لم يعد هناك اي مجال للشك والتردد او الارتياب بان ما كان يدعيه الامريكيون بان ديمقراطيتهم هي نهاية التاريخ، كما ادعى وزعم منظرهم فوكوياما ، باتت اليوم على شفير الهاوية وذاهبة لتأخذ امريكا الى الخراب الشامل..!
فما جرى في واشنطن قبل ايام من احداث عنف دامية دليل وبرهان قاطع لا يقبل الدحض او النقص..!والذي اكد في ما اكد اشتراك شخص الرئيس الامريكي المنتهية ولايته في كل ما جرى من خراب…!
وفي هذا السياق اكدت مصادر واسعة الاطلاع من مراكز صنع القرار الامريكي ان الرئيس دونالد ترامب قاد كل عمليات التظاهر والتمرد الاخيرة في واشنطن من خلال غرفة عمليات مخصصة لهذا الغرض كانت تضمه مع بعض من افراد عائلته وعدد من رهطه( الامن الخاص لديه تقارير مصورة عن ذلك)والذي يثبت ان ترامب هو شخصياً كان متورطاً بعملية قيادة الجموع المقتحمة لمجمع الكاپيتول هيل في اطار عملية انقلابية كانت تهدف الى ما يلي:
١- منع الكونغرس من التصديق على انتخاب بايدن.
٢- حرق الكونغرس بعد العبث بكل محتوياته
٣- اخذ رهائن من مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل الكونغرس لفترة طويلة بهدف ضمان بقائه في البيت الابيض.
٤- ان جهاز الشرطة التابع للكونغرس متورط بادخال المقتحمين.
وقد ثبت من خلال التحقيقات الاولية ان قياديين خليجيين متورطان بضخ اموال لترامب وانصاره لعمل هذه الفوضى في الكونجرس وفي الشارع الامريكي لجر الشعب الامريكي الى مربع الصراع ومربع العنف.
ويبدو ان هذه المعلومات كانت متوفرة لدى قيادة الحزب الديمقراطي والسيدة نانسي بيلوسي بشكل خاص والتي تعتبر من الرموز المخابراتية من الوزن الثقيل .
وهذا الامر بالذات هو الذي دفع رئيسة المجلس الى اتخاذ اجراءات سريعة كانت مأخوذة بعين الاعتبار سلفاً حيث تم اخذ كافة الاعضاء في المجلسين الى قاعات آمنة ،ومن ثم قامت بالاتصال العاجل بالخدمة السرية للبيت الأبيض، وهي قوة تعتبر تابعة للقوة الخفية التي تحمي امريكا الدولة القوية وكذلك بال Fbi وسائر القوى القوى المعنية ،فقامت بتطويق كل المربع الخاص بالكونغرس والبالغة مساحته نحو ١٣ هكتارا واقتحامه واخلاء القاعات من الرعاع والمتمردين من جماعة ترامب بمهنية عالية جدا ،واعادة الاوضاع الى ما قبل الاقتحام في مدة لم تتجاوز ٤ ساعات..!
تصاعد التوتر داخل مباني الكاپيتول وخوف الدولة العميقة من انفلات الوضع وانتقاله الى سائر الولايات ،وهو ما كان يتمناه ترامب ،هو الذي دفع بالدولة العميقة الى العمل سريعاً لانقاذ العاصمة واشنطن من خلال الدفع بقوات دعم امنية وصلت اليها من فرجينيا ونيوجيرسي وميريلاند .. ولما اشتد الوطيس وصار الخطر اكبر دخلت قوات “الخدمة السرية” الخاصة على الخط فوراً ،وهي القوة التي تشكلت في العام ١٨٦٥ بعد انتهاء الحرب الاهلية الامريكية والتابعة لوزارة الامن الداخلي، والمكلفة بحماية كبار الشخصيات والرؤساء، وذات المهمات الخاصة في الملمات لتطلب من ترامب التوقف فوراً عن مغامرته والقيام بتسجيل صوتي – وليس الظهور الحر على التلفزيون- لسحب جماعاته فوراً تحت طائلة التهديد بالعقاب الصارم ، مجبرة اياه على القيام بالمهمة فور انتهاء خطاب الرئيس المنتخب جو بايدن دون تأخير( والذي طلب منه ايضاً للخروج بخطابه الى الراي العام لنفس الغرض)…!
وهكذا رضخ ترامب للامر وقرر التراجع مكرهاً ، وفشل الانقلاب..!
هذا السيناريو الترامبي والسيناريو المضاد الذي قضى على التمرد واحبط الانقلاب في واشنطن العاصمة، لن يمر بشكل عادي على الحياة السياسية الامريكية ، بل ان تداعياته خطيرة جداً وهي التي ربما ستجعل امريكا توضع على جادة اما الحرب الاهلية واما التآكل من الداخل والانهيار رويداً رويداً…!
ما حصل ليلة الانقلاب الفاشل لم يكن ابن ليلته ، بل هو تراكم فعل وفعل مضاد لفساد النظام السياسي الحاكم في الولايات المتحدة الامريكية …!
وهكذا بدت امريكا على حقيقتها ديمقراطية فاشلة وهشة وكاذبة ..!
الأحد 10 كانون الثاني (يناير) 2021
أميركا تتآكل تحت وطأة الانقلاب الفاشل!
الأحد 10 كانون الثاني (يناير) 2021
par
د. محمد صادق الحسيني
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
32 /
2183604
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف محمد صادق الحسيني ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
41 من الزوار الآن
2183604 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 39