الثلاثاء 12 آب (أغسطس) 2014

ماذا يحتاج الفلسطينيون

الثلاثاء 12 آب (أغسطس) 2014 par صالح عوض

الفلسطينيون في معركة انتزاع حقوقهم في الحياة، وفي طريق بناء دولتهم يحتاجون من العرب الشيء الكثير والضروري، وهم يدركون ذلك كله، لذا فإن استنجادهم بالعرب والمسلمين وأحرار العالم ينطلق مباشرة جراء أي عدوان عليهم.. وهم يدركون أن قضيتهم إنسانية حضارية بامتياز، وهي تهم العرب جميعا والمسلمين جميعا وأحرار العالم وشرفائه.. ولأن قضيتهم بمثل هذه الحساسية، فهم يصرّون على أن تظل قضيتهم بهذه الأبعاد.

ولكن لسوء حظهم أنهم يواجهون عرقلة من النظام العربي في كثير من الأحيان تبدد جهدهم وتشوش عليهم، ولعلنا نستنتج برصدنا لمسيرة الكفاح الفلسطيني كم عانى الفلسطينيون من النظام العربي خلال قرن من الزمن.. ولقد كانت هزائم الجيوش العربية والأنظمة العربية جسر تكريس الكيان الصهيوني على أرض الواقع.

الفلسطينيون يحتاجون من العرب أشياء أساسية وكثيرة ومهما حدث من نكوص عربي رسمي ونخبوي، إلا أنه لا مناص من اعتبار أن العرب هم العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.. يحتاج الفلسطينيون إلى إسناد عربي في المحافل الدولية لتكريس فلسطين وطنا ودولة جديرة بالحياة والتصدي للرواية الصهيونية بكل ما أوتي العرب من قوة ونفوذ.. ويحتاج الفلسطينيون من العرب أن يتدخل المحترمون من الحكام لدى المتجمدين منهم لعلهم يخففوا الضغط عن الفلسطينيين وينصرفوا عن صدورهم.. ويحتاج الفلسطينيون من العرب أن يشعروا أن المسجد الأقصى مسجد العرب والمسلمين جميعا، وأن الأرض المباركة فلسطين هي أرض العرب والمسلمين جميعا.. وأن العدو الصهيوني المجرم عدو للجميع أمنيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا..

من هنا بالضبط فالعرب ليسوا متفرجين في ملعب كرة قدم يهتفون لهذا الفريق دون الآخر إنما هم شركاء الدم والمصير، ينبغي أن لا يستثنوا من التفكير بفلسطين والعمل لها.. وينبغي عدم النظر القطري في مجال العلاقة بفلسطين.. فلقد أكرمنا الله بتجارب تاريخية في حطين وعين جالوت وكان أهل القيادة العظيمة كرد أو تتار أو سوى ذلك من قوميات، وهذا يعني أن العرب بشكل أساسي لابد أن يتقدموا بخطوات حقيقية لتشكيل غطاء أمني ومالي وفي كل المجالات الإعلامية والسياسية والعسكرية ليتمكن الفعل الفلسطيني من التحرك السهل لإنجاز أهداف حقيقية في معركة التحرير والاستقلال التي تنعكس آثارها الإيجابية على الوطن العربي كله والأمة الإسلامية كلها.

الفلسطينيون بحاجة إلى العرب والمسلمين والأحرار في العالم.. ولأسباب عديدة يصبح التخاذل عنهم إنما هو خذلان يرتقي إلى مستوى الخيانة.. فمن غير المفهوم أن تتحرك أمريكا اللاتينية وشخصيات محترمة في أوروبا وأمريكا بخطوات جبارة نصرة للشعب الفلسطيني في معركة الاستقلال.. في حين سمعنا عن دول عربية حاولت عرقلة ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لانتزاع الاعتراف ومن هذه الدول من وقف متفاهما مع إسرائيل على خنق المقاومة الفلسطينية.. إنه النظام العربي الذي يقدم الصورة البشعة التي ينبغي أن تنزاح من المشهد.. فهل يتدارك العرب ما فات تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2182667

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2182667 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40