبكراً ان تحرير فلسطين من الصهيونية ليس مهمة فلسطينية او عربية فحسب، بل مهمة إنسانية كاملة، لأن الصهيونية هي أبشع وآخر مراحل الاستعمار والامبريالية.

في رحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كان لي مع عدد من رفاقي شرف مواكبتها منذ البلاغ الأول للعاصفة الذي كنّا نوزعه سراً الى هذه اللحظة، ندرك كم هو عظيم هذا الشعب الذي كان البعض يظن ان ثورته قد ماتت مرحلة أو أخرى، فإذ بها تولد من جديد كطائر الفينيق، لأنها تحمل قضية حق لا موت، ويحملها رجال لا يهابون الموت.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2183518

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع معن بشور   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2183518 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40