الأحد 23 أيار (مايو) 2021

رمزية رفع العلمين الفلسطيني والجزائري معا

الأحد 23 أيار (مايو) 2021 par محمد سليم قلالة

لماذا يُرفَعُ جَنبا إلى جنب باستمرار العلمان الفلسطيني والجزائري؟ ما دلالات ذلك وما أبعاده اليوم؟

رفع العلم الجزائري إلى جانب العلم الفلسطيني باستمرار سواء أكان ذلك من قِبل الجزائريين أو الفلسطينيين إنما يحمل دلالات رمزية خاصة لعل أهمها:

1ـ التشابه الكبير بين الاحتلال الصهيوني والاستعمار الفرنسي، من حيث أنهما قاما على نزع الأراضي والاستيطان ونقل شعوب أوروبية إلى غير أرضها في محاولة لتغيير التركيبة السكانية للإقليم واستبدال هويته، في الجزائر إلى هوية فرنسية غربية، وفي فلسطين إلى هوية اسرائيلية يهودية، كل ذلك عن طريق القوة والإبادة الجماعية والإرهاب. والعَلَم الجزائر يُذكِّر الفلسطينيين في هذه المسألة بالذات أنه إذا استطاع الجزائريون الانتصار على استعمار استيطاني دام 132 سنة، كيف لا يستطيع ذلك الفلسطينيون؟

2ـ التشابه الكبير في الانتصار رغم عدم تكافؤ ميزان القوة العسكري، إذ يُعَدُّ الكيان الصهيوني شبيه الاستعمار الفرنسي من حيث القدرات العسكرية واللوجستية الكبيرة، ومع ذلك لم يكن بإمكانه الدخول إلى مناطق مُحرَّرة من قبل جيش التحرير الوطني، ذات المشهد اليوم يتكرر مع منطقة غزة المُحرَّرة، حيث لم يعد بإمكان الجيش الاسرائلي دخولها رغم ترسانته الكبيرة وحتى سلاحه النووي. بما يعني أن الانتصار في الحرب لا تحكمه فقط القدرات العسكرية إنما أيضا عدالة القضية والإيمان بها وروح التضحية والصبر وإرادة القتال، وهو ما تَوفَّر عند الجزائريين في معركة التحرير وما يتوفر اليوم عند الفلسطينيين في معركتهم سيف القدس وما بعدها. والعَلم الجزائري يذكِّر بهذه أيضا.

3ـ التشابه الكبير في بروز تباشير النصر في قمة مراحل اليأس وبالذات عند شعور المحتل بنشوة الانتصار. فكما كان الفرنسيون مُنتشين بالانتصار في الحرب العالمية الثانية وفرِحين بإبادة أكثر من 45 ألف جزائري في يوم واحد في مجازر 08 ماي 1945، وفي الوقت الذي اعتقدوا فيه أنهم الأقوى والأقدر على البقاء في الجزائر، لاحت في الأفق تباشير الثورة التحريرية القادمة (تأسيس اللجنة الخاصة الجناح العسكري لحزب الشعب وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية 1947، ثم جبهة التحرير الوطني بجناحها العسكري جيش التحرير الوطني 1954)… كذلك الأمر بالنسبة للإسرائيليين اليوم وهم في قمة الانتشاء بهرولة بقية العرب إلى التطبيع معهم، وبتأكيد رئيس أقوى دولة في العالم على الأقل عسكريا، بأن القدس هي عاصمتهم الأبدية، وشعورهم بالانتصار على ملايين اللاجئين الفلسطينيين وعلى عشرات الآلاف من الأسرى في السجون، ومحاصرة قطاع غزة من كل الجوانب، لاحت في الأفق تباشير مقاومة نوعية من داخل القطاع بفضل الجناح العسكري للمقاومة حماس الذي هو بمثابة المنظمة الخاصة (لحزب الشعب ـ ح إح د) أو جيش التحرير الوطني بالنسبة لجبهة التحرير الوطني.
أليس في ذلك ما يُوحِّد العلَمَين؟

أخيرا نقول أن رفع العَلَمين الجزائري والفلسطيني معا، لا يحمل فقط دلالات ماضية وحاضرة إنما أيضا دلالات عن مستقبل الصراع في فلسطين، بل هو عنوان للمستقبل: 132 سنة من الاحتلال الفرنسي انتهى به الأمر إلى الرَّحيل، وحركة وطنية انبثقت منها منظمة خاصة ثم جبهة وجيش التحرير… ألسنا اليوم نعيش نفس المشهد: بعد عقود من الاحتلال، ها هي حركة سياسية وطنية تُنشِئ منظمتها الخاصة وتقارع العدو وهي الآن في مرحلة الانتقال من المنظمة الخاصة إلى جبهة التحرير إلى جيش التحرير، ويومها سيكون عيد نصر آخر لنا في فلسطين ويُرفع العلمان جنبا إلى جنب في يوم مشهود بإذن الله…



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2183544

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع محمد سليم قلالة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2183544 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40