السبت 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2016

إسرائيليون في أربيل

السبت 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 par زهير ماجد

لم افاجأ بوجود اعلاميين اسرائيليين في منطقة اربيل يقومون بتغطية حرب تحرير الموصل، يرسلون رسائلهم المتلفزة كالآخرين من الاعلام المكثف الغربي منه والشرقي، بل ان احد الاعلاميين الاسرائيليين سمعته وهو يتحدث على برنامج اسرائيلي ان ” الاكراد يحبون الاسرائيليين ” لكنه اضطر ان يخفي وجوده خوفا من ردود فعل قد لاتكون محسوبة.
كم مرة اقتحم الاعلام الاسرائيلي مواقع قتال في سوريا وفي غيرها من الاماكن، بل كم مؤتمر قمة عربي كان الاسرائيلي فيها حاضرا بجواز سفر غربي او اميركي. هو الانكشاف الذي يحصل دائما، وهو الاختراق الذي لانشعر به .. وسواء اقتحمنا الاسرائيلي مباشرة، فان لديه ايضا اعوانا من كل جنس يتحركون بيننا منذ زمن وبعضهم يقع في الفخ، لكن المخابرات الاسرائيلية اذكى من ان تعرف عملاءها على بعضهم البعض مخافة وقوع احدهم في يد الامن فيقع بالتالي جميع المحسوبين عليها.
من المؤسف القول ان يسمح للاسرائيلي باختراق اربيل بهذه الطريقة العلنية، وان يمارس نشاطه تحت السمع والبصر، والمؤكد أن هنالك رعاية له وضبط للمراكز التي يجب أن يتواجد فيها. صحيح أن الإعلام العربي كشف منذ زمن بعيد تعاطي بعض قيادات الأكراد مع الإسرائيليين، وكلنا يعرف كيف يركب الإسرائيلي موجة الغضب عند البعض ويتسلل تحت أزمتها.
معركة الموصل للقضاء على الارهاب تعد مفخرة القوات العراقية بكل تشكيلاتها ومنها الكردية ايضا .. والقتال ضد الارهاب الداعشي أمر في غاية الاهمية والمصير كما تبناه العراق منذ لحظة ظهور هذا الارهاب واستيلائه على مساحات شاسعة من العراق. وهنا لابد من الاشارة الى ان الاكراد هم جزء لايتجزأ من العراق الواحد الموحد، مهما حاول البعض تحت ستار الوهم الاعتقاد عكس ذلك .. وهنا يصبح حاضر العراق بين ايدي ابنائه كافة، وما يحصل اليوم تأكيد بان مايتهدد جزء من العراق انما هو تهديد له في كافة مساحاته، والجزء في اي وطن يعني الكل في النهاية.
ويبقى السؤال حول من المسؤول عن السماح للاعلام الصهيوني الحضور بعدد وافر من رجالاته إلى أربيل وإرسال البرامج والصور والمشاهد من هناك وبعضه مباشر. اللعب بالنار في هذا الموضوع الحساس يعني الكثير في هذا الوقت الذي يتهدد الأمة كلها والأكراد ليسوا بعيدين عن هذه الحالة لأنهم كانوا وما زالوا جزءا من اللوحة الواحدة التي تمثل العراق .. الا اذا كان البعض منهم انفصالي النزعة، وتلك مشكلة بحد ذاتها اذا ماانتصر هذا التوجه وتعمم، علما ان الاكراد لم يصلوا بعد الى دولة، رغم انهم يمارسونها بكل اسف.
الاكراد شعب مناضل عبر تاريخه، وتجمعه مع ابناء المنطقة العربية روابط تاريخ تعود الى عهود سحيقة .. فكيف لهم ان يفتحوا ابوابهم لمثل استقبال الاسرائيلي في وقت يعرفون فيه حجم الممنوعات القائمة ضد الاسرائيليين الذين لايريدون خيرا للامة باسرها، بل هم يتآمرون عليها بلا توقف، ولديهم بالتالي سجل اسود في الحروب وفي القتل والسحق ومشاريعهم في فلسطين معروفة منذ ماقبل النكبة الفلسطينية وما بعدها والى اليوم وكذلك ضد كل العرب ومن وجدوا في هذه المنطقة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2178968

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع زهير ماجد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

2178968 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40