لن تهضم إسرائيل والولايات المتحدة انتصار سوريا والعراق بسهولة وباللاموقف، لا بد من تهيئة قبل الوصول إلى هذه المرحلة وتجرع السم الذي لا بد منه .. إذ لن تكون سوريا في هذه الحالة سوى الأقوى في المنطقة والرئيس الأسد سيدا مطلقا والجيش العربي السوري قوة يحسب لها الف حساب.
لكن إسرائيل أيضا تنظر إلى حزب الله ليس كذراع إيرانية فقط أو حليف لسوريا أو مطلوب دوره من قبل الروسي، بل جيش كبير يمتلك كل المواصفات التي تجعل التفكير بالصدام معه محل تهيئة كبيرة بحيث لا يصاب فيها جيشها، كي لا يكون ذلك مجرد عطب عابر، وإنما ضربة في وجوده الأبعد من عسكري، وبالتالي في وجود الكيان الإسرائيلي.
مساحة التفكير الإسرائيلي مصابة بالتذمر من أن الأيام تمر، وفي كل يوم يزداد حزب الله قوة وخبرة، فهو في سوريا حليف قتالي في كل الساحات، وهو في العراق خبير تدريب ومشاركة في الخطط، وفي اليمن شبيه بوضعه في العراق، وليس معروفا إن كان وجوده محصورا في تلك الساحات المؤثرة والظاهرة للعيان.
يستيقظ الإسرائيليون يوميا ليسألوا قادتهم ولو من بعيد أو عبر الهمس أو من خلال الصمت المتكلم، عن المعركة مع الحزب، فيما يرد القادة الإسرائيليون على شعبهم بالتخفيف من الضغط عليهم، أو بإعلان مناورات تمتص الأسئلة الشعبية الإسرائيلية، وتريح قادة كيانهم، لكن تلك الأسئلة ستظل تطن في المجتمع الإسرائيلي وفي محافله وفي صحفه وإعلانه اليومي المتواصل الذي لا ينفك عن الحديث عن المواجهة مع الحزب.
في حدود الواقع الحالي تبدو الأمور وكأنها تتجه للصدام .. ومع الاعتراف بقوة إسرائيل العسكرية وبقدراتها، إلا أني لا أحب جملة متكررة تقول بتوجيه ضربة إلى حزب الله، لكأنما الحزب مستسلم إلى هذا التوقيت، أو متفرج على عدوان عليه، أو أنه بسيط وصغير القامة يمكن تأديبه في أية لحظة. وكلنا نعرف أن الإسرائيلي الذي أخفق في عدوان يوليو 2006 من تصفية الحساب مع الحزب، وضع في ذلك الوقت تصورا لمرحلة جديدة، وربما في قرارة قادته الذين استلموا الحكم على حساب إخفاقات من سبقهم، أننا قادمون لمرحلة الثأر، والتي لا تعني الكسب الميداني بل التصفية التامة والكاملة للحزب، وتجربة حرب العام 1982 لا تزال ماثلة، مع إجراء كل التحسينات عليها وبما يتلاءم مع طبيعة هذا الحزب الذي ما تعرفه إسرائيل عنه أقل بكثير مما كانت تعرفه عن الفلسطينيين آنذاك، وتلك هي المشكلة التي تواجهها، حتى قيل إنه لا خوض لحرب بعين واحدة ضمن هذه للظروف.
هكذا ببساطة تجري إسرائيل يومياتها على قاعدة قلقة، وهي بدون أدنى شك، تضع خططها برسم الأميركي والعكس هو الصحيح، لكن الذي لن تحاول هضمه: حزب الله بعد انتصار سوريا، والقوة المتعاظمة له الآن، وهو أمر لم تعد تتقبله وتخشاه عند مطلع كل شمس، بل صار من يوميات قادتها وشعبها بما قلنا عن أسئلته التي تحول بعضها إلى بحث في مصير الكيان.
يعرف حزب الله جيدا تلك التفاصيل، بل لعله بخبرة قادته الطويلة في قراءة إسرائيل جيدا، صار بإمكانه أن يحدد بالفعل متى ستحارب إسرائيل، ومتى تخرج إلى الحرب فعليا؟ وكيف يمكن التعبير عن تلك اللحظة التي ستبدأ فيها المعركة؟
السبت 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017
قبل إعلان الانتصار
السبت 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
49 /
2178722
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2178722 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 14