أثبت تاريخنا المعاصر أن حرب 6 تشرين الاول ـ أكتوبر 73 لم تكن آخر الحروب بين العرب و«إسرائيل»، كما أرادها مَن أرادها أن تكون كذلك، وإنما محطة عسكرية كبيرة في مسلسل صراع مديد لن ينتهي بتسويات مغشوشة، هذا إذا كان لمثل هذه التسويات المفترضة أن يقوم.
هذا بالتحديد ما حدث في الجولة السابقة من المفاوضات المباشرة. انتصرت المقاومة الفلسطينية ومؤيدوها ـ وجماهيرها العربية المخلصة لقضية فلسطين ـ على الرغم من أن مدافع المقاومة كانت صامتة طوال الوقت الذي استغرقته هذه الجولة.
نحن أمام منعطف خطير، لا بل يمكن المجازفة والقول إننّا بصدد نكبة ثانية، يُشارك في تنفيذها بدرجات متفاوتة، الجلاد والضحية على حدٍ سواء، ويقوم بدور المشرف العام باراك حسين أوباما، وتلعب أوروبا في قلب الدفاع والهجوم، في حين يجلس زعماء العرب، كعادتهم، على دكّة الاحتياط، في مباراةٍ حُددت نتائجها مسبقاً، ولا يحتاج الخصمان، لا للوقت الضائع ولا لبدل الضائع، ولا للاعبي الاحتياط.
مضت شهور وفكرة دسترة فك الارتباط تلعب بيننا، تحمس لها من تحمس بطيبة وحسن نية من دون التدقيق في محتواها وعمق ابعادها وتبعاتها، وانبهر بها البعض بداية وفي حالة استرخاء، ولكن سرعان ما تكشفت واستوت على حقيقتها، ففي ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، وصاحب الفكرة ماض باندفاع مستغرب في محاولة ترويجها في كل لقاء ومقال ومداخلة، لعله بذلك يضمن قوة تحملها او تياراً يحتضنها او صاحب قرار يتبناها.
يمكن اعتبار سياسة الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة التعبير الأمثل عن الإستراتيجية الصهيونية في الهيمنة على المنطقة. فهذه السياسة تعتمد في رسم خطوط الخرائط الاستيطانية كما الإستراتيجية بالتنقيط أولاً، وبشكل يبدو غير منتظم وكفعل مشتت يصعب متابعته
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
116 من الزوار الآن
3211279 مشتركو الموقف شكرا