الأحد 27 شباط (فبراير) 2022

صحف الغرب الاوروبي والأمريكي، مرعوبة أم متربّصة لبوتين؟

الأحد 27 شباط (فبراير) 2022

- واشنطن بوست: تغيرات جيوسياسية واسعة حول العالم ستحدث إذا انتصر بوتين في أوكرانيا

في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية توقع روبرت كاغان أن يتسبب انتصار روسيا في حرب أوكرانيا بتغيرات جيوسياسية واسعة حول العالم.

وقال كاغان إن التغييرات ستشمل أوروبا وحلف الناتو والنظام العالمي القائم؛ إذ ستؤدي هزيمة أوكرانيا إلى بداية حقبة تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا، حيث سيشجع الانتصار الروسي الصينَ على غزو تايوان والسيطرة عليها لتهيمن على المنطقة.

ويشير الكاتب إلى أن ذلك يعني خلق 3 كتل في العالم (أمريكية، وروسية، وصينية)، لكنه يحذر من أن تعم الفوضى حول العالم؛ لأن كل منطقة في العالم ستحاول التكيف مع التشكيل الجديد للقوة.

وفي تداعيات العملية العسكرية، يقول كاغان إن روسيا إذا انتصرت في الحرب ستكون قد أصبحت قادرة على نشر قوات عسكرية غربي أوكرانيا. ومع قدرتها على فعل ذلك في بيلاروس أيضا، ستصبح موسكو قادرة على نشر قواتها الجوية والبرية والبحرية على حدود بولندا الشرقية التي يبلغ طولها 650 ميلا، وكذلك على الحدود الشمالية لرومانيا، إضافة إلى الحدود الشرقية لسلوفاكيا والمجر.

أما التهديد الأكبر فسيكون على دول البلطيق، التي ستعمل روسيا على فك ارتباطها بحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر البرهنة على أن الحلف لا يمكنه حماية هذه الدول بشكل فعال، خصوصا في ظل تشارك “روسيا الموسعة” مع 7 دول أوروبية.

ويتابع الكاتب بالقول إن الوضع الجديد قد يفرض تعديلا كبيرا في معنى وهدف حلف الناتو. فالرئيس بوتين يريد إعادة نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوروبا، كما يسعى إلى إنشاء “بنية” أمنية أوروبية تتحالف مع القوات الروسية على طول الحدود الشرقية للناتو.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نشرت مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشامل على أوكرانيا يوم الخميس أنهى فترة ما بعد الحرب الباردة وسيشكل النظام العالمي، مضيفا أن معمارا جديدا للعلاقات الدولية يجب أن يبنى إلا أن شكله يعتمد فيما إن نجحت حملة بوتين أم فشلت.

وأعاد هجوم بوتين أشباح الحرب التي طاردت أوروبا على مدى قرن. وقد راقب العالم برعب الهجوم الكثيف بالصواريخ والقنابل والدبابات والتضليل الإلكتروني والحرب السيبرانية على أوكرانيا من 3 جبهات. وشجبت عدة دول الهجوم، ولكن الحقيقة المرة هي أن أوكرانيا تواجه بوتين لوحدها. والنزاع ليس حالة تشبه المشي مثل النائمين نحو الحرب، كما حاول بعض المؤرخين وصف الزحف الأعمى نحو الحرب العالمية الأولى عام 1914. فهي قريبة لهجوم مر وانتقامي قام به الزعيم الألماني على الجارة تشيكوسلوفاكيا عام 1939. ولم يصل بوتين إلى درجة أدولف هتلر بعد، ولكنه يشترك معه بهوس تصفية الحسابات عبر القوة العسكرية.

- “تايم”: الغزو الروسي لأوكرانيا هو اختبار رئيسي لرؤية بايدن في السياسة الخارجية
بذل الرئيس الأمريكي جو بايدن، المتعب بشكل واضح، قصارى جهده لإظهار العزم والتأكيد على مكانة أمريكا في النظام العالمي، وهو يسير إلى المنصة تحت ثريات الغرفة الشرقية في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي.
وقال بايدن:” أمريكا تقف في وجه المتنمرين، نحن ندافع عن الحرية”، وأكد بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن يوقف غزوه لأوكرانيا.

بايدن فشل تماماً في ردع بوتين على الرغم من التهديد بالعقوبات، ولكنه نجح في تعزيز التصميم الأوروبي ضد التهديد الروسي

وبالنسبة للباحث براين بانيت في مقال نشرته مجلة “تايم”، فإن الأيام والأسابيع المقبلة ستختبر تعهد بايدن باستعادة القيادة الأمريكية في العالم، مشيراً إلى أن بايدن دخل البيت الأبيض قبل أكثر من عام وهو يتعهد بعكس نهج الرئيس السابق دونالد ترامب “أمريكا أولاً”، الذي ألغى تماماً الدور المركزي للولايات المتحدة في تكوين التحالفات العالمية.
وقد أدى غزو بوتين لأوكرانيا وقصف كييف إلى صدام بين روسيا والدول الأوروبية، حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً داعماً حيوياً لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولكن بوتين يريد أن يكون للصراع رهانات أكبر، وبحسب ما ورد، فإن بوتين يعمل على تصوير الصراع على أنه منافسة أوسع بين روسيا والنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

بوتين يعمل على تصوير الصراع على أنه منافسة بين روسيا والنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة

وأشار الكاتب إلى أن هذا بالتحديد هو اختبار بايدن، هل يمكنه إبقاء القوى الأوروبية ضد عدوان بوتين؟، هل يمكنه متابعة التعهد الذي قطعه قبل عام بأن أمريكا قد عادت؟ هل يستطيع أن يفعل كل هذا دون أن يغذي مساعي بوتين لإعادة روسيا إلى وضعها السابق كقوة عظمى؟، وأشار الكاتب، ايضاً، إلى أن بايدن قد طرح قائمة مراجعة التحديات التي تواجه العالم، بما في ذلك إنهاء جائحة كوفيد- 19 والعودة للاتفاق النووي الإيراني ومواجهة التهديدات الاقتصادية التي تشكلها الصين وروسيا.
الأمر الواضح من الاستجابة الأمريكية للغزو الروسي هو أن بايدن فشل تماماً في ردع بوتين على الرغم من تهديداته بفرض العقوبات لمدة أسابيع ورفع السرية عن نوايا روسيا، ولكن بايدن نجح في تعزيز التصميم الأوروبي ضد التهديد الروسي.
وفي غضون ساعات من تساقط الصواريخ الروسية عبر أوكرانيا ودخول الدبابات إلى البلاد، قال بايدن إن العقوبات ستشكل تكلفة اقتصادية مدمرة على الاقتصاد الروسي، ولكن بايدن لم يصل إلى حد عزل روسيا عن نظام “سويفت” المالي.
وأكد بايدن بأنه لا يخطط للتحدث مع بوتين، وانهارت المحادثات بين واشنطن وموسكو.

- إيكونوميست: هل ستقوض الحرب الأوكرانية العلاقات التركية- الروسية

تساءلت مجلة “إيكونوميست” إن أنهت الحرب الأوكرانية- الروسية، التقارب التركي- الروسي. وأشارت في تقرير لها إلى حالة الازدحام التي شهدها مضيق البسفور الذي يقسم اسطنبول ويربط بين بحري مرمرة والأسود.

ووسط الناقلات العملاقة وعبارات الركاب ومجموعة الدلافين العابرة شقت ست سفن برمائية هجومية روسية عباب الماء منذ بداية شهر شباط/فبراير في طريقها إلى الشمال، إلى جانب غواصة من طراز كيلو. ولروسيا اليوم أربع غواصات في البحر الأسود، كل منها محمل بالصواريخ القادرة على استهداف أوكرانيا في أي مكان.

وأشارت المجلة إلى أن قلة من الدول تراقب الحرب التي تم نشر الأسلحة من أجلها مثل تركيا. فحكومتها، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، حريصة على استمرار التقارب مع روسيا.

وقال أردوغان في 23 شباط / فبراير: “لا يمكننا الاستسلام” بشأن روسيا أو أوكرانيا. لكن تصرفات روسيا قد تضطره إلى ذلك. ففي اليوم التالي، عندما بدأت القنابل الروسية تسقط على أوكرانيا، وصفت وزارة الخارجية التركية الغزو بأنه “غير مقبول” و “انتهاك خطير للقانون الدولي”. وكانت قد شجبت بالفعل اعتراف روسيا بجيوب انفصالية في أوكرانيا. وقالت المجلة إن الحرب الدائرة تعتبر بمثابة اختبار للعلاقة بين البلدين وربما قضت عليها.

لكن ما يقلق أردوغان أكثر هو اقتصاد تركيا وحاجته لروسيا. فأردوغان، الذي ساعد على دفع التضخم إلى أكثر من 48% وشوه عملته بتخفيضات أسعار الفائدة غير الحكيمة، بحاجة للنقد الأجنبي من موسم السياحة المزدحم، وانخفاض أسعار الطاقة وبعض تدابير الاستقرار الإقليمي. ويبدو أن تصرفات روسيا في أوكرانيا قد نسفت هذه التطلعات.

ما يقلق أردوغان أكثر هو اقتصاد تركيا وحاجته لروسيا، فأردوغان، الذي ساعد على دفع التضخم إلى أكثر من 48% وشوه عملته بتخفيضات أسعار الفائدة غير الحكيمة، بحاجة للنقد الأجنبي من موسم السياحة المزدحم

وشكل الروس والأوكرانيون أكثر من ربع الزوار الأجانب لتركيا العام الماضي. وفي هذا الصيف، من المفترض أن يظهر عدد أقل بكثير. كما أن العقوبات الغربية ضد روسيا، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا ومصدر الغاز الرئيسي، ستوجه ضربة منفصلة للاقتصاد. وتسببت الحرب بالفعل باهتزاز في الأسواق التركية. في 24 شباط/ فبراير، كانت الليرة تتجه لأسوأ يوم لها هذا العام.

وفي الوقت نفسه، لا تريد تركيا استعداء روسيا. والمرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك كان بعد إسقاط طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود مع سوريا عام 2015. وكان الرد الروسي قويا ومزيجا من العقوبات والتهديدات مما أدى لاعتذار نادر ومجموعة من التنازلات من أردوغان. وتبع ذلك ذوبان الجليد في العلاقات وتميز بصفقات طاقة جديدة، والتعاون في سوريا، وشراء تركيا لنظام الدفاع الجوي إس-400 من روسيا. وحاولت روسيا منذ ذلك الحين إبعاد تركيا عن الناتو، في حين أن تركيا المنبوذة عن شركائها الغربيين، تتطلع إلى روسيا لتعزيز مصالحها الإقليمية.

واللافت للانتباه نجاة هذا التقارب من اغتيال سفير روسيا في تركيا إلى جانب حروب في ليبيا وسوريا وأذربيجان، حيث تصارع وكلاء تركيا ضد روسيا.

وتتعاون القوتان ما أمكن وتواجهان بعضهما البعض عند الضرورة، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر تقريبا. “إنه مثل رقصة الكابويرا”، كما يقول دبلوماسي أوروبي، مشيرا إلى أسلوب برازيلي من فنون الدفاع عن النفس. “كل طرف يقوم برقصته، ويعاين حجم الآخر، ولكن هناك دائما خطر تطور الأمر إلى تبادل الضربات”. وعندما يحصل ذلك، يجد أحدهما (عادة تركيا) طريقة لتقليص حجمه. عندما قتلت غارة جوية روسية عشرات القوات التركية المتمركزة في سوريا عام 2020، أمر أردوغان بشن حملة قصف ضد قوات النظام السوري، لكن ليس المواقع الروسية. كما التزمت تركيا الصمت حيال تصرفات روسيا الغريبة في بيلاروسيا.

تركيا تعتبر أوكرانيا شريكا استراتيجيا وعارضت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعمت خطط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وشاركت مخاوفها بشأن الحشد البحري الروسي في البحر الأسود

لكن تركيا تعتبر أوكرانيا شريكا استراتيجيا وعارضت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعمت خطط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وشاركت مخاوفها بشأن الحشد البحري الروسي في البحر الأسود. كما باعت تركيا عشرات الطائرات المسلحة بدون طيار لأوكرانيا، مما أزعج بوتين. وفي وقت سابق من هذا العام، وقع أردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقية تعاون دفاعي جديدة. ويقول ألبير كوسكون من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة غير ربحية أمريكية، إن الحرب ستجعل من الصعب على تركيا موازنة التزاماتها كعضو في الناتو وعلاقاتها الدافئة مع روسيا. ولقد ساعد دعم تركيا لأوكرانيا الدولة بالفعل على تحسين أوراق اعتمادها الباهتة في حلف شمال الأطلسي. وأشاد الدبلوماسيون الأمريكيون، الذين اعتادوا على تحميل تركيا مسؤولية سجلها في مجال حقوق الإنسان، بموقفها من أوكرانيا. من المفيد أن تركيا بدأت في إصلاح العلاقات مع الإمارات ومصر وإسرائيل، وكلهم حلفاء لأمريكا. ومع ذلك، فإن لدى روسيا طرقا لتقليل دعم تركيا لأوكرانيا. لا يتضح هذا في أي مكان كما هو الحال في إدلب، وهي محافظة في شمال شرق سوريا مكتظة بأكثر من 3 ملايين مدني ويسيطر عليها متطرفون إسلاميون. قبل عامين، وافقت تركيا، الداعمة للمسلحين وروسيا، التي تدعم النظام السوري، على وقف إطلاق النار. أدى ذلك إلى وقف هجوم النظام الذي كان من شأنه أن يدفع المتمردين وملايين اللاجئين نحو الحدود التركية.

وقال مسؤولون في أنقرة إنه منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انتعشت انتهاكات وقف إطلاق النار. هذا ليس من قبيل الصدفة. وهم يعتقدون أن روسيا تقوم باستخدام اللاجئين كسلاح ضد تركيا. يقول أحد المسؤولين: “ينظر الروس إلى إدلب على أنها نقطة ضعف لتركيا.. إنهم يرسلون رسالة مفادها أننا إذا فعلنا شيئا لا يحبونه [في أوكرانيا]، فيمكنهم جعل حياتنا صعبة”.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال أردوغان إن تركيا ستفعل كل ما أمكن كعضو في الناتو في حالة الغزو الروسي. ولكن من الناحية العملية، لا يوجد الكثير من استعداد تركيا للقيام به لأوكرانيا. في الآونة الأخيرة، أشار أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء إلى أن تركيا لن تلتزم بالعقوبات الخارجية ضد روسيا، واصفا إياها بأنها “غير مجدية”. وبدلا من ذلك، حاولت تركيا وضع نفسها كوسيط محتمل بين روسيا وأوكرانيا، وهي فكرة تبدو الآن ساذجة. كان لدى أردوغان رغبة في أن يحافظ على علاقات حميمة مع روسيا، لكن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تثبت نهاية هذا الأمر.

- واشنطن بوست: الهجوم الروسي على أوكرانيا سيحدد طبيعة النظام الدولي القادم ربح بوتين أم خسر

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشامل على أوكرانيا يوم الخميس أنهى فترة ما بعد الحرب الباردة وسيشكل النظام العالمي. مضيفا أن معمارا جديدا للعلاقات الدولية يجب أن يبنى إلا أن شكله يعتمد فيما إن نجحت حملة بوتين أم فشلت.

أعاد هجوم بوتين أشباح الحرب التي طاردت أوروبا على مدى قرن.

وأعاد هجوم بوتين أشباح الحرب التي طاردت أوروبا على مدى قرن. وقد راقب العالم برغب الهجوم الكثيف بالصواريخ والقنابل والدبابات والتضليل الإلكتروني والحرب السيبرانية على أوكرانيا من 3 جبهات. وشجبت عدة دول الهجوم، ولكن الحقيقة المرة هي أن أوكرانيا تواجه بوتين لوحدها. والنزاع ليس حالة تشبه المشي مثل النائمين نحو الحرب، كما حاول بعض المؤرخين وصف الزحف الأعمى نحو الحرب العالمية الأولى عام 1914. فهي قريبة لهجوم مر وانتقامي قام به الزعيم الألماني على الجارة تشيكوسلوفاكيا عام 1939. ولم يصل بوتين إلى درجة أدولف هتلر بعد، ولكنه يشترك معه بهوس تصفية الحسابات عبر القوة العسكرية. وكان استعداد بوتين للتصعيد بكل الوسائل إلى حرب شاملة واضحا لإدارة جو بايدن ومنذ زيارة مدير سي آي إيه ويليام جي بيرنز موسكو في بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وسافر بيرنز يحمل رسالة تحذير إلى بوتين وأن المخابرات الأمريكية قد استتنجت أن خلف الحشد الروسي المكثف على حدود أوكرانيا تخطيطا جادا للحرب. وأخبر بيرنز زملاءه أن بوتين البارد في حساباته لديه استعداد للحرب. وبدا وكأن الأمر يتعلق بمصير شخصي، حيث يقترب بوتين من سن السبعين عاما. وكانت حساباته هي أن اللحظة باتت سانحة في وقت تعيش أمريكا وحلفاءها تشتتا مقارنة مع روسيا القوية نسبيا.
وفي جوهر حساباته مشكلة بوتين مع أوكرانيا المتحدية والزاحفة بدون هوادة نحو الغرب رغم تحذيرات الكرملين وضد ثقل التاريخ الروسي نفسه.
وعبر بوتين عام 2008 عن اهتمامه لحد الهوس بأوكرانيا في حوار مع بيرنز الذي كان سفيرا لواشنطن في موسكو. ووصف بيرنز اللقاء في مذكراته الصادرة عام 2019 بطريقة تجعل من قراءته اليوم مثيرة للخوف “الا تعلم حكومتك أن أوكرانيا غير مستقرة وغير ناضجة ووجود الناتو مثير للانقسام هناك؟” ووبخ بوتين بيرنز “ألا تعرف أن أوكرانيا ليست بلدا حقيقيا؟ جزء منها في شرق أوروبا وجزء هو في الحقيقة روسي”. وأعاد بوتين هذه الكلمات بالضبط هذا الأسبوع عندما أعلن الحرب، وأكرانيا تثير أعصابه. ويعتقد كما هو واضح أن روسيا لن تكون عظيمة بدون السيطرة على أوكرانيا. وحذرته إدارة بايدن بوتين وحاولت ردعه من خلال التهديد بعقوبات قاسية فرضتها عليه يوم الخميس بعد الغزو مباشرة. واستخدم البيت الأبيض وسيلة جديدة لتخريب خططه من خلال الكشف عن خططه العسكرية. وأنه يخطط لعملية “راية زائفة” لاتخاذها ذريعة للحرب بل وحتى خطط للقيام بعمليات اغتيال. واعتقد المسؤولون أن وابل المعلومات هذه أوقف عددا من خطط بوتين وحطم أيضا السرد الذي كان بوتين يريد خلقه. ولأول مرة أصبح لدى الولايات المتحدة المبادرة في حرب المعلومات التي كان الزعيم الروسي ماهرا بها.

الآن وقد دخلت القوات الروسية أوكرانيا فما هي خطط بوتين لإخراجها من هناك؟ فهو يأمل بالحفاظ على القوات النظامية خارج كييف والمدن الأخرى وإرسال القوات الخاصة “سبيتسناز” و عملاء “إف إس بي” من أجل تحييد الأهداف.

ومع تحرك بوتين نحو الحرب فقد استشار دائرة ضيقة بقيادة 3 من المتشددين، وزير الدفاع سيرغي شويغو ومدير المخابرات (إف إس بي) الكسندر بورتينكوف ورئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المسؤولين في الصفوف الدنيا من الجيش والكرملين عبروا عن شكوكهم من الحرب، لكن التساؤل عن حيويتها لم يصل إلى أذن بوتين. والآن وقد دخلت القوات الروسية أوكرانيا فما هي خطط بوتين لإخراجها من هناك؟ فهو يأمل بالحفاظ على القوات النظامية خارج كييف والمدن الأخرى وإرسال القوات الخاصة “سبيتسناز” و عملاء “إف إس بي” من أجل تحييد الأهداف. وربما حاول تنصيب حكومة عميلة له. وعند هذه النقطة قد يفشل تخطيط بوتين كما يعتقد المسؤولون الأمريكيون. فما لا يعرفه بوتين بحديثه عن وحدة الروس والأوكرانيين هو أن تنمره نفر الشعب الأوكراني منه. وشاهد الكاتب المشاعر المعادية لبوتين عندما زار كييف في نهاية كانون الثاني/يناير وزادت الآن بعد دخول الدبابات الروسية إلى شوارع المدن والبلدات وظهرت المقاتلات في الأجواء. ويؤمن بوتين على ما يبدو بأن خطابه حول زيف أوكرانيا وهذا الإيمان قد يؤدي إلى أخطاء. من خلال هجومه غير المبرر فقد حطم القواعد القانونية الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية إلى جانب النظام الأوربي الذي جاء بعد نهاية الحرب الباردة. وبات هذا النظام مهزوزا ومصيره الاستبدال بآخر. وهجوم أوكرانيا يضع زعيما روسيا مستبدا وقياميا ضد رغبات الدول الكبرى بمن فيها الصين، وسيحدد طبيعة النظام الجديد. فلو خسر بوتين معركته على أوكرانيا فسيكون النظام متينا وواعدا ولو انتصر فالعصر القادم سيكون خطيرا بالتأكيد.

- لوموند: بعد غزو بوتين لأوكرانيا.. هذه هي أشد المخاوف الأوروبية

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن وقوع أوكرانيا تحت السيطرة الروسية بعد غزوها يثير مخاوف بشأن التدخلات المستقبلية المحتملة من موسكو والتحول في التوازنات العسكرية والنووية.
واعتبرت الصحيفة أن رغبة بوتين في السيطرة على أوكرانيا، حتى لو كان ذلك يعني الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، فإن حجم العمليات العسكرية المنفذة لهذا الغرض، يثير أسوأ المخاوف بشأن نوايا الرئيس الروسي، سواء داخل الحلف الأطلسي أو في الدول المجاورة التي تطمح، مثل جورجيا ومولدوفا، للانضمام إليها.
وفي مواجهة بوتين، سعى قادة الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو يوم الجمعة، قبل كل شيء، إلى إظهار وحدتهم وتصميمهم. وأدان بيانهم الأخير “أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود” ودعوا روسيا إلى إنهاء الصراع.
وتساءلت “لوموند” هل “ستبقى هذه الوحدة الجميلة في حال كان من الضروري تقديم التزام ملموس بحماية دول البلطيق أو على سبيل المثال، لتكثيف مراقبة الأنشطة الروسية في البحر الأسود؟”.
وبالنسبة لمارك بيريني، الباحث المشارك في مركز كارنيغي لأوروبا فمن الآن فصاعدًا، ستتطلب أربع دول متاخمة لروسيا، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وكذلك بولندا، مزيدًا من الاهتمام.
ووصفت “لوموند” فلاديمير بوتين بأنه “زارع حرب”، معتبرة أن الهجوم الروسي المستمر في أوكرانيا يمكن أن يمتد إلى البلدان المجاورة، قائلة إنه على المستوى القاري، يتم التعامل مع المخاطر بجدية أكبر حيث من المرجح أن يتغير الوضع الأمني والجيوسياسي، إذا أصبحت أوكرانيا بحكم الأمر الواقع تحت السيطرة الروسية.
وترى أنه في النهاية، يمكن أن تقرر موسكو بعد ذلك إقامة قواعد عسكرية أو صواريخ أو ترسانة نووية هناك يمكن أن تهدد القارة بأكملها.
ومضت “لوموند” إلى التوضيح أن الوضع البيلاروسي في هذا الصدد مقلق للغاية في نظر الغربيين. فبعد عملية إعادة انتخابه “المزورة”، في أغسطس 2020، شن الرئيس لوكاشينكو حملة قمع على خصومه. وأكدت أنه قادر فقط على الاحتفاظ بالسلطة بفضل دعم فلاديمير بوتين. وقد سبقت التدريبات العسكرية التي نُظمت على الأراضي البيلاروسية مع الروس، في الأيام الأخيرة، اجتياح أوكرانيا عبر حدودها الشمالية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2184583

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف الأعداد  متابعة نشاط الموقع العدد 7 السنة 11   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184583 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40