القدس هي معركة الامة العربية!

تركزت الانظار، انظار كل الشعوب العربية وربما قسم كبير من الرأي العام العالمي على ما جرى ويجري في مدينة القدس.

فقد شاهد الجميع شاهد العالم كيف تحشد اسرائيل ، هذا الكيان العنصري الدموي ، قواتها المسلحة وشرطتها المسلحة ومستوطنيها المسلحين من اجل اعطاء الفكرة للعالم وربما للاسرائيليين اولا بان القدس عاصمة لهذا الكيان العنصري لا بل ارادت ان تقول ان السيادة على ارض فلسطين كاملة هي للاسرائيليين وان الفلسطينيين هم سكان يطردون في اي وقت ويهجرون وتدمر منازلهم وتحرق مزارعهم وتقتحم مخيماتهم دون وازع ودون مؤنب وحتى دون منتقد في وسط من الغرب الامبريالي الذي زرع هذا الكيان وما زال يمده بالسموم اللازمة ليستمر في عنصريته ودمويته ضد شعبنا العربي الفلسطيني وضد الامة العربية باسرها وضد كل الامم المنادية بالحرية والاستقلال والتخلص من كل الذين ينهبون ثروات الشعوب أرضا ومعادن ونفطا وغازا ومياها وسماء وبحرا وارضا لكن ما لم ينتبه له الكثيرون انه في الوقت الذي كان فيه اهلنا في القدس يتصدون للعنصريين الهمجيين لهؤلاء الذين يحملون السلاح في وجه شعب اعزل لا يمتلك سوى قبضات عارية من السلاح ولكنها قبضات تعبر عن التصميم والارادة في الحرية والاستقلال والتصدي للنازيين، ما جرى في فلسطين اليوم في القدس جرى في كل مكان في الضفة الغربية في الشمال والجنوب والوسط من نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية والمدن والقرى وحوارة البطلة الى الخليل وبيت امر ويطا وكل المواقع في الخليل الى الخضر الى بيت لحم الى الوسط في القدس وكل ما يحيط بالقدس من قرى ومخيمات وبلدات الى رام الله كل الشعب الفلسطيني كان يتصدى لجيش الاحتلال الذي انتشر بكل قواه في كل مكان وانتشرت شرطته المسلحة وكتائبه السرية والمستعربين المسلحين وشاهد الجميع كيف ان المستوطنين هم ايضا حملة سلاح يستخدمونه لقتل الاطفال كما قتلوا زيد غنيم في الخضر ليلة أمس ، قد واجه الشعب الفلسطيني وما زال بالقبضات القوية العارية هذا المستعمر الهمجي الذي لا يتوانى عن استخدام السلاح الناري للقتل فزيد غنيم قتل برصاصة في صدره ورصاصة في رقبته اي ان من اطلق النار هو من نفس الفصيلة التي اطلق منها ذلك الجندي رصاصة القنص على شيرين ابو عاقلة فاغتالها دون ان تكون مهاجمة او مسلحة سوى بكمرتها التي كانت تنقل للناس حقيقة ما يدور وبشاعة الجرائم التي ترتكبها قوات العدو ، من بين كل هذه المناظر التي تؤكد على حقيقة واحدة هي ان الشعب الفلسطيني لن يتنازل ولن يستسلم بل سيستمر في المقاومة وسيستمر في التصدي لان الارض ارضه والقضية قضيته ولانه في الواجهة يدافع عن امة عربية عريقة وان زور ارادتها بعض الحكام هنا وهناك من خلال خضوعهم لاملاءات واشنطن وركوعهم لقوة تل ابيب وعبر الشعب الفلسطيني عن ذلك بالتصدي بالايدي وبالتصدي بالصمود وبالمرابطة في الاقصى وباستخدام اجسادهم دروعا تحمي مقدسات المسلمين والمسيحيين في القدس القديمة .

لكن فلسطينيا ذكيا رد على مسيرة الاعلام التي تجمع افرادها عند حائط البراق قرب باب العمود باطلاق تلك الطائرة المسيرة الصغيرة اللعبة التي حملت علم فلسطين في سماء القدس ودارت ودارت لتري المستوطنين المسلحين بان علم فلسطين يرتفع فوق اسوار القدس ومآذنها وكنائسها وانه سيبقى يرفرف حرا ابيا فوق ارض فلسطين انطلاقا من القدس الحرة العربية الابية تلك الطائرة الصغيرة التي حملت العلم كانت تجاوبا مع افكار كنا قد طرحناها فاذا كان بامكان الفلسطيني ان يسير طائرة مسيرة تحمل علم فلسطين اذن هذا يعني ان بامكانه ان يستخدم تلك اللعبة الصغيرة لتصبح سلاحا دفاعيا بهجومها على تجمعات الجيش الاسرائيلي ودورياته وافراده وشرطته المسلحة ومستوطنيه المسلحين.
انه الانتقال من الحجر الى الدرون.

انه التطور الضروري اللازم لتطوير الاسلحة البسيطة لمواجهة همجية المسلح بكل انواع السلاح بالصواريخ والرصاص المتفجر والرصاص القاتل في وجه شعب اعزل .

اننا نكتفي بهذا القول لتصل هذه الفكرة لغرفة العمليات المشتركة التي تجتمع ليل نهار لتفكر بكيف نرد وكيف نتصدى وكيف نواجه العدو فالطائرة المسيرة الصغيرة اللعبة التي تنتشر في كل مكان تتحول الى سلاح بيد الفلسطينيين .

انها تماما كالحجر الذي امسك به طفل فلسطيني وحول ذلك الحجر الى انتفاضة شعبية وثورة الحجارة .

يجب ان يتحول الحجر بيد الفتى الفلسطيني الى طائرة مسيرة تهاجم الدوربة وتقتحم سياراتهم وتقتحم تجمعاتهم المسلحة لتفضها وتصدها وتدافع عن شعب لا يستسلم .

شعب فلسطين لا يستسلم ولن يستسلم وسيصمد وسيدافع عن امته العربية بكل ما لديه من طائرات مسيرة هي العاب بيد الاطفال .

ان شعبنا اكد اليوم انه لا مجال للشك فيه بانه لن يتخلى عن القدس ولن يسمح لاسرائيل بفرض سيادتها على الضفة الغربية والقدس وفلسطين .

هذا ما استخرجناه من درس مما شاهدناه اليوم وشاركنا فيه من تصد لقوات الاحتلال وشرطته المجرمة ومستوطنيه الفالتين من عقالهم اللاحقين جنونهم واوهامهم والذين يفكرون بانهم ان ساروا بمسيرة اعلام فستصبح القدس تحت سيادتهم .
وهم لا يدرون ان هذه المسيرة ما كان يمكن لها ان تقوم لولا آلاف الجنود الذين كانوا يحيطون بهم ليحموهم من غضب الفلسطيني .