لـ”الديمقراطية” في إسرائيل صورة واحدة يعيشها الإسرائيلي وهاجسها الأمن قبل الرغيف، ومن يزايد أكثر في قتل العرب، وفي تحويل السلطة الفلسطينية إلى أقل من بلدية، وفي تفتق العقل الإجرامي ضد إيران سواء ما يخص النووي أو غيره، وفي المحافظة على كل هوامش العلاقة مع “داعش” التي لم يرَ فيها وزير الحرب الصهيوني يعلون أية مشكلة مع كيانه، ومع “النصرة” باعتبارها الضامن الذي يدفئ روحها الإرهابية ..
هذا كله وليس هو فقط الذي ترتفع تفاصيله في الاتتخابات الإسرائيلية التي صارت على الأبواب، والتي نهتم فيها ونفرد لها ساعات البث تحت شعار اعرف عدوك أو اكتشفه. ونحن في الحقيقة أكثر العارفين له، وهو لا يحتاج لأي اكتشاف لأن تاريخه معنا موضوع وجوده، وبالتالي لا بد اختصارا للكلمات أن نخرج المراهنة على المتسابقين في الانتخابات الصهيونية من دائرة من نحب فوزه، لأن الطرفين يشكلان لونا واحدا، وقاتلا واحدا، ومسدسا محشوا بالرصاص، وموضوعا فيه كل العدوانيات ضد الأمة، يفرح بحزنها، ويحزن إن هم على فرح، ولا يتوانى أن يكون متأهبا على الدوام لقتل الروح الوطنية الفلسطينية التي شاب التاريخ ولم يتغير فحواها، وتغير قادة في الكيان الصهيوني ولم تتغير.
ينقسم العرب من الانتخابات الإسرائيلي بين مراهنين على بقاء نتنياهو وهم الأكثرية .. هنالك علاقات فيها من الأسرار ما يشيب لها الرأس، ولهذا البقاء أهمية لهم، فخير الوجوه هي من تم التعامل معها وكشف الحسابات أمامها من أن يأتي من لا تعامل معه، علما أن تسيبي ليفني خير كشاف لهذا البعض العربي ولها تاريخ معهم. لكن نتنياهو عليم بذات الصدور وكلهم كذلك، لكنه يتمايز عن الآخرين بأنه أخذ علما بها فيما الآخرون من باب الحسابات والتمني.
من المؤسف أن يراهن العرب على متغيرات في السياسة الإسرايلية تجاههم وخاصة الفلسطينيين الذين لم يعد لهم نفوذ لا على الأرض لأنها قضمت، ولا على الواقع السياسي لأن السلطة أضعفت ذاتها أمامه وقدمت حالها كخائف، مرتعد، يتمنى، وهو في الحقيقة صاحب الأرض والدار والبيارات والبحر والنهر والهواء والماء وكل تفصيلة صغيرة وكبيرة في فلسطين ويجب أن يأمر أمرا وبعين حمراء.
العرب النتنياهويين يداعبهم الأمل كعادتهم أن يستقر الأمر على نتنياهو الذي إن خسر المعركة فلسوف يتقاعد نهائيا عن العمل السياسي وسيبتعد عن الأضواء وربما يصدر مذكراته كاشفا فيها ما كان مستورا إبان سلطته.
أفضل رهان على الانتخابات الإسرائيلية هو اللارهان وتناسي أن ثمة ما يدور في كيان غاصب كل ما فيه جمع عداء ضد العرب الذين يصبحون درجات في رأيه حسب قربهم منه لكنهم في النهاية عرب أي تسمية لا يريد لها بقاء لا في ذاكرته ولا أمام عينه، خصوصا وأنه مهما تغطرس أو كابر سيظل يشعر بأن ثمة عربا آخرين يهددون وجوده.
لا رهان ولا مراهنة على أعداء، بل لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض ولا مد اليد .. كل ممارسة للعكس محاولة استغباء لتاريخ مسؤولين جميعا عنه ذات يوم أو ذات دفع أثمان.
السبت 14 آذار (مارس) 2015
الرهان العربي على انتخابات إسرائيل
السبت 14 آذار (مارس) 2015
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
23 /
2182777
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
25 من الزوار الآن
2182777 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 25