الأحد 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

ضم الضفة الغربية يتم بخطوات سريعة دون ضجيج

الأحد 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 par بسام أبو شريف

كل الزوابع التي يثيرها نتنياهو بالكذب والتضليل والابتزاز تهدف الى ضمان أمر واحد ، وهذا الأمر أهم لدى حكام اسرائيل من أي أمر آخر ، وهو ضم الضفة الغربية .
فقد استبدل نتنياهو بالاتفاق مع غريمه وشريكه غاتس على ضم الضفة تدريجيا وبسرعة حتى لا يغضبا ترامب ، الذي طلب منهما تأجيل ضم الضفة لتعارضه مع النجاحات التي يريد ترامب استخدامها في حملته الانتخابية ، وهي جر دول الخليج الى حلف سياسي عسكري تقوده اميركا لمواجهة ايران ، وثوار اليمن ، واخضاع العراق ، ويتصل طلب ترامب الذي نقله ترامب ثم كوشنر بمخطط ترامب في شمال شرق سوريا ، فترامب يريد أن ينعش مخطط التقسيم في سوريا والعراق ، وهذا ما اقترحه اليوت ابرامز مؤخرا على الرئيس ترامب ، فقد سارع ترامب للموافقة على مقترحات اليوت ابرامز ( حسب مصدر موثوق في واشنطن ) وانه أمر بدعم القوات الاميركية شمال شرق سوريا ، وتدفئة علاقات الأمن الاميركي بقيادات من قسد ، ووضع القواعد الاميركية في المنطقة تحت تصرف هيئة سعودية شكلت اثر اقالة قائد القوات المواجهة لليمن ، والمشرف على المعارك ضد الشعب اليمني ، وهذه الهيئة حدد الملك سلمان مهامها : سلخ أجزاء من سوريا عبر تجنيد العشائر والقبائل كما حاولوا أن يفعلوا في الخمسينيات ( في حينها رفض الرئيس ايزنهاور هذا التحرك وأوقفه ) .
اليوت ابرامز، هو مخطط مشروع التقسيم في مصر وسوريا والعراق ، وبلدان اخرى منها ليبيا واليمن والجزائر ، ولقد صاغ هذا المشروع قبل عشرين عاما هو وريتشارد بيرل واسرائيليون .
تفعيل هذا المشروع يعني انهاك ، واستنزاف القوى الثورية والمقاومة في العراق وسوريا واليمن ، ولكن هذا الاستنزاف في حسابات اسرائيل له نتيجة مباشرة ( ناهيك عن الفوائد البعيدة ) ، وهي تمكين اسرائيل من ضم الضفة تدريجيا دون أن يثير ذلك أي رد فعل ، وربما دون الاشارة اليه ، اتفق نتنياهو وشريكه غاتس على التصويت لصالح بناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية ، وتقوم هيئات اخرى تحت غطاء الأمن ومناطق عسكرية ومناطق استراتيجية بضم آلاف الدونمات ومنع أهلها من زراعة أراضيهم ، واستولت اسرائيل على أماكن تاريخية أثرية ضمن مخطط ازالة كل الآثار التاريخية ، التي تمتلئ أرض فلسطين بها وهي ثروات ثقافية عالمية ، وبدأت ببناء بنايات لتأسيس مدن في هذه المواقع .
وتحتل معسكرات جيش الاحتلال في الضفة مساحات واسعة من أراضي الضفة ، وجميعها في مواقع زراعية خصبة حرم أصحابها من زراعتها منذ عام 1967 ، العدوان يتم بصمت ودون قصف بل بضم الأراضي ، واكراه الفلسطينيين على هدم بيوتهم بايديهم ، هذا الوضع يشكل تحديات للقيادة الفلسطينية الموحدة ، ولقوى المقاومة ، واذا أردنا أن نشير الى من أين نبدأ نقول ان التصدي للمستوطنين والمستوطنات بشكل جدي بحيث يجعل الاقامة في مستوطنة أمرا محفوفا بالمخاطر، هو الواجب الأول ، والثوريون يعلمون كيف يوقف الاستيطان .
معركة المقاومة ضد الاستيطان والمستوطنين ، هي العمل القوي الذي اذا ابتدأ ينهار كل ما حوله ، الدفاع هنا هو الدفاع ، ولايمكن الدفاع عن الأرض الا بمهاجمة من يغتصبها ، نقول هذا لمحور المقاومة : التصدي للاستيطان والمستوطنين يعني الاشتباك مع الجيش الصهيوني والأمن الصهيوني ، اللذين يقومان بحماية المستوطنين سواء عند اقتحامهم للأقصى ” خطوات تمهيدية ” ، للسيطرة ، أو اغتصاب الأراضي ، أو عبر جلب كونتينرات للسكن في تلك الأراضي ثم بدء البناء ، لذلك لابد في حسابات المقاومة من معرفة أن التصدي للاستيطان والمستوطنين ، هو التصدي لاسرائيل التي يحكمها اليمين العنصري .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2184523

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع بسام أبو شريف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2184523 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40