الأحد 28 شباط (فبراير) 2021

بطل من بلادي: أنيس النقاش.. الجانب الآخر المخفي

الأحد 28 شباط (فبراير) 2021 par بسام أبو شريف

– الحزن يعتصر قلبي لرحيل أنيس النقاش .
– والكلمات تتدافع من ريشتي ثم تنتظر .
– من كل حدب وصوب خرج الأحرار والمقاومون يودعون أنيس .
– بذكر مناقبه وتقديم الشهادات على دوره النضالي والطليعي.
– وتسابقت تنظيمات الكفاح في اعلان حزنها على الخسارة القومية الكبيرة بفقدان أنيس النقاش.
البعض التقى به ، والبعض الآخر قرأ له ، وآخرون شاهدوه وسمعوه ، وهو يتحدث بثقة عن النصر القادم من فوهات بنادق الأحرار، ولكن أنيس رحل….. وكيف رحل؟
قاتل الفيروس ، ولم ينتصر عليه ، لكنه كان يقول ، وهو يرحل بعينيه اللامعتين: (سوف ننتصر على أعدائنا ، ونحرر بلادنا وفلسطين أولا) .
عمن أكتب؟
عن أنيس الأنيس؟
– عمن أكتب عن أنيس صاحب الرؤية الواضحة ، التي تحدد من هو العدو ومن هو الصديق.
– عن أنيس المقاتل الشجاع والمقدام ، الذي لايتردد أمام أصعب المهام؟
– عن أنيس المصمم ، وصاحب الارادة الحديدية الى حد العناد؟
– عن أنيس صاحب الروح المرحة ، واللماح ، وسريع البديهة؟
– عن أنيس الذي اتخذ قرارا في صباه ، وبقي ملتزما به حتى النفس الأخير؟
اسمحوا لي أن أكتب عن أنيس صديقي، ورفيقي كما رأيته، وخبرته، وعايشته، قد يعرف الذين تعرفوا عليه بعد أن أصبح منسقا لشبكة ” أمان ” ، أنيس النقاش كسياسي مختلف صاحب رؤية ، وملتزم بموقف الثورة الايرانية من الظالمين، والغزاة والمعتدين، والبعض لايعرف أنيس النقاش الا بعد أن شغل هذا المنصب ، لكن الذين يعرفونه من قبل وبعد حرب 1967 ، تحديدا كان له من العمر 16 عاما ، وكان في الثانوية، في تلك الفترة، وحسبما كان يقول دائما ” قررت أن أقاتل ، فقد أيقنت أنه لاسبيل لتحرير فلسطين ، والانتصار على اسرائيل الابقتال شعبي مهما طال ، الشعب المسلح والمقاتل ، هو مقتل اسرائيل “.


وراح يراقب ، ويبحث من بين من شرعوا في القتال ضد اسرائيل عن التنظيم ، الذي يمكن من خلاله أن يجسد ما آمن به ، فتعاون مع حركة فتح في مجالات مختلفة أمنية واستطلاعية ، لكن هذا لم يأخذ شكلا عمليا زخما الابعد العام 1970 – 1971 ، بعدما انتقلت قيادة الثورة الفلسطينية من عمان الى جنوب لبنان .
مابين اتصال بهذا التنظيم ، واتصال بتنظيم آخر يقاتل كان أنيس ينفذ برنامجه الخاص لكن المرتبط بالرؤية ، وبنفس أهداف التنظيمات المقاتلة ، كان يترجم ما يؤمن به حتى كان أنيس النقاش وحده ……. هو …. هو محرك الثورة في نفسه، وروحه، وجسده، وعقله.
حياة أنيس كانت ترجمة لما آمن به حتى لو كان وحيدا…. انه التحدي الانساني التاريخي لرجال عظماء، فلا ملذات الحياة شغلته ، وجذبته نحوها، ولا اغراءات الحياة الدنيا حرفته عن الترجمة الأمينة ، والصادقة لما آمن به : تحرير فلسطين .
كان دمثا محبا للناس ، لكنه كان في حالة استطلاع دائم حول الذين يتعرف اليهم ، كان دائما يبحث فيمن يقابل عن ” المقاتل ” ، وعن الشباب المستعد للجهاد والتضحية ، ولذلك كنت دائما أقول عنه وله : ” أنت المستنفر الدائم ” ، حيثما ذهب كان يعتبر نفسه مكلفا بمهمة صعبة وشاقة ، كان عقله دائما في حالة يقظة ، وبحث ، واستطلاع : من يقابل ، ولم يكن يرفض مقابلة الناس وتحديقه بالمعارف الجدد ، كان يستهدف أولا التأكد من الصدق ، وعدم وجود مندس أو جاسوس ، وثانيا اذا ثبت لديه بالحس ، والتعامل صدق الرجل ، أو الفتاة كان ينتقل الى مرحلة التجربة هل هم على استعداد للقتال ؟
لم يكن لديه رغبة في جذب أصدقاء للتسلية …. الحياة كانت جدية له ، ومعركته مستمرة واستراحة المقاتل عند أنيس كانت قراءة كتاب جديد ، أو كتابة أفكار ، ورسم الخطط .
في بداية السبعينيات بحث حتى تعرف على القائد الكبير وديع حداد ، وكان هو المبادر ، فقد كان يبحث عن المعارك مع العدو ، ووجد ضالته في وديع حداد ، الذي رفع شعار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( وراء العدو في كل مكان ) ، أنيس كان مؤمنا بذلك ، وأضاف لها : (في كل زمان ومكان ) .
وانغمس في تدريبات خاصة بالعمل الخارجي ، والأمن الخارجي ، وكان مبادرا في حالات كثيرة عبر لفت نظر وديع حداد الى أهداف محتملة ، كان هو قد استطلعها دون تكليف الا من أنيس النقاش فقط ، لا أريد أن أخوض في ملف مشاركته في النضال الميداني ، لكنني أردت أن أقول لمن لايعرف أن أنيس النقاش ، كان المناضل القومي والثائر الذي يبحث عن خوض معاركه مع العدو في أي مكان ، وأي زمان ، وانه كان يرى في الصادقين بتوجههم الثوري لتحرير فلسطين ضالته المنشودة ، كان أنيس كما قلنا دمث ، ويتمتع بأخلاق ، وصفات عالية المستوى ، ولذلك كان رسولا هاما ، وناجحا في أغلب الأحوال لاقامة علاقات بين الثوريين . من هنا جاءت نجاحاته في اقامة جسور بين الثوريين الايرانيين ، والثوريين الفلسطينيين وعن طريقه تم ترتيب تدريبات لعدد من الايرانيين في معسكرات فتح ، والجبهة الشعبية .
وكان للعملية الاستشهادية ، التي نفذها الثائر الايراني مظفر أبلغ الأثر في تلاحم ثوار فلسطين وثوار ايران ، وحينها نشرت مجلة الهدف ( ج . ش ) ، أول لقاء صحفي لآية الله الخميني أثناء وجوده في باريس ، وقبل اندلاع وانتصارالثورة الاسلامية في ايران ، وكان للمقابلة ضجة كبرى تحدث فيها المرحوم آية الله الخميني عن واجب تحرير فلسطين .
لقيام الثورة في ايران ، وانتصارها الدور الأكبر في التأثير على المناضل الصلب ، ودائم الاستنفار أنيس النقاش …. وجد ضالته المنشود ة … ايران مركز الثورة على الظلم والظالمين وقائد محور المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين ، وتحرير فلسطين كان يعني القضاء على قاعدة عسكرية استيطانية عنصرية هدفها اخضاع كل المنطقة للهيمنة الصهيونية الامبريالية .
هذا هو أنيس النقاش ، بطل بحث طوال حياته عن معارك ليخوضها ضد العدو ، ومن أجل الحرية ، والعدالة ، ورفع الظلم ، وافناء الظالمين .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2184593

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع بسام أبو شريف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184593 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40