الأحد 14 آذار (مارس) 2021

حركة حماس والمفاضلة بين دحلان وعباس

الأحد 14 آذار (مارس) 2021 par د. فايز أبو شمالة

سمحت حركة حماس لأنصار محمد دحلان بالعودة إلى قطاع غزة، ورفعت كل تحفظاتها على الشخصيات القيادية، بما في ذلك رشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وغيرهم من الأسماء، وفي ذلك إشارة إلى أن حركة حماس تشجع الديمقراطية، وتفتح بوابة التنافس في انتخابات المجلس التشريعي على مصراعيها، وتطلق العنان للتطاحن التنظيمي بين فتح اللجنة المركزية وفتح التيار الإصلاحي، وفي ذلك خير للمجتمع الفلسطيني الذي سيراقب، ويستمع إلى الحجج والدعاية الانتخابية، ويتسلم المزيد من المساعدات المادية، التي باتت تغدق على أهالي قطاع غزة، وكأنهم مدعوون إلى عرس أحد الأثرياء، تقام لهم الولائم، وتوزع عليهم المنح والعطايا.
حركة حماس تدير المشهد الانتخابي بحذر شديد، فهي قريبة من فتح اللجنة المركزية من خلال جبريل الرجوب، وعلى استعداد لتشكيل قائمة مشتركة معها، وفي الوقت نفسه تفسح المجال لأنصار محمد دحلان للتمدد على أرض غزة، لصد تمدد أنصار محمود عباس، وكأنها لا تفاضل بين الرجلين، وهي التي وافقت على تشكيل قائمة موحدة تضم الكل الوطني، تفرض عليها المفاضلة، لأن عباس لن يقبل أن تضم القائمة المشتركة تيار دحلان الاصلاحي.
موضوع المفاضلة بين دحلان وعباس ليس جديداً، فقد اشتغلت عليه حركة حماس قبل خمس سنوات، وقد نشرت مقالاً بتاريخ 29/10/2016 تحت عنوان: حماس بين دحلان وعباس، أعاود نشره هنا سنة 2021 ، وفيه أقول:
لو قدر لحركة حماس أن تفاضل في التحالف بين محمود عباس ومحمد دحلان، فإنها ستختار محمود عباس، وذلك لعدة اعتبارات:
أولاً: تدرك حركة حماس أن طموح عباس في المرحلة القادمة لا يتعدى حياة آمنة له ولأولاده، بينما طموح محمد دحلان يتعدى أمنه الشخصي، ويرقى إلى مستوى السيطرة على القرار الفلسطيني بشكل عام، وعلى غزة بشكل خاص.
ثانياً: لقد ولت أيام محمود عباس السياسية، فالرجل يقف في آخر المشوار، لا يقوى على الحركة، وسراجه السياسي ينطفئ رويداً رويداً، بينما أيام محمد دحلان السياسية مفتوحة على أكثر من احتمال، وتتوقد حركة ورغبة في احتواء كل شيء تحت إبطه.
ثالثاً: يفقد محمود عباس نفوذه، وتتقلص مساحة حضوره، ويتخلى عنه أقرب حلفائه، في الوقت الذي يتلقى دحلان الدعم من الرباعية العربية، ولا تغضب منه إسرائيل، ويتوسع في المساحات الشبابية التي يفقدها عباس بشكل يومي.
رابعاً، يمارس محمود عباس سلطته في مدن الضفة الغربية فقط، ولا سلطة له على غزة، وتضيق عليه مساحة التأثير حتى داخل المقاطعة، بينما يحرص دحلان على الحضور في الضفة الغربية ومخيماتها، ومن ثم الحضور الفاعل في قطاع غزة.
خامساً: قبضة عباس متراخية على الأجهزة الأمنية، بينما قبضة دحلان على أنصاره قوية.
سادساً: محمود عباس بعيد، ولا قوة دفع مصرية من خلفه تؤثر على حركة حماس في غزة، بينما محمد دحلان قريب، ومن خلفه مصر التي لا تبتعد عن قطاع غزة مقرط العصا.
أكتفي بهذا القدر من المقال الذي نشر منذ خمس سنوات، وقبل أن يستقوي محمود عباس على غزة، ويفرض عليها الإجراءات العقابية، لتأتي الانتخابات التشريعية هذه الأيام، وتفرض على محمود عباس إلغاء الاجراءات العقابية تقرباً وتودداً للناس، وتخوفاً من التحولات الجذرية التي تشهدها الساحة السياسية الفلسطينية، والتي تنبئ بالمزيد من الانشقاقات التنظيمية، والمزيد من التحالفات الحزبية، وهذا الخليط يلقي بثقله على مستقبل السيد عباس نفسه، وعلى مستقبل المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2183405

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز ابو شمالة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2183405 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40