مهما كان الرابح في اسرائيل فهو الغريم التاريخي للفلسطيني والعربي .. هي قاعدة ثوابت الكيان الذي نصت تاريخيته على أن تغيير اسرائيل من فوق يعني أفكارا جديدة، لكن من أين تأتي الأفكار والعداوة مستحكمة الى ما شاء الله.
لا يضع الاسرائيلي الغشاوة على عينيه، بعد اكثر من ستين سنة على جريمته الاستيطانية لفلسطين، سيظل يعرف في قرارة نفسه انه استهدف وطنا وشعبه، وأنه سيظل يكذب في الداخل تحت شعار احزاب ومسميات حزبية، تعمل كلها على فرض العداء ضد الفلسطيني,
اليوم هو كبقية الايام اذن، تاريخ متصل لن تغيره تغير شخصيات الحكم لأن الاساس المزروع في عقل كل صهيوني لا تغيره أية معادلة، او اشخاص، او قيادات جديدة .. من نفس القديم تترجم المفاهيم، ومن تاريخ القديم تولد الأفكار الحديدة، من عشق الإبادة للفلسطيني يطل سحق الروح الفلسطينية باحتلال المكان، بالتمدد على حساب الفلسطيني,
لن يولد أمل سواء ظل نتنياهو او جاء هرتسوغ ومن معه، الاول عبر عن ضعفه بغطرسة الكلمات، والثاني لن يكون سوى استجابة له.. هما في الداخل يتقاتلان على الجبنة، على الكرسي والموقع وعلى الدور، لكن قادة اسرائيل مهما كانت تسميتهم او حربهم فالأصل ان العربي عدو والفلسطيني سوبر عدو، والاثنان يخططان دائما لإعادة تركيب صورة العدو بما يتناسب مع المزيد من عمر اسرائيل، ولعل الاطراف الاسرائيلية نجدها اليوم جميعها في عرس وهي الوحيدة التي تعيش ربيعا في مواجهة الموت الجماعي العربي.
لا رهان اذن على التغيير في اسرائيل سوى ان الاسرائيلي يمكنه وحده الرهان على ماذا يستفاد من هذا او من ذاك في الداخل. الأمر بالنسبة للعرب سيان .. انه المراوحة بين الوهم والوهم، بين الخداع والمخادعة، بين الخيبة والخيبة، فلا رجاء من عقل صهيوني يحكم اسرائيل بثوابت الهاغاناه والشتيرن ، بأيدي جلاوزة رحلوا من امثال شارون وبيغن وبن جوريون وغيرهم.
اما بالنسبة لبعض العرب الذين تربطهم باسرائيل حالة عشق واستفادة، فكيفما كان الحال في الكيان الغاصب يكونون .. هو زمن مستمد من ازمان، ولدت اسرائيل كي يكون لهذا البعض العربي امتدادات لا تنتهي.
كل من سيقود اسرائيل في المرحلة القادمة سيظل يتطلع الى الملف النووي الايراني وإلى سوريا وحزب الله والى ” داعش ” والى تطورات المنطقة بكل عين مفتوحة. تلك الثوابت متفق عليها بين الطرفين المتسابقين، كل فكرة خارج هذا التقييم وهم كبير، كل تطلع الى تغيير لا محل له من الحقيقة.
جميع الاسرائيليين متساوون تماما في افكارهم تجاه العالم العربي، ربما تنقص البعض الخبرة لكن لا تنقصه العدائية، اما مرتكزات الكيان الصهيوني فهي ثوابت الحرب الدائمة مع العرب وتلك لها خطط قائمة لاتتغير الا بتغير الظروف والمعطيات والقراءات المتجددة .. وتلك النظرة الى الاخطار على اسرائيل فالكل يعمل عليها والكل ينطلق من خلالها.
لا فرق بين اسرائيلي وآخر، بين حاكم وآخر، الاستطلاعات التي نسمعها من داخل اسرائيل تتكرر على لسان كل اسرائيلي دون تغيير: كيف ننتهي من الفلسطيني وكيف نقتل حزب الله وكيف نتخلص من العرب.
الأربعاء 18 آذار (مارس) 2015
لا فرق بين إسرائيلي وآخر
الأربعاء 18 آذار (مارس) 2015
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
27 /
2197595
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2197595 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20